في تطور خطير للغاية, قامت إسرائيل باستهداف ثلاثة مواقع للأمم المتحدة في لبنان وإطلاق النار عمداً على مواقع اليونيفيل في الناقورة, ما أسفر عن إصابة جنديين تابعين لليونيفيل بعد إطلاق دبابة ميركافا تابعة للعدو النار من سلاحها باتجاههم, بالإضافة الى وقوع أضرار بأجهزة الاتصال والمراقبة مما أثار غضب أوروبي متصاعد ضد اسرائيل, حيث استدعى وزير الدفاع الايطالي السفير الاسرائيلي في روما وأبلغه عدم التسامح مع مثل هذه الحوادث, بينما تعتزم باريس الدعوة لاجتماع للدول الأوروبية المساهمة باليونيفيل وهي ايطاليا وفرنسا وإسبانيا وايرلندا لمناقشة اوضاع القوة الاممية.
وكان ندّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بالقصف الإسرائيلي لقوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان, واعتبره أمراً غير مسؤول وغير مقبول. وقال وزير الدفاع الألماني ان تخفيض أو سحب قوات اليونيفيل سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت.
من جهته, أعلن الناطق باسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان هذه الاعتداءات انتهاك خطير للقانون الانساني الدولي وان اليونيفيل ترفض طلب إسرائيل بمغادرة مواقع القوة في جنوب لبنان, بعدما طلب مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون نقل قوات اليونيفيل لمسافة 5 كيلومترات شمالاً.
يذكر ان هذا الاستهداف جاء بعد سلسلة رسائل واحداث مماثلة قامت بها اسرائيل ضد القوة الاممية منذ بداية حرب غزة. ففي الرابع عشر من آذار 2024 نشرت "رويترز" مقتطفات من تحقيق اليونيفيل في حادثة استشهاد الصحافي عصام عبدالله, حيث ذكر التحقيق أن دبابة ميركافا تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي فتحت النار بشكل مباشر مما ادى الى استشهاد الصحافي عصام العبدالله وجرح عدد من الصحافيين. وخلص التحقيق الى ادانة اسرائيل بشكل مباشر واعتبار الحادثة انتهاكا لقرار مجلس الأمن 1701 (2006) والقانون الدولي.
وعند السؤال عن تحقيق اليونيفيل, أكد المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تيننتي انه من أجل تحقيقها أرسلت اليونيفيل فريقاً لزيارة الموقع, وتلقت أيضا مساهمات من القوات المسلحة اللبنانية ومن شاهد لم يُذكر اسمه كان موجوداً على التلة عندما وقعت الضربات.
وفي اليوم التالي من نشر مقتطفات تحقيق اليونيفيل وتصريح المتحدث الأممي, أي في الخامس عشر من آذار, قامت اسرائيل بقصف المكان نفسه في علما الشعب الذي استشهد فيه عصام عبدالله مستهدفة المنزل الذي تجمع أمامه الصحافيّون قبل وقوع الضربات, ودمرته تدميراً كاملاً كرد فعل مباشر ورسالة واضحة للامم المتحدة, علماً ان المنزل يعود لأحد موظفي الامم المتحدة.
وفي الثلاثين من آذار, أي بعد اسبوعين عن حادثة علما الشعب, أصيب ثلاثة مراقبين ومترجم تابعين للأمم المتحدة بجروح في انفجار قذيفة بالقرب منهم, بينما كانوا في دورية سيرا على الأقدام في جنوب لبنان, وفق ما أعلنت اليونيفيل في بيان قالت فيه إن استهداف قوات حفظ السلام "غير مقبول". وكان مصدران أمنيان أعلنا أن غارة إسرائيلية أصابت سيارة تقل المراقبين خارج بلدة رميش الحدودية.
من جهتها, قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن "الطيران المسيّر الإسرائيلي أغار قرب بلدة رميش على آلية عسكرية" تابعة للفريق الأممي. ووفق الوكالة, فإن الضباط الأمميين الذي أصيبوا في الغارة هم استرالي وتشيلي ونروجي, إضافة الى المترجم اللبناني.
هو مسلسل متواصل من استهدافات إسرائيل لليونيفيل في لبنان, والتي لا تنفصل عن الموقف الإسرائيلي المعادي للأمم المتحدة, وإعلان تل أبيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شخصاً غير مرغوب به في إسرائيل. فمَن سيوقف الإسرائيلي عن عدوانه طالما أنّ قوات حفظ السلام باتت هدفاً؟
(Mtv)