خاص "الرأي"
ساعة تلو الأخرى, تتصاعد حدة الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان والبقاع, حيث شهدت البلاد ليلة عنيفة من الغارات الجوية. ففي البقاع وحده, تم تسجيل أكثر من 30 غارة استهدفت مناطق مثل سحمر وقليا, مروراً بالكرك ورياق في قضاء زحلة, وصولاً إلى بعلبك التي كانت الأكثر تعرضاً للقصف, وقد أفادت مصادر أمنية بتنفيذ أكثر من 30 غارة على مدينة بعلبك والقرى المحيطة بها, في ظل هذه الاعتداءات العنيفة, برزت مجزرة إيطو في شمال لبنان, في المقابل, تواصلت دعوات السفارات لسحب رعاياها, وكان آخرها السفارة الأميركية.
وفي التفاصيل, دعت السفارة الأميركية في لبنان, الاثنين, "بقوة", رعاياها لمغادرة البلاد "الآن", مضيفة أن الرحلات الجوية الإضافية التي نظمتها السفارة لنقل الأميركيين خارج بيروت لن تستمر إلى الأبد.
21 شهيد في زغرتا
في تطور غير مسبوق, قام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا, حيث كانت تضم حوالي ثلاثين نازحاً من الجنوب, غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين, الهاربين من ويلات الحرب في مناطق مثل عيترون.
الشقة المستهدفة تعتبر جزءاً من مبنى يضم أربع شقق, وأسفرت الغارة عن مأساة جديدة تمثلت في سقوط 21 شهيداً و4 إصابات, وسط جهود فرق الدفاع المدني والإسعاف التي تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت, حين طالت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا, الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية منزلاً لجأت إليه عائلات من الجنوب.
في ظل استمرار الأوضاع المتوترة وانسداد الأفق الدبلوماسي, ووسط تصريح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الذي أكد أنه "ليس لدى إسرائيل أي طموحات تتعلق بالأراضي اللبنانية", أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل حول "الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى اتفاق مع لبنان", والتي تهدف إلى تحقيق استقرار أمني جديد.
شروط إسرائيل
وفقًا للقناة 12 العبرية, فإنّ هذه الشروط لا تقتصر فقط على نزع سلاح "حزب الله", بل تشمل أيضًا إنشاء أنظمة تضمن عدم إعادة تسلح الجماعة. ومن أبرز هذه الشروط تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي, والذي يتطلب نزع أسلحة الميليشيات في لبنان.
أيضًا, يشمل المقترح مراقبة دولية, خاصة على الحدود السورية اللبنانية, لمنع دخول الأسلحة من إيران.
وتشير القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق سيطرة استخباراتية على كافة أنحاء لبنان, بما في ذلك الحدود السورية وقرى الجنوب, إضافة إلى مطلبه بإمكانية تنفيذ توغلات برية أو عمليات عسكرية محدودة حتى بعد انتهاء النزاع الحالي.
كما اعتبرت القناة أن العملية العسكرية البرية الجارية تهدف إلى تقويض قدرة "حزب الله" على تنفيذ عمليات داخل العمق الإسرائيلي, لافتةً إلى أن هناك توسيعًا في نطاق الاجتياح. وتدرك القوات الإسرائيلية أن الوقت يعمل ضدها, لذا فهي تسعى جاهدة لمنع أي جهود من "حزب الله" لاستعادة قوته
اتصالات بري
في سياق الاتصالات المكثفة التي يجريها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على المستويين العربي والدولي, تلقى اتصالًا من رئيس مجلس الوزراء القطري, الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني, تناول تطورات الأوضاع الراهنة وأهمية وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري, حيث اتفق الطرفان على ذلك. كما أعرب بري عن شكره للجانب القطري على الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين.
بجانب ذلك, أجرى بري اتصالًا بالجنرال آرالدو لاثارو, قائد قوات "اليونيفيل", شكر فيه موقفه الثابت في تأدية المهام المنوطة بهم, مؤكدًا أن ذلك يساهم في الحفاظ على القرار الأممي رقم 1701.
من جهة أخرى, ناقش بري مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان, جانين هينيس بلاسخارت, أهمية تنفيذ القرار 1701 بالكامل من قبل جميع الأطراف, مشددة على أن الوضع لا يحتمل التأخير في تنفيذ جميع بنوده.
ميقاتي والملك عبدالله
في سياق الأحداث الجارية, يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جهوده الدؤوبة للتواصل مع مختلف الأطراف بهدف تحقيق وقف إطلاق النار.
خلال زيارته إلى الأردن, التقى ميقاتي الملك عبدالله الثاني, الذي أعرب عن دعمه الثابت للبنان.
وقد دان الملك الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل, مُشيرًا إلى الأثر الكارثي الذي تتسبب فيه على المدنيين والنازحين.
وفي ضوء هذه الظروف الصعبة, أظهر ميقاتي استعدادًا تامًا للتوجه إلى أي دولة يمكنها تقديم العون للبنان, سواء من حيث الدعم المباشر أو الضغط على إسرائيل لوقف العدوان.
نتنياهو يهدد بيروت
في خضم تصاعد التوترات, هرع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو, ووزير الحرب يوآف غالانت, ورئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى القاعدة المنكوبة في حيفا, حيث حاولوا رفع معنويات الضباط والجنود بعد الهجوم الذي استهدفهم بالطائرات المسيرة. وخلال الزيارة, أطلقوا سلسلة من التهديدات بالرد العنيف على لبنان. وصرح نتانياهو قائلاً: "ندفع ثمنًا مؤلمًا, لكن لدينا إنجازات هائلة وسنواصل تحقيقها", مؤكدًا عزمهم على ضرب "حزب الله" بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان, بما في ذلك بيروت.
إلى ذلك, أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش يخطط لشن هجوم واسع في لبنان يشمل العاصمة بيروت, ردًا على الهجوم على معسكر غولاني, مشيرة إلى أن نتانياهو طلب الحصول على موافقته المسبقة قبل أي هجوم على العاصمة.
هروب نحو الملاجئ
في سياق متصل, أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أكثر من مليوني شخص هربوا إلى الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار في مختلف أنحاء "إسرائيل", بعدما أطلق "حزب الله" الصواريخ باتجاه إسرائيل, وأعلن أن وحداته الصاروخية استهدفت كرمئيل, وراموت نفتالي, بينما دوت صفارات الإنذار مساء في تل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الإنذارات في وسط البلاد دوت "بعد إطلاق 3 صواريخ من لبنان ليتم اعتراض جميع التهديدات", وقال إن "طائرات حربية هاجمت المنصة الصاروخية التي استخدمت لتنفيذ عملية الإطلاق".
وأفادت إذاعة الجيش بأن الصفارات دوت تحذيرًا من صواريخ باليستية أُطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب, حيث شهدت أكثر من 194 بلدة ومدينة صفارات الإنذار, وتزامن ذلك مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون, حيث تم إجبار إحدى طائرات "العال" على مواصلة التحليق فوق البحر الميت بدلاً من الهبوط بسبب التهديدات الصاروخية.