أخلى الدفاع المدني في الجنوب 4 مراكز تابعة له بعد أن تحولت إلى مراكز معرضة لخطر كبير, وأعاد تموضعها تحت مظلة الجيش اللبناني, بما يمكّنه من القيام بالمهام المطلوبة منه تحت نسبة خطر أقل بكثير من بقائه في مراكزه السابقة.
ويوضح رئيس وحدة الخدمات والعمليات في المديرية العامة للدفاع المدني, وليد حشاش, أن ما تم هو إعادة تموضع, لا سيما أن مراكز كثيرة للدفاع المدني أصبحت في دائرة الخطر الشديد, والتنقل بينها بات مستحيلاً, بما يمثل انتحاراً. كما أن هناك مراكز تعتبر في الأساس من المناطق الخطيرة, وتم تدمير بعضها, وسقط للدفاع المدني شهداء كثر.
ويذكر أنه في 25 يوماً, سقط 6 شهداء للدفاع المدني, وعلى مدار الحرب منذ تشرين الأول 2023, سقط 16 شهيداً و35 جريحاً, وهو رقم مرتفع جداً بالنسبة إلى الدفاع المدني. رغم أن هؤلاء العناصر ليسوا مقاتلين بل هم رجال إنقاذ, ونادراً ما يتعرض الدفاع المدني للاستهداف في الحروب إلا نتيجة أخطاء. ولكن اليوم, مع النسبة الكبيرة من الإصابات, أصبح من الضروري أخذ الموضوع بعين الاعتبار والقيام بإعادة تموضع لمراكز الدفاع المدني, لا سيما أن المهام فيها باتت خطيرة جداً.
ويلفت إلى أنه عادة ما يقوم رجال الدفاع المدني بإنجاز مهام تحمل خطورة تصل إلى 60 أو 70 في المئة, ولكن أن تصل إلى نسبة 100 في المئة فهذا يعني أنهم يذهبون طوعاً إلى الموت.
ومن هذا المنطلق, يشير حشاش إلى أنه جرى إعادة التموضع لأربع مراكز تم إخلاؤها وفق بيان رئيس جهاز الدفاع المدني, العميد ريمون خطار, وهي مراكز: تبنين, ميس الجبل, بنت جبيل, وقبريخا. وقد أعيدت المراكز إلى قرب مركز الجيش اللبناني في الزهراني نظراً لخطورة التنقل بين المناطق المذكورة.
ويؤكد أنه بعد أن وصلت الخطورة إلى 100 في المئة, كان لا بد من البحث عن بديل. وفقاً لحشاش, أصبحت فرق الدفاع المدني قريبة من الجيش الذي يتولى التنسيق مع اليونيفيل لتمكين الفرق من التدخل بعد تأمين الغطاء, لا سيما في المناطق الخطيرة وليس في كل لبنان.
ويقول: إضافة إلى نقل المراكز الأربعة إلى الزهراني, فإن مراكز صور والقليلة أعادت تموضعها أمام ثكنة الجيش هناك, ومركز علما الشعب اتخذ مركزاً في حديقة الوست. وحتى في بيروت, هناك إعادة تمركز, لا سيما في الضاحية الجنوبية.
ويشدد على أن الهدف من إعادة التموضع هو تخفيف نسبة الخطورة من 100 في المئة إلى 40 أو 50 في المئة