منذ أيام شعر القيمون على أحد مراكز الإيواء في العاصمة بيروت بحركة مريبة لأحد ساكني المركز من النازحين السوريين, فبعد أن أخرج عائلته من المركز, عاد إليه يتسكع فيه بشكل مستمر ويطرح أسئلة غريبة على النازحين بالمركز, فتواصل أحد المسؤولين مع مخابرات الجيش في العاصمة, وحضرت قوة منها اعتقلت الشاب الذي تبين من خلال التحقيق الأولي معه, وجود بطاقات هوية مزورة باسمه ومبالغ مالية, فتم اقتياده كمشتبه به بالعمالة للعدو الإسرائيلي.
هذه حالة من حالات عديدة يتم اكتشافها اليوم في لبنان, تقول مصادر أمنية متابعة, مشيرة إلى أن العملاء, وتحديداً من بيئة النازحين السوريين, ينتشرون بكثرة في كل المناطق, والسبب هو وجود بيئة ملائمة لوجودهم, وسهولة تجنيدهم, وانتشارهم في كل المناطق اللبنانية, بالإضافة الى عملاء من اللبنانيين ولكن تجنيدهم عادة ما يكون أصعب.
بحسب المصادر فإن كثرة العملاء تعكس انخفاضاً بالنوعية, ففي السابق كان العدو الإسرائيلي يهتم بتجنيد عملاء نوعيين, كأن يكونوا من المنتسبين لحزب الله والعاملين في المقاومة, أو القادرين على الوصول الى معلومات مهمة في قطاع الاتصالات على سبيل المثال, مشيرة الى أن الواقع اليوم بات مختلفاً , فالعدو يعمد لتجنيد الاعداد الكبيرة بمسؤوليات ومهام صغيرة.
وتُشير المصادر الأمنية إلى أن العملاء الذين تم ضبطهم خلال الأيام الماضية, وغالبيتهم من النازحين السوريين , يُطلب منهم مهام بسيطة كالمراقبة في الأماكن المستهدفة ومحيطها, فالعميل في هذه الحالة لا علاقة له بالهدف, إنما بالتأكد من حجم الأضرار والإصابات وانتشال الجثامين وهويتها, أو مهام أخرى تتعلق بالبحث داخل مراكز الإيواء على أشخاص أو شخصيات, وهذه المهمة هي الأخطر لأن العدو قد يعتمد على معلومة من عملائه لاستهداف مراكز تضم النازحين, وهو سبق أن فعل ذلك في غزة أكثر من مرة, بحجة وجود شخصية عسكرية من حركة حماس.
أما عن طريقة التجنيد فأغلب الموقوفين من العملاء من النازحين السوريين تحديداً, يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي, فيتم معرفة مكان سكنهم وتواجدهم لطلب المهام المناسبة منهم, وتُشير المصادر الى أن عدداً قليلاً من هؤلاء كان هو من أعلن جهوزيته للعمالة بسبب حقده على حزب الله, بينما البقية تم التواصل معهم من قبل العدو بشكل عشوائي, وأبدوا موافقتهم لأسباب مالية, علماً أن المبالغ التي كانت تُدفع للعملاء كانت قليلة.
تدعو المصادر الأمنية إلى التنبه والحذر من كل أسئلة غريب ومريبة تُطرح في محيط مناطق معينة, أو داخل مراكز للإيواء, والتعامل بجدية مع هذه المسائل, علماً أن بعض العملاء قد يعمدون للتخفي بمظهر أعضاء بجمعيات لمساعدة النازحين, مشددة على أن هذه الحرب كشفت أهمية متابعة وسائل التواصل, لأن أغلب عمليات التجنيد تتم هناك.
محمد علوش - الديار