خاص "الرأي"
في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان, تتبادر العديد من التساؤلات حول أفق هذه الأزمة ومدى قدرة المجتمع الدولي على إيجاد حلول ناجحة لوقف هذا التصعيد العسكري المستمر, إذ يبدو أن الأوضاع على الأرض تأخذ منحى أكثر تعقيداً يوماً بعد يوم, بينما يقف العالم عاجزاً عن كبح جماح هذا العدوان, وتواصل إسرائيل خوض حربها دون رادع, متجاهلة كل الأعراف الدولية والإنسانية.
إن هذا الواقع المتأزم يضع الخبراء والمحللين في مواجهة مستمرة مع الفشل في توقع توجهات الحرب, وتكهن الأهداف الحقيقية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها, خاصةً في ظل استهدافها المنظم لقوات "اليونيفيل" والقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن.
هنا, تبرز الحاجة الملحة لفهم أعمق للأجندات الخفية والدوافع الاستراتيجية التي تقود هذا النزاع, في محاولة لتجنب المزيد من المآسي الإنسانية والتدمير الذي لا يفرق بين العسكريين والمدنيين.
أما البقاع, فشهد في الساعات الماضية الأخيرة ما يشبه الحزام الناري, بدأ من منطقة اتوستراد رياق _ بعلبك وصولاً إلى النبي شيت, سرعين, بريتال وكفردان, وإيعات, وجنتا, دورس, وبلغ عدد الغارات أكثر من ١٥ غارة
اتصال ميقاتي وبلينكن
بالتوازي, أجرى وزير الخارجية الأميركي, أنتوني بلينكن, اتصالين منفصلين بكل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري, ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفي هذا السياق, برز ما كشفه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تلقيه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركية, أنتوني بلينكن, حيث تناول موضوع الانتخابات الرئاسية.
وأوضح ميقاتي أن بلينكن اختتم المكالمة بالتشديد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية, مشيراً إلى أنه سيتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لحثه على المضي قدماً في هذه العملية, على أن يكون الرئيس المقبول من جميع اللبنانيين, لا رئيساً يثير التحدي أو الخلاف.
وأشار ميقاتي إلى أن هذا الاتصال يأتي في إطار التنسيق المستمر والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار, معبراً عن أنه لمس تضامناً كاملاً مع لبنان على مختلف الأصعدة, وأن هناك سعياً حثيثاً لتحقيق وقف إطلاق النار.
بري وبلينكن ومحادثة ال40 دقيقة
وفي وقت لاحق من يوم أمس, أجرى وزير الخارجية الأميركي, أنتوني بلينكن, اتصالاً بالرئيس نبيه بري استمر حوالي 40 دقيقة, تم خلاله مناقشة تطورات الأوضاع بشكل شامل.
خلال المحادثة, طلب بلينكن من بري تقديم ضمانات واضحة من قبل حزب الله بشأن التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي, والذي يهدف إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية بين لبنان و"إسرائيل" وتنظيم الوجود العسكري في جنوب لبنان.
وأكّد بلينكن أن التنفيذ الكامل لهذا القرار يُعتبر أساساً ضرورياً لتحقيق استقرار دائم في لبنان, مشدداً على أهمية دور بري في هذا السياق نظراً لمكانته السياسية وتأثيره الكبير.
موافقة الحزب على النهج الدبلوماسي
خلال جلسة مجلس الوزراء, أشار نجيب ميقاتي إلى أن المجلس قرر طلب وقف فوري لإطلاق النار عبر مجلس الأمن الدولي, مع التزام لبنان بالقرار 1701, خصوصاً بنشر الجيش في الجنوب.
وأدان ميقاتي الاعتداء الإسرائيلي على قوات "اليونيفيل", داعياً المجتمع الدولي للتدخل.
كما أكد أن "حزب الله" وافق على هذا النهج الدبلوماسي.
وأشار إلى تخفيف التصعيد الجوي في الضاحية الجنوبية نتيجة المساعي الأخيرة, مضيفاً أن أولوية لبنان هي السلامة والأمن الداخلي, وليس الانحياز لأي طرف خارجي.
العين على بعلبك والبقاع
أدت غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك الهرمل أمس إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى, وأتت تفصيليا كالآتي:
كفردان: شهيد وثلاثة جرحى
الكيال: جريحان
بوداي: أربعة شهداء.
كان يوم عصيبا على بعلبك والبقاع, حيث شنّ الاحتلال سلسلة غارات استهدفت بلدتي سرعين والنبي شيت بشكل أساسي.
وسقط أحد الصواريخ المتطايرة داخل سكنة رياق وتسبب بنشوب حريق عمل الجيش اللبناني على اخماده دون وقوع أية اصابات بشرية
غضبٌ بعد الإعتداء على اليونيفيل
أثار الاعتداء الإسرائيلي على قوات "اليونيفيل" استنكاراً دولياً واسعاً, خاصة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, بالإضافة إلى المجلس الأوروبي, وإيطاليا, وبريطانيا, وروسيا التي دعت إسرائيل إلى وقف الاعتداءات على "اليونيفيل".
كما استدعت فرنسا السفير الإسرائيلي احتجاجاً على هذه الهجمات.
وفي هذا السياق, استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركزاً للجيش اللبناني في كفرا, ما أدى إلى استشهاد جنديين وإصابة اثنين آخرين.
وأعلنت "اليونيفيل" أن مقرها في الناقورة تعرض لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة, ما أسفر عن إصابة جنديين من قوات حفظ السلام, أحدهما نُقل إلى مستشفى في صور, بينما يتلقى الآخر العلاج في الناقورة.