فاجأ مستوى المقاومة من جانب حزب الله العديد من المراقبين والإسرائيليين, بالنظر إلى أن تل أبيب اغتالت قيادة حزب الله بالكامل تقريباً, تواصل إطلاق الصواريخ بشكل منتظم.
وبينما تعترض أنظمة الدفاع الجوي معظم القذائف, إلا أن بعضها يتسلل إلى الداخل موقعاً خسائر بشرية ومادية.
وقال العديد من الجنود لشبكة "سي إن إن", إن "التضاريس الجبلية المفتوحة تجعل العملية صعبة".
وتابع جندي أرسل إلى غزة سابقًا, ان الحرب على الحدود الشمالية مختلفة تماماً عما شهده في غزة, موضحاً أن "التحدي لا يكمن في أن حزب الله مجهز بشكل أكبر من قبل إيران أو لديه المزيد من التدريب, التحدي هو التحول الذهني من أشهر من القتال في منطقة حضرية مقابل القتال في منطقة مفتوحة".
وأضاف "حتى المناورات الأساسية - بما في ذلك الطريقة التي يتحرك بها الجنود مختلفة تماماً".
ورغم أن الخسائر في الجانب الإسرائيلي أقل بكثير ومقتصرة غالباً على العسكريين, فقد قُتل ما لا يقل عن 14 عسكرياً خلال أيام معدودة.
وقال مدير مستشفى زيف, لشبكة "سي إن إن", إن المستشفى استقبل أكثر من 100 جندي في الأيام القليلة الأولى من العملية البرية.
وصرح خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية في القدس دانيال سوبلمان, بأن الجيش ظل غامضاً عن عمد بشأن نطاق العملية, لافتاً إلى أنه "في البداية, أعلنت إسرائيل أن هذا يهدف فقط إلى التأكد من تدمير جميع البنية التحتية لحزب الله على الجانب الآخر من السياج. لكن الشيء الذي نعرفه جميعاً هو أن هذه البنية التحتية لا تتوقف على بضع مئات من الأمتار أو حتى بضعة كيلومترات, بل تمتد على طول الطريق إلى بيروت, إلى شمال لبنان, إلى وادي البقاع".
وتابع أنه "إذا كانت إسرائيل تريد حقاً تطهير تلك المنطقة, فسنتطلع إلى عملية طويلة الأمد للغاية".
وتثير فكرة الغزو البري الكبير القلق على جانبي الحدود, حيث تظل ذكريات الحرب الأخيرة في الذاكرة.
ويُعرف صراع عام 2006 في إسرائيل باسم "حرب لبنان الثانية" رغم أنها كانت المرة الثالثة التي تعلن فيها إسرائيل علناً أنها دخلت الأراضي اللبنانية, بعد غزوها في عامي 1978 و1982.
وانتهت الحرب بطريق مسدود بعد 34 يوماً, وبعد سقوط قتلى يبلغ عددهم نحو 1100 لبناني ونحو 170 إسرائيلياً بينهم 120 جندياً.
الراي الكويتية