لم يرتق لقاء معراب2 الى مستوى وحجم معراب1 , وتحول الى لقاء بمشاركة هزيلة ومحدودة برئاسة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجج ونواب تكتله النيابي, وقلة من النواب والاحزاب والشخصيات السياسية والاعلامية في المعارضة.
وبدلا من ان يتحول الى " اللقاء الوطني الجامع دفاعا عن لبنان " كما سعى جعجع, اقتصر الى لقاء لم يجمع كل المعارضة , ولم تشارك فيه كتل وجهات سياسية عديدة وجهت اليها الدعوات.
واعتذر عن المشاركة "اللقاء الديموقراطي" والحزب "التقدمي الاشتراكي" وكتلة "الاعتدال" ذات الاغلبية السنية, ونواب "التغيير" على مختلف ميولهم, ونواب مستقلين مسيحيين وسنة , وغاب رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل وتمثل الحزب بنائبه ميشال خوري والوزير السابق ايلي ماروني, كما تغيب عن اللقاء النواب المستقلون مسيحيون وسنة , واقتصر حضور كتلة "تجدد" على النائب اشرف ريفي.
والمعلوم ايضا, ان الدعوات لم توجه الى الثنائي "امل" وحزب الله والى "التيار الوطني الحر" وتكتل "لبنان القوي" و"المردة" , كما لم يحضر نواب "اللقاء التشاوري المستقل" و"اللقاء الوطني".
وفي ختام لقاء معراب عقد جعجع مؤتمرا صحافيا بحضور المشاركين, اعلن خلاله عن خارطة طريق تتضمن اولا وقف اطلاق النار باسرع وقت ممكن , والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية ذو مصداقية يتعهد مسبقا بتطبيق القرارات الدولية, ومنها القرارات 1559 و1680 و1701 وبنود الطائف ذات الصلة , وان يتعهد بعدم ترك اي تنظيم او سلاح خارج الدولة.
وقال " ان هذا لا يعني ان هناك فريقا غالبا واخر مغلوبا, بل سيكون الشعب رابحا ". واكد انه "لم يعد هناك مكان لانصاف الحلول" , وتعهد " اننا سنخوض المعارك السياسية والسلمية والديبلوماسية التي تثبت حقه, في دولة قادرة محايدة عن سياسات المحاور , لا وطن الساحات المفتوحة , ودولة منسجمة مع محيطها العربي والدولي , وطن التعددية لا الاحادية".
وقال مصدر نيابي في "القوات" لـ"الديار " ردا على سؤال حول عدم مشاركة العديد من الجهات والنواب المدعويين : " يدنا ممدودة للذين شاركوا او لم يتمكنوا من المشاركة او اعتذروا , ويدنا ممدودة للجميع لانقاذ لبنان , وما اعلنه الدكتور جعجج برأينا هو خارطة الانقاذ, بعد الذي جرى ويجري وفشل المقولات الاخرى , وان بيان اللقاء هو بيان وطني يعكس مواقف العديد ممن لم يشاركوا في اللقاء".
وعلق مصدر نيابي مستقل على اللقاء بالقول " ان الحضور المحدود يعكس اولا انه بطبيعة الحال لا يعبر عن لقاء وطني جامع , وان مضمون البيان كان متوقعا, وربما كان السبب في اعتذار ومقاطعة العديد من الكتل والنواب , كان لقاء مقتصرا على "القوات" وبعض القوى والشخصيات التي تدور في فلكها ".
واضاف " اننا في مرحلة دقيقة تفرض على الجميع التضامن والوحدة على القواسم المشتركة وليس الى اثارة القضايا الخلافية او تعمق الانقسامات في الوقت, الذي يتعرض لبنان الى اوسع عدوان "اسرائيلي" , واعتقد ان المطلوب هو التأكيد على وقف هذا العدوان وتنفيذ القرار 1701 , وانتخاب رئيس وفاقي جامع يحظى بتأييد معظم مجلس النواب ".