صدر عن النائب ميشال ضاهر البيان الآتي:
شاركنا في اللقاء الذي عُقد في معراب بعنوان "دفاعاً عن لبنان" انطلاقاً من أمرين:
أولاً, تقدير الجهة الداعية بموقعها ودورها, كما تقدير المشاركين كافة.
ثانياً, إيماننا بضرورة اللقاء والحوار, خصوصاً في هذه المرحلة. مع سعينا لأن يشملا أوسع مروحة من القوى السياسيّة الوطنية للعمل سويًا سعيًا لوقف هذه الحرب المدمّرة.
إنّ مشاركتنا في هذا اللقاء, تأتي من هذه المنطلقات ولخدمة هذه الأهداف الوطنية. وهي بذلك تعلو على بعض الاختلاف في وجهات النظر, أو التباين والتمايز في اعتماد الوسيلة الأفضل, لتحقيق هدفنا الأول حالياً. ألا وهو حماية لبنان بشعبه وأرضه ومؤسسات دولته.
إذ مع تكرارنا منذ أشهر بأن خطأ قد ارتكب بتوريط لبنان في حرب غزة, وبزجّه وحيداً في مواجهة مختلة الموازين, بوجه التوحش الإسرائيلي, فإنّنا نتمسك بدعوتنا الجميع للعودة إلى لبنان. وإلى لبنانية المنطلقات والأهداف والمرجعيات لتفكيرنا وسلوكنا جميعاً. بعيداً عن المشاريع الإقليميّة. فنحمي بذلك مكوناتنا الوطنية كلها. ونحافظ على موقعها ودورها شعبياً وسياسياً. من دون التورط في مغامرات ضمّ لبنان إلى "ساحات" أخرى. ولا التذرع بتلك الأخطاء وما ينتج عنها, لاستفراد أو طعن أي مكوّن وطني.
إنّ التركيز على ضرورة وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١ بمندرجاته كافة كما تبنّته الحكومة وتطبيق اتفاق الطائف, وانتخاب رئيس جامع سيادي إنقاذي لا يشكّل استفزازاً لأي مكوّن, يملك القدرة على النهوض بلبنان, ومدّ الجسور مع الخارج, ويحظى بثقة غالبية اللبنانيين والعالمين العربي والدولي, هو الطريق الأنسب القادر على جمع مختلف القوى السياسيّة, من دون استبعاد أحد أو استهداف أحد.
وأؤكد مجدداً أنّ التضامن الإنقاذي المطلوب اليوم لبنانياً, يكون على ما يجمعُ لا ما يفرّق. فكما لا نقبل تفرّدَ أي جهةٍ بقرار الوطن, كذلك لا نقبل استفرادَ أيِ طرفٍ لبناني داخل الوطن.
كما أجدّد إيماني الثابت بأن جوهر هذه المفاهيم يتجسّد في الجيش اللبناني. رسالة ونموذجاً ورهاناً لاستعادة الدولة وحماية الوطن.
هذه مسلماتي الوطنية أُعلنها أينما كنتُ. وألتقي لأجلها كلَ لبناني, بلا أي حرجٍ أو عقدٍ أو اعتبارات, لمحاورته حولها والوصول معاً إلى الحقيقة, ولحماية لبنان.
ختاماً, نجدد شكرنا لرئيس حزب القوات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع على مبادرته. داعين لها أن تسلك طريقاً جامعاً. لأنّ بناء الوطن مستحيل في ظلّ تغييب فئة, كما هو مستحيل مع استقواء فئة على أخرى. وهذا ما أثبتته التجارب وما علّمنا إيّاه التاريخ, وما سنبقى مؤمنين به, وهو ما يحدد موقفنا وتموضعنا الوطنيين.