خاص "الرأي"
في تصاعدٍ غير مسبوقٍ للأحداث, شهدت الساعات الأخيرة مواجهات عنيفة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية, التي لم تتوانَ عن محاولاتها لاختراق الحدود اللبنانية. ورغم هذه التحديات, تصدّى المقاومون بقوة للعدو, مسجلين إصابات كبيرة في صفوفه, وفي إطار هذا التصعيد, استمر العدو في شنّ هجماته على قوة حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) وقام بقصف مكثف للمناطق الجنوبية, مما يزيد من تعقيد الأوضاع, في ردٍ حازم, نفّذ حزب الله غارة جوية بواسطة الطائرات المسيّرة على مقر تابع للواء "غولاني", وأسفر هذا الهجوم عن وقوع خسائر فادحة في الأرواح والإصابات بين صفوف الجنود الإسرائيليين.
إسرائيل تتوعد بتجدد الضربات على بيروت
وفي التفاصيل, كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن المستوى السياسي قد أصدر تعليمات للجيش بوقف الغارات على بيروت, وذلك بعد اتصال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن. لكن, جاء ردّ مسؤول إسرائيلي سريعًا نافيًا هذه المعلومات, مصرحًا أن "لا صحة لصدور تعليمات بوقف الغارات", وأضاف: "سنواصل حرية العمل في كل أنحاء لبنان وفقًا لأهدافنا".
في ذات السياق, أشار الإعلام الإسرائيلي إلى إمكانية تجديد الضربات على بيروت بعد الهجوم الذي نفذه حزب الله على قاعدة بنيامينا جنوبي حيفا. وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ليلاً أن المعارك في لبنان أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة حوالي 100 آخرين, فضلاً عن الانفجار الذي وقع في بنيامينا.
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي, استنادًا إلى مصدر عسكري, بأن الهجوم على بنيامينا, الذي نفذه حزب الله بواسطة طائرة مسيّرة, يُعتبر الأكثر دموية منذ بداية الحرب. وأكدت الإذاعة أن "منظومات الدفاع الجوي فشلت في تحديد موقع الطائرة المسيّرة".
المقاومة: ليست سوى البداية
وفي السياق, أفاد الحزب في بيان له أن المقاومة "توجه رسالة للعدو مفادها أن ما جرى اليوم جنوب حيفا ليس سوى البداية مقارنة بما ينتظره إذا استمر في اعتداءاته على شعبنا". ووصف الحزب المدعوم من إيران الهجوم على حيفا يوم الأحد بأنه "عملية معقدة ونوعية".
وأضاف البيان أن مقاتلي الحزب أطلقوا "عشرات الصواريخ نحو أهداف متعددة في مناطق نهاريا وعكا لإشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية, وفي الوقت نفسه, قامت القوة الجوية للمقاومة الإسلامية بإرسال أسراب من الطائرات المسيرة, بعضها يستخدم لأول مرة, باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا".
برًا, ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "25 جندياً أصيبوا في معارك بجنوب لبنان يوم الأحد", بينما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بتقارير عن "إصابة نحو 20 جندياً في حادثين منفصلين وقعا صباحاً أثناء العملية البرية في المنطقة".
وأعلنت المقاومة الإسلامية أنه أثناء محاولة قوات مشاة العدو الإسرائيلي التسلل إلى بلدة القوزح, نشبت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات العدو باستخدام الأسلحة الرشاشة.
كما أشارت إلى أن اشتباكاً آخر تم على مرتفع كنعان في بلدة بليدا, حيث التحمت قوات المجاهدين بالعدو في قتال مباشر ضمن مسافة قريبة, ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوفهم بين قتيل وجريح.
تحذير إلى اليونيفيل
في تطور خطير وغير مسبوق, وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطالب فيها بسحب قوات اليونيفل من جنوب لبنان. وأوضح أن عدم الاستجابة لهذا الطلب يعني ترك تلك القوات "رهائن بيد حزب الله", مما يعرض حياتهم وحياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر.
في الأثناء, أصدرت قوات اليونيفل بيانًا أكدت فيه رصد انتهاكات إسرائيلية جديدة, حيث لاحظت عبور ثلاث وحدات من الجيش الإسرائيلي إلى داخل لبنان من موقع للأمم المتحدة في رامية. كما كشفت أن دبابتين من طراز ميركافا هاجمتا البوابة الرئيسية للموقع, ودخلتا عنوةً أثناء وجود جنود حفظ السلام في الملاجئ. وقد تعالت المطالبات بإطفاء الأنوار قبل أن تغادر الدبابات بعد حوالي 45 دقيقة, مما اعتبرته اليونيفل تهديدًا لأمن جنودها.
ميقاتي يرد على نتنياهو
وفي المقابل, ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, الذي يتواجد في الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني, على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, حيث أشار في بيان له إلى أن "التحذير الذي وجّهه نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن إبعاد قوات اليونيفل, يمثل فصلًا جديدًا من نهج العدو في تجاهل للشرعية الدولية وقراراتها المختلفة".
وأكد ميقاتي أن هذه التصريحات تُعدّ بمثابة رسالة للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة, ويجب أن تدفعهم لاتخاذ موقف حازم. وأعرب عن استنكاره لتجاهل نتنياهو للنداء الفرنسي-الأمريكي المدعوم من دول عربية وأجنبية لوقف إطلاق النار.
وجدد ميقاتي التأكيد على أن لبنان, الذي يدين موقف نتنياهو والعدوان الإسرائيلي على قوات اليونيفل, يتمسك بالشرعية الدولية وبالقرار 1701 وبالدور الإيجابي لقوات الأمم المتحدة في الجنوب, مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والشرعية الدولية.
مجلس الأمن
في الوقت الحالي, تتوجه الأنظار إلى نيويورك حيث سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة التقرير الخاص بالإحاطة نصف السنوية حول تنفيذ القرار 1559, والذي اعتمده المجلس في سبتمبر 2004, وذلك ضمن موعده السنوي المعتاد مع بداية شهر أكتوبر. هذا القرار, الذي صدر عقب التمديد للرئيس إميل لحود, دعا إلى "الاحترام الكامل لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي تحت السلطة الوحيدة للحكومة اللبنانية".
كما طالب "بانسحاب القوات الأجنبية من لبنان وحل ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية", وأكد على "دعم مجلس الأمن لتوسيع سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضي البلاد".