في حوار تلفزيوني عبر برنامج "حوار المرحلة" على قناة LBCI, أكد النائب بلال الحشيمي على أهمية لقاء معراب, مشيراً إلى أن كتلة القوات اللبنانية هي من الأكبر في البرلمان, ومن منطلق حرصهم على مصلحة لبنان, جاء اللقاء كخطوة ضرورية في ظل الظروف الراهنة. كما أوضح أن اتفاق الطائف ينص بوضوح على سحب السلاح من جميع القوى المسلحة في لبنان, وأن الحل الأمثل يبدأ بدخول الجيش اللبناني إلى جنوب البلاد, في خطوة تعزز استقرار الدولة وسيادتها.
أشار الحشيمي إلى أن القرار 1701 كان يمكن أن يحمي لبنان لو تم تطبيقه في وقته, لكن الفرصة ضاعت بسبب تجاهل جبهة الممانعة لهذا القرار. وأضاف أن الرئيس بري كان واضحاً بدعمه لشخصية توافقية لرئاسة الجمهورية, ونحن نحتاج لرئيس ينفذ اتفاق الطائف, يحافظ على كيان الدولة, يعيد علاقاتها الخارجية, ويجعل الجيش القوة الوحيدة المسؤولة عن حماية لبنان. ورغم ذلك, لا يزال انتخاب رئيس للجمهورية بعيد المنال.
كما أكد الحشيمي في حديثه أنه يؤيد بشكل كامل مضمون القرار 1701, وانتخاب رئيس الجمهورية, وجميع بنود مؤتمر معراب, لكنه شدد على أن الوقت الحالي لا يسمح بمناقشة تفاصيل المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. وأوضح أن تطبيق اتفاق الطائف كان يجب أن يتبعه سحب السلاح من جميع القوى خلال ستة أشهر, كما نص القرار 1559. ويعتبر الحشيمي أن القرار 1701 جزء من تطبيق هذه القرارات الدولية المهمة.
وأضاف أن الحل للأزمة الحالية يبدأ بدخول الجيش إلى جنوب لبنان, وأنه قد حان الوقت لإعادة النظر في جميع المواقف, لا سيما موقف حزب الله. وأشار إلى أنه إذا لم تتحد القوى السياسية الآن لمواجهة هذه الأزمة, فلن يتمكن لبنان من الخروج منها. وأكد أن الوضع الراهن يستدعي خطوات جادة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرار 1701.
وأشار إلى أن الأزمة التي يمر بها لبنان خطيرة للغاية, مما يستدعي التواضع من جميع الأطراف للبحث عن حلول عملية للخروج من المأزق الحالي.
كما وجه الحشيمي رسائل واضحة إلى الشيخ نعيم قاسم, نائب الأمين العام لحزب الله, قائلاً: "أنا معك في محاربة إسرائيل, لكنني لست مستعداً لأكون صندوق بريد لأحد أو للتفاوض على حساب لبنان وترك البلد معزولاً عن العالم". وعبّر عن استيائه من فتح جبهات عديدة ضد الأشقاء العرب رغم دعمهم المستمر للبنان, مشيراً إلى ضرورة إعادة لبنان إلى مكانته الطبيعية في المجتمعين العربي والدولي.
وتطرق الحشيمي إلى الدور الإيراني في لبنان,. متسائلاً عن كيفية التنسيق مع العدو الإسرائيلي للسماح له بالدخول إلى مطار بيروت خلال العدوان الأخير. كما شدد على أن إيران تتفاوض على حساب لبنان مع أمريكا, وأنها ترفض فصل المسار اللبناني عن غزة لأسباب تتعلق بمصالحها الخاصة.
وفي سياق متصل, أكد الحشيمي أن تحرير فلسطين مسؤولية العرب جميعاً, ولكن في ظل الأوضاع الراهنة, لا يمكن للبنان الاستمرار بهذا الشكل. وأضاف أنه يجب التعامل مع الأزمة من منظور لبناني بعد الدمار الذي طال العديد من المناطق اللبنانية جراء الصراعات الإقليمية.
كما أشار الحشيمي إلى أن الرئيس بري كان واضحاً بدعمه لشخصية توافقية, بينما المرشح سليمان فرنجية يمثل قوى الممانعة وليس مرشحاً توافقياً. ودعا الحشيمي إلى النزول فوراً إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس عادل يحافظ على كيان الدولة وينفتح على الدول العربية والغربية.
وأكد أيضاً أنه لا توجد أي تسوية حقيقية لرئاسة الجمهورية في الوقت الحالي, مشيراً إلى أن تصريحات حزب الله تربط الانتخابات بوقف إطلاق النار. وفيما يخص الأزمة السورية, أوضح الحشيمي أن جزءاً من النازحين السوريين لجأ إلى لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية, والجزء الآخر بسبب النظام السوري.
ختم الحشيمي حديثه بالتأكيد على ضرورة الإسراع في حل أزمة النزوح السوري, محذراً من أن استمرار الأزمة لفترة أطول سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان, أثنى الحشيمي على تلاحم اللبنانيين ومساندتهم لبعضهم البعض في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأعلن استعداده للاجتماع مع جميع الأطراف السياسية للعمل على هدف واحد وهو استقرار لبنان, مع التركيز على تطبيق القرار 1701 ودعم الجيش اللبناني للنهوض بالبلد, مع الحفاظ على الدستور والعلاقات الدولية للبنان.