انعقدت في بكركي القمة الروحية الاسلامية- المسيحية التي طال انتظارها, وعلى وقع المجازر الاسرائيلية المتنقلة بين القرى اللبنانية وفيما مجلس الامن عاجز عن استصدار قرار يوقف حرب الابادة على لبنان اكد المجتمعون وجوب تطبيق القرار 1701 كاملا فورا.
وشددت القمة على وجوب "اعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين". واعقبت دعوتها تطبيق القرار الدولي سلسلة مناشدات وجهها فريق المعارضة منذ سنوات ولم تلق صدى لدى المسؤولين في الدولة الى ان وقعت الواقعة واضطر لبنان الرسمي الى الالتحاق بمطلب المعارضة بعد سقوط الفأس في الرأس.
ميدانياً, تعرضت النبطية لاعنف قصف منذ الحرب حيث أدّت إلى تدمير مبنى البلدية ووفاة رئيسها احمد كحيل والأعضاء صادق اسماعيل وبعض الاعضاء بالإضافة إلى مسؤول الإعلام محمد بيطار والموظف محمد زهري وذلك بسبب تواجدهم داخل المبنى. كما تعرضت سرايا النبطية الحكومية لعدوان اسرائيلي حيث استهدف الطيران مدخلها الشرقي بغارة دمرت معظم المكاتب الشرقية فيها والحقت اضرارا بعشرات السيارات المركونة بجوارها. وافادت وزارة الصحة بسقوط 6 شهداء و 43 جريحا في مجزرة النبطية فيما اعمال البحث عن مفقودين مستمرة.
من جهته, أدان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية والذي استهدف قصدا اجتماعا للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدماتي والاغاثي.وقال: ان هذا العدوان الجديد, معطوفا على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين, هو برسم العالم الساكت عمدا على جرائم الاحتلال, مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه". اضاف: "اذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني, فهل ينفع بعد اللجوء الى مجلس الامن للمطالبة بوقف اطلاق النار؟ وما الذي يمكن ان يردع العدو عن جرائمه التي وصلت الى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب؟واي حل يرتجى في ظل هذا الواقع؟"
بدورها, قالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت إنه يتعين "حماية المدنيين في جميع الأوقات". وأفادت في بيان تعليقا على الهجوم على النبطية بأن "انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق". وأضافت "يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة", معتبرة أنه "حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فورا وتفتح الباب أمام الحلول الديبلوماسية".
وكان الجيش الاسرائيلي خرق اليوم الخامس من الهدوء الحذر الذي سيطر على الضاحية, باستهداف مبنى في حارة حريك صباحاً وذلك بعد إنذار بإخلائه أصدره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. وتصاعدت أعمدة الدخان في المنطقة المستهدفة. وفي هذا السياق, اشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان هدف الهجوم على الضاحية بنية عسكرية لـ حزب الله, فيما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي باللغة العربية افيخاي أدرعي أن "جيش اسرائيل أغار على مستودع أسلحة استراتيجية لحزب الله تم تخزينها في مستودع تحت الأرض في الضاحية الجنوبية في بيروت, بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية ". وقال "قبل الغارة تم اتخاذ خطوات عديدة لتقليص احتمالية اصابة المدنيين في الغارة شملت انذارات مسبقة للسكان.
في المقابل, أعلن حزب الله في سلسلة بيانات استهداف صفد ومستوطنة يفتاح ومرابض مدفعية الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدف "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي على تل القبع في مركبا بقذائف المدفعية ومستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية كبيرة", واستهدف دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا بصاروخ موجه وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف" تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في مسكفعام بقذائف المدفعية".
كما اعلنت الخارجية الفرنسية ان الدول الأوروبية ستبقى ملتزمة باليونيفيل في لبنان , تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024. أدان لبنان استمرار اسرائيل في خرقها للسيادته بحراً وبراً وجواً, واستهدافها مراكز الجيش اللبناني, وهيئات الإسعاف والاغاثة, والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى, على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق, حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين. إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه, ومعبر المصنع الحدودي, وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو, وعلى سوق النبطية التاريخي. كما ادان لبنان إنتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان, دون أي اكتراث بحياة المدنيين.
سياسياً, استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري, في عين التينة الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي قال: "اجتمعنا في هذا المقر في 2 تشرين وكان بري وميقاتي وأنا كنت بصفة صديق وحليف وكان لنا الموقف الواضح وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس وفاقي حتى لو لم يقف إطلاق النار".واضاف: "موقفنا كان واضحا بوقف اطلاق النار وانتخاب رئيس وفاقي ولا زلنا عند الموقف ومهما صدرت من مواقف غير مؤيدة فنحن نقبل بالحوار ووقف الاطلاق النار على قاعدة القرار 1701 وتسليم الجيش الامن في الجنوب, واكد جنبلاط: "علينا أن ننتظر اعتداءات إسرائيلية في كلّ مكان ولا أعتقد أنّ هناك مناطق آمنة ووقف إطلاق النار بمساعدة الدول هو الحل والاتكال ع الله والقدر".