خاص "الرأي"
بالأمس, كانت بكركي على موعد مع وحدة اللبنانيين تحت سقفها, وكعادتها جامعة لكل الطوائف, فبعد الاعتكاف عن الاجتماع تحت سقفها, لجأ الجميع إليها, من بينهم المفتي علي الخطيب وأحمد قبلان, ودعوا بصوت واحد إلى وقف إطلاق النار, ومع انخفاض سقف الآمال في تدخل دولي يؤثر على مجريات الحرب, ظهرت أهمية الموقف الذي اتخذته القمة الروحية المسيحية الإسلامية في بكركي.
ميدانيا, واصل العدو اعتداءاته على مختلف المناطق اللبنانية, والذي كان آخر حلقاته في النبطية, حيث سقط رئيس بلديتها وأعضاء من المجلس البلدي شهداء أثناء هذه الاعتداءات, أما منطقة الرياق فلم تسلم هذه المرة أيضا من الإعتداءات بعد مجزرة الأطفال التي حصلت منذ يومين, حيث تعرضت آلية تابعة للعسكريين للإعتداء أثناء مرورها على اوتوستراد رياق – بعلبك.
القمة الروحية
عكس البيان الختامي للقمة الروحية في بكركي الجهود المتضافرة للتقريب بين الآراء المختلفة لبعض القيادات الروحية, مما جعله ينفرد بصياغته عن البيانات السابقة.
وقد أكدت القمة أن "العدوان الإسرائيلي الفاجر يستهدف كل لبنان وينتهك كرامة وعزة جميع اللبنانيين", مشددة على أن "وحدة اللبنانيين وتضامنهم وتشبثهم بأرضهم يتيح لهم الصمود ومواجهة العدو".
هذا وأبرز البيان ضرورة أن تكون الحلول الممكنة للبنان "من خلال توافق وطني شامل" يستند إلى الالتزام بالدستور اللبناني واتفاق الطائف, مع التأكيد على دور الدولة وسلطتها الواحدة في حماية الوطن وضمان الأمن والاستقرار والازدهار للشعب.
ودعت القمة مجلس الأمن الدولي إلى "الاجتماع حاليًا لاتخاذ قرارات صارمة لوقف إطلاق النار, وذلك لإنهاء هذه المجازر الإنسانية التي يشهدها لبنان".
كما ضغطت على ضرورة "إعادة هيكلة المؤسسات الدستورية, مما يستوجب من مجلس النواب الشروع فورًا في انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من قبل جميع اللبنانيين, تماشيًا مع أحكام الدستور وبروح الحوار الوطني".
وطالبت أيضًا ببدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بشكل كامل, بما في ذلك دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للدفاع عن الوطن وانتشاره في منطقة جنوب الليطاني.
مجزرة النبطية
تواصل إسرائيل, في هذا السياق, الضغط على السكان لإخلاء جنوب لبنان بالكامل من خلال استهداف المدنيين والقصف الجوي المتواصل, مما أسفر عن مقتل 2367 شخصًا وإصابة 11088 آخرين منذ اندلاع الحرب العام الماضي, وفقًا للإحصاءات التي أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
كما أفادت السلطات اللبنانية أن القوات الإسرائيلية ارتكبت مجازر في الأراضي اللبنانية, ومن بينها تلك التي وقعت في النبطية, حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على المدينة, استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية.
وأسفرت هذه الغارات عن سقوط ١٦ شهيد و٥٢ جريح, بما في ذلك رئيس البلدية أحمد كحيل. وأوضحت محافظة النبطية هويدا الترك أن "11 غارة إسرائيلية استهدفت بشكل رئيسي مدينة النبطية, مما شكل ما يشبه حزامًا ناريًا", مشيرة إلى مقتل رئيس البلدية مع عدد من أعضاء فريقه.
العسكريون يتعرضون للاعتداء
بقاعا اصيب عدد من العسكريين أثناء مرور آليتهم على اوتوستراد رياق – بعلبك الذي استهدف بغارة.
وقد استهدفت الغارة مبنى لآل المصري قبالة المدينة الكشفية, وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة الإسرائيلية المعادية على طريق عام بعلبك – رياق أدت إلى استشهاد شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح.
وأفادت معلومات أنّ الغارة أسفرت عن سقوط 2 شهداء و4 جرحى من الجيش اللبناني صودف مرورهم في محيط المكان.
ايضا, خلال غارة على بلدة اليمونة دمرت مبنى مؤلفا من طبقتين, افيد بأن جريحين من المصابين في الغارة فارقا الحياة, وباتت الحصيلة الجديدة شهيدان هما سيدة من أبناء البلدة ومواطن من النازحين إلى البلدة, بالإضافة إلى 15 جريحا.
لقاء جنبلاط وبري
في هذه الأثناء, استمر الرئيس وليد جنبلاط في نشاطه السياسي, حيث قام بزيارة كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي, مصاحبًا له النائب وائل أبو فاعور من اللقاء الديمقراطي. وقد أعاد التأكيد على المواقف التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقد في 2 تشرين الأول, مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار وفقًا للقرار 1701, وتسليم مهام الأمن في الجنوب إلى الجيش اللبناني. كما أعرب عن أمله في أن تقدم الدول الكبرى, وخاصة فرنسا, الدعم الفعّال للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه بأفضل شكل ممكن وبكل كرامة.