يواجه حزب الله "أزمة مالية حادة" نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الجماعة المدعومة من إيران, مما أدى إلى تعطيل ثلاثة من مصادرها الرئيسية للتمويل النقدي, بحسب تقرير لموقع "فويس أوف أميركا".
وفقًا لتقارير من باحثين أميركيين ولبنانيين, إضافةً إلى وزارة الخزانة الأميركية, يُعتبر "القرض الحسن" المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله, وهي مؤسسة شبه مصرفية. كما يعتمد الحزب على مصدرين آخرين للتمويل, هما البنوك التجارية اللبنانية المرخصة والأموال النقدية التي تصل عبر رحلات جوية إلى مطار بيروت.
تأسست مؤسسة "القرض الحسن" في عام 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضًا بدون فوائد للبنانيين المحتاجين, خصوصًا الشيعة منهم. ووفقًا لمركز المعلومات الاستخباراتية التابع لمركز "مئير عميت" الإسرائيلي, أصبحت المؤسسة مؤسسة رئيسية لها فروع في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مؤسسة القرض الحسن في عام 2007, وعقوبات أخرى على موظفيها في عام 2021, مشيرةً إلى أنها "جمعت حوالي نصف مليار دولار".
في هذا السياق, أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت, هلال خشان, إلى أن إسرائيل "دمرت" معظم فروع مؤسسة القرض الحسن في الغارات الجوية, مما جعل الحزب "غير قادر على دفع رواتب الأعضاء الذين فروا من منازلهم".
كما أوضح ديفيد آشر, وهو مسؤول سابق في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين, أن حزب الله في "ورطة كبيرة" بسبب فقدان إمكانية الوصول إلى النظام المصرفي اللبناني, حيث فر بعض المصرفيين اللبنانيين الذين لهم صلات بالحزب إلى أوروبا والخليج خوفًا من استهدافهم.
وتعهد الجيش الإسرائيلي بمنع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة عبر مطار بيروت, حيث توقفت عمليات نقل الأموال النقدية, خاصة من إيران, مما زاد من تعقيد الأوضاع المالية للحزب.
على الرغم من ذلك, يستبعد البعض أن نقص النقد سيمنع عناصر حزب الله من مواجهة القوات الإسرائيلية, حيث يعتبر الحماس الديني دافعًا قويًا لديهم.