تستعد كبرى الدول النووية لعقد اجتماع تتجه إليه أنظار العالم, وذلك مع تنامي التهديدات العسكرية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية, وتعديل موسكو لعقيدتها النووية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف, يوجد اجتماع جديد لـ"الخمسة النوويين" سيعقد في نيويورك في المستقبل القريب.
ويضم الاجتماع ممثلي أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين, وذلك بحسب قناة "القاهرة الإخبارية"
ومنذ الإدلاء بهذا التصريح الروسي المُقتضب, ما زالت التساؤلات عن أسباب الاجتماع وتداعياته تدور في أذهان المراقبين للأحداث الأوروبية.
ورأى خبراء, أن "حالة الخوف التي تنتاب الدول الأوروبية من استخدام الأسلحة النووية, تفرض عليها خلال الأيام المقبلة عقد اجتماع لتنظيم قواعد استخدام هذه الأسلحة والحد منها, وأن هذا الاجتماع قد يكون بداية لتسوية الخلافات بين الدول الكبرى والعودة إلى الجلوس على مائدة المفاوضات".
استعراض القوى
وقال مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات إبراهيم كابان, إن "اجتماع الدول النووية الخمسة المرتقب يأتي في ظل حالة الفوضى التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية, التي لازمتها حالة من استعراض للقوى بين روسيا والدول الغربية حول مسألة استخدام السلاح النووي".
وأضاف كابان لـ"إرم نيوز", أنه "يوجد خوف شديد من تطول الصراعات الجيوسياسية بين الدول الكبرى لتشمل التهديد بالأسلحة النووية".
ولفت إلى أن "روسيا هددت باستخدام السلاح النووي وتغيير عقيدتها النووية في هذا الشأن في حالة استهداف عمقها بالأسلحة الغربية والأمريكية, وأن لدى أمريكا أسلحة نووية وبإمكانهما استعراض القوة, وبالتالي كان لا بد من إعادة تنظيم إستراتيجيات استخدام الأسلحة النووية بين الدول الكبرى".
ورأى أن "اجتماع الدول الخمس النووية يأتي في إطار مسارين, أولًا لضبط هذه المسألة, وثانيًا أن روسيا ستوجه رسالة حاسمة في هذا الاجتماع للتأكيد على أنها جادة فعلًا في استخدام السلاح النووي في حالك دعم أمريكا والغرب لأوكرانيا بالأسلحة الإستراتيجية".
أسلحة "نهاية العالم"
بدوره, قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية سمير أيوب, إن "المدة الأخيرة كثُر خلالها الحديث عن السلاح النووي, وعن التخوف من إمكانية استخدامه, خاصة أن الصراع الآن بين أكبر دولة نووية وهي روسيا والدول الأعضاء في حلف الناتو".
وأضاف أيوب لـ"إرم نيوز", أن "هذه المخاوف أصبحت تؤرق العالم أكثر من أي وقت مضى, ومن الضروري عقد لقاء بين هذه الدول النووية الخمسة لبحث هذه القضية".
وأضاف المحلل السياسي المُقيم في روسيا, أن "موسكو ليست ضد أي لقاء, وإنما على العكس فهي من أكثر الدول المطالبة بعقد لقاءات على هذا المنحى للحد من المخاوف ووضع النقاط على الحروف حتى لا تُستخدم هذه الأسلحة
وتابع: "نحن نتحدث عن أسلحة نووية يمكن أن تؤدي إلى نهاية العالم, واليوم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هما في أشد الحاجة إلى إيجاد لقاء ونقطة توافق بين الطرفين للعودة بالعلاقات إلى وضعها الطبيعي".
ورأى أيوب, أن التوصل إلى تفاهم "يقتضى أن تكون هناك نيات حسنة بين الطرفين وهذا غير موجود, وثانيًا في حالة حدوث حرب نووية هذا يجبر الطرفين على اللقاء, وهو ما يحدث الآن في خضم الصراع الروسي الأوكراني والمخاوف من استخدام أسلحة نووية".
وأشار إلى أن "هذا الاجتماع يمكن أن يكون بداية لتسوية الخلافات بين الدول الكبرى والعودة إلى الجلوس على مائدة المفاوضات"