خاص "الرأي"
لم يعد النقاش يدور حول احتمالية اندلاع الصراعات, بل أصبح يتركز على أي المناطق ستشهد تصعيدًا جديدًا وما هي العواقب المحتملة لذلك, وبينما يعاني المدنيون من آثار هذه الأزمات في كل ركن من أركان البلد, تتنقل مشاهد الدمار من الجنوب إلى البقاع ومن ثم بيروت لتروي قصصاً من الفقدان والألم الذي يثقل كاهل الجماعات المتضررة, حيث استفاق اليوم الشعب اللبناني على خبر ضرب الضاحية الجنوبية, وشن الطيران الحربي المعادي صباحا, ثلاث غارات على الضاحية الجنوبية, استهدفت احداها مبنى قرب مدرسة قعيق, بعد انذار عاجل قرابة الساعة السادسة صباحا, ومن جهة أخرى, شهدت أمس منطقة رياق مجزرة بحق المدنيين وبخاصة الأطفال راح ضحيتها ٥ شهداء وعدد من الجرحى.
مجزرة رياق
استهدف العدو الإسرائيلي امس منطقة رياق أسفر عن تدمير منزلَي علي خليل همدر وزكي همدر بالكامل, حيث تم تسويتهما بالأرض نتيجة القصف.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة, في بيان مساء أمس أن "غارة العدو الإسرائيلي على رياق ظهر اليوم أدت إلى استشهاد خمسة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال وإصابة ستة عشر آخرين بجروح".
نعيم قاسم
في خضم الأجواء الحربية التي تغمر كل شبر من لبنان, وبينما تسعى الحكومة اللبنانية إلى تحقيق هدنة عاجلة, يواصل نائب الأمين العام لحزب الله, الشيخ نعيم قاسم, الدفاع عن خيار استمرار المواجهات العسكرية.
خلال ظهوره الثالث بعد اغتيال نصرالله, ثبّت قاسم دعم الحزب لجمهوره, مؤكدًا على عدم إمكانية فصل لبنان عن غزة, وشدد على أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف لبنان بأكمله, مما يستدعي ردًا شاملاً من حزب الله يستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي, مع اختيار الأهداف وفق ما تراه المقاومة مناسبًا.
وفي هذا السياق, لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة: "إن العدو يسهل لنا عملية الرد, فمع إطلاقنا صاروخًا, تتحرك مضادات الدفاع الجوي, ونتيجة لذلك, تسقط شظايا تلك المضادات على المستوطنات الإسرائيلية وسكانها.
ميقاتي: الأميركيون جادون في الضغط على إسرائيل
في الأثناء, أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الجهود الدولية مستمرة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتعزيز دور الجيش اللبناني وتطبيق القرار 170.
وأوضح أن الحكومة تسعى للحصول على موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الأمن الدولي, خصوصًا في ظل التعاطف الواسع مع لبنان من قبل معظم الدول.
وأشار ميقاتي إلى أن الاتصالات مع الجانب الأمريكي الأسبوع الماضي أسفرت عن نوع من الضمانات لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت, مؤكدًا أن الأمريكيين جادون في الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي.
خلال حديثه التلفزيوني, لفت إلى أن الإجراءات المشددة المتخذة في المطار تهدف إلى تفادي أي ذريعة قد يستغلها العدو الإسرائيلي.
وردًا على سؤال, أعلن أن الجيش اللبناني جاهز لتعزيز وجوده في الجنوب بنحو عشرة آلاف جندي إضافي, لكنه يحتاج إلى مزيد من العتاد, وهو أمر أساسي لتنفيذ القرار 1701.
قمة روحية استثنائية
وفي هذه الأجواء المشحونة, تتوجه الأنظار اليوم إلى بكركي, حيث ستعقد عند الساعة الحادية عشرة صباحًا قمة روحية إسلامية - مسيحية تُعتبر استثنائية.
تستضيف هذه القمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي, وستشهد مشاركة جميع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية.
ومن المحتمل أن هذه القمة سوف تتناول مختلف الموضوعات المتعلقة بالتطورات على الساحة اللبنانية, لا سيما الإستحقاق الرئاسي بالإضافة الى الأوضاع الصعبة الراهنة التي يعيشها لبنان وموضوع وقف إطلاق النار بالتحديد
حراك خارجي
وفيما يتعلق بالحراك العربي, أشار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, خلال افتتاح الدورة الـ53 لمجلس الشورى, إلى أن "ما تشهده منطقتنا من تطورات وأحداث دقيقة وخطيرة, يشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره".
وأكد أن "إسرائيل تستغل تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراته, لتطبيق مخططات استيطانية خطيرة في الضفة الغربية, وتوسيع عدوانها على لبنان".
وأضاف: "حذرنا من التصعيد الخطير في العدوان الإسرائيلي الذي يتسع نطاقه يومياً, ومن تداعياته على دول الجوار والمنطقة". وأدان "العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وتهجير أكثر من مليون لبناني", متهماً إسرائيل بتوسيع الصراع بهدف تنفيذ مخططات معدة مسبقاً في الضفة الغربية ولبنان.
اتصال بين ماكرون و نتنياهو
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي بينهما معارضته لوقف إطلاق النار "من جانب واحد" مع "حزب الله" في لبنان. وأوضح بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الأخير قال للرئيس الفرنسي إنه يعارض أي وقف لإطلاق النار لا يؤدي إلى تغيير في الوضع الأمني في لبنان, بل يعيده إلى ما كان عليه في السابق.
وفي بيان لاحق, أشار مكتب نتنياهو إلى أنه "نذكّر الرئيس الفرنسي بأن قرار الأمم المتحدة لم يكن هو الذي أسس دولة إسرائيل".