إقتصرت عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي في قداس الأحد في بكركي اليوم, على تلاوة رسالة البابا فرنسيس في 7 تشرين الأوّل الجاري إلى المسيحيّين في الشرق الأوسط, "لعزائكم وتشجيعكم".
وفي الرسالة: "الإخوة والأخوات الأعزَّاء, أُفكِّر فيكم وأُصلِّي من أجلكم. قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية, ولم تنطفء بل تفجَّرت في دوامة من العنف, وسط العجز المخزي في الأسرة الدّوليَّة والدّول الكبرى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب.
الدِّماء تسيل, والدُّموع أيضاً. الغضب يتزايد, ومعه الرَّغبة في الانتقام, ويبدو أنَّ لا أحد يهتمُّ بما يُفيدُ النَّاس ويريدونه: الحوار, والسَّلام. لن أتعب من التِّكرار والقول إنَّ الحرب هزيمة, وإنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمِّره, وإنَّ العنف لن يجلب إطلاقاً السَّلام(...).
النَّاس اليوم لا يعرفون أن يجدوا السَّلام, ونحن المسيحيّين يجب ألَّا نتعب من أن نطلُبَه من الله. لذلك, دَعَوتُ الجميع اليوم إلى أن يعيشوا يوم صلاةٍ وصوم. الصَّلاة والصَّوم هما أسلحة الحبّ الَّتي تغيِّر التَّاريخ, الأسلحة الَّتي تَهزِم عدوَّنا الحقيقي الوحيد, روح الشَّرّ الَّذي يغذِّي الحرب".
تضيف الرسالة: "في قلبي شيء أودُّ أن أقوله لكم, أيُّها الإخوة والأخوات, وأيضًا لجميع الرِّجال والنِّساء من جميع الطَّوائف والأديان الَّذين يتألَّمون في الشَّرق الأوسط من جنون الحرب: أنا قريبٌ منكم, أنا معكم.
أنا معكم, أنتم الـمُجبَرين على ترك بيوتكم, وترك المدرسة والعمل, مشرَّدِين تبحثون عن أيّ اتجاهٍ للهرب من القنابل.
أنا معكم, أنتنَّ الأمَّهات اللواتي تذرفن الدُّموع وتنظرن إلى أبنائكنَّ الَّذين ماتوا أو جُرِحوا. ومعكم, أنتم الصِّغار الَّذين تسكنون أراضي الشَّرق النَّبيلة, حيث مكائد الأقوياء تسلِبكم حقَّكم في اللَّعب.
أنا معكم, أنتم العطاش إلى السَّلام والعدل, الَّذين لا تستسلمون لمنطق الشَّرّ, وباسم يسوع "أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم".
شكرًا لكم, أنتم أبناء السَّلام, لأنَّكم تعزُّون قلب الله الَّذي يجرحه شرّ الإنسان. وشكرًا لجميع الَّذين يساعدونكم, في كلّ العالم, إنَّهم يرون فيكم ويعالجون المسيح الجائع, والمريض, والغريب, والمتروك, والفقير والمحتاج, وأسألكم أن تستمرُّوا في عمل ذلك بسخاء(...)".
وكان الراعي استهل عظته بتحيّة خاصّة إلى وفد حضر من مهجري أهالي بلدة عين إبل الجنوبيّة, وحيا أيضاً الصامدين منهم في أرضهم مع أبناء قرى الشريط الحدودي.
كذلك حيا جمعيّة Cross Road "درب الصليب" التي أُنشئت سنة 1995, وهي مجموعة من المعوّقين وذوي الحاجات الخاصّة. "إنّهم مصابو الحرب في لبنان والشهداء الأحياء الذين يساعدون بعضهم بعضًا من خلال تأمين احتياجاتهم الطبيّة وأدويتهم وفحوصاتهم العامّة".