حذرت منظمة الصحة العالمية, أمس الأربعاء, من أن خطر تفشي الكوليرا في لبنان مرتفع جداً, وذلك بعد تسجيل أول حالة إصابة بالعدوى البكتيرية في ظل الأوضاع المتوترة بين إسرائيل وحزب الله. وأشارت المنظمة إلى أن تفشي المرض يشكل تهديدًا كبيرًا, خاصة مع نزوح مئات الآلاف منذ تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية الجوية وبدء العمليات البرية في جنوب لبنان. فما هي عدوى الكوليرا؟ وهل من داع للهلع؟
في هذا السياق, يوضح الدكتور عاصم عراجي, رئيس لجنة الصحة النيابية السابق, أن "الكوليرا هي عدوى بكتيرية تسبب الإسهال نتيجة تناول أطعمة أو مياه ملوثة. وفي ظل الأوضاع الراهنة, تتفاقم هذه العدوى بشكل كبير في السودان, حيث يساهم نقص المياه النظيفة ورداءة الصرف الصحي في انتشارها".
ويشير عراجي إلى أن "الكوليرا تصيب بشكل خاص الأشخاص الذين يفتقرون إلى المياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية. لذلك, يعد تأمين المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الآمنة أمرًا ضروريًا للحد من انتشار هذا المرض والأمراض المنقولة عبر المياه".
ويعتقد أنه "إذا استمرت الحرب لفترة أطول, فإن الوضع في مراكز الإيواء سيزداد سوءًا بسبب نقص المتطلبات الأساسية مثل المراحيض والحمامات. لذلك, يشدد على أهمية توفير احتياجات النظافة بشكل كافٍ, بالإضافة إلى تأمين المياه النظيفة للاستحمام والملابس النظيفة, خصوصًا أن النازحين غادروا منازلهم دون أمتعة.
ويضيف: "غالبية المصابين بالكوليرا يعانون من أعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة التي عادة ما تؤدي إلى نقص السوائل, مما يمكن أن يسبب فشلًا كلويًا حادًا وأحيانًا الوفاة, ولكن يمكن علاجها بشكل فعّال. لذلك, فإن اكتشاف حالة الكوليرا في لبنان لا يستدعي الهلع, خاصة أن اللقاح الفموي المتاح يمكن أن يمنع انتقال العدوى ويقي من الإصابات الحادة".
وفيما يخص الوقاية, شدد عراجي على "ضرورة تدخل الجهات المعنية بشكل سريع من خلال تكثيف عمليات التفتيش في المخيمات المكتظة, بالإضافة إلى إجراء فحوصات دقيقة لآبار المياه والمواد الغذائية في المناطق المتضررة".
واعتبر أنه "يجب على المسؤولين الإسراع في معالجة الأشخاص المصابين بهذه الأوبئة وتزويدهم بالأدوية اللازمة, لتجنب تفشي الوباء بشكل واسع في لبنان".