نحو 160 ألف طالب يرتادون الجامعات الخاصة في لبنان. ثلثهم, أي نحو 52 ألف طالب, معنيون مباشرة بآثار العدوان الإسرائيلي والاعتداءات التي ينفّذها في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. هذه الأرقام عرضها وزير التربية, عباس الحلبي, في مؤتمره الصحافي الأخير, وأشار إلى أن "الوضع في الجامعات الخاصة يشبه إلى حدّ بعيد واقع المؤسسات التعليمية في التعليم ما قبل الجامعي", معتبراً أنه "من غير الواقعي إيقاف تعليم حيوي بحجم التعليم الجامعي لجميع الطلاب ولفترة غير معلومة الأجل, لكونه منظّماً بفصول محددة وبمهل, تمنع على الطلاب, في حال تجاوزها, متابعة الدراسة في الخارج". وبذلك, أعطى الحلبي الضوء الأخضر لإدارات الجامعات كي تستأنف الدروس بالطريقة التي تناسبها, وعلى مسؤوليتها, وبعد الأخذ في الاعتبار المخاطر الناتجة عن الحال الراهنة, وهو ما فعلته, هذا الأسبوع, إذ عاودت العمل بتعليم مدمج وحضوري, وعن بعد. بعض الجامعات الواقعة في أماكن الاعتداءات, كما جامعة المعارف مثلاً, لم تبدأ عامها الدراسي بعد, وتسعى كما قال نائب الرئيس عميد كلية الهندسة جلال جمعة, إلى تأخير الانطلاقة أقصى فترة ممكنة, لكنّ التحضيرات قائمة, ويجري التواصل مع الأساتذة والطلاب للوقوف على أحوالهم ومعرفة مدى استعدادهم للعودة في هذه الظروف الدقيقة.
على المقلب الآخر, تعود الجامعة اللبنانية إلى التدريس في وقت قريب, بعد إنجاز الدراسة اللازمة, بشأن أماكن تواجد الأساتذة والطلاب والموظفين. وعقد رئيس الجامعة, بسام بدران, اجتماعاً, هذا الأسبوع, مع المديرين والعمداء لمناقشة الاستعدادات للعودة, على أن ترفع كل كلية, الأسبوع المقبل, اقتراحاتها بشأن مواصلة الدروس, علماً أن هناك كليات أنهت العام الدراسي الماضي, بما في ذلك دورتا الامتحانات النهائية الأولى والثانية, فيما لم ينجز بعضها الآخر الدورة الثانية, وقسم ثالث لم يكن قد باشر بتنظيم الدورة الثانية للامتحانات. وأوضح بدران أن الفصول الدراسية في بعض الكليات كما كلية الهندسة تتضمّن 16 أسبوعاً, ما يرتّب اتخاذ قرار سريع بالعودة, مشيراً إلى أن التوجه في هذه المرحلة هو نحو التعليم غير المتزامن أي تسجيل المحاضرات ليتمكن الطلاب من العودة إليها في أي وقت. لكنّ في صفوف الأساتذة رأياً يقول إن "إمكانية تأجيل العام الدراسي لمدة شهر لا تؤثّر بتاتاً على العملية التعليمية بما أن الدراسة في الجامعة تبدأ عادة في تشرين الثاني". وقال الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام, اياد عبيد, إن "التعليم عن بعد سيّئ ولا يمكن تأمينه بسبب ضعف الإنترنت, وعدم إمكانية تجهيز المنازل بألواح إلكترونية عدة", مؤكداً أن "جزءاً كبيراً من شبابنا منشغلون في إعانة أهلنا النازحين, ومطلوب التضامن والتعاون لحمايتهم".
وفيما يُنتظر أن تتخذ إدارة الجامعة الأميركية في بيروت قرارات حاسمة, هذين اليومين, بما يخص أشكال التعليم في الفصل الدراسي الأول, بالنظر إلى أن عدداً كبيراً من الطلاب سافر إلى الخارج, اعتمدت, هذا الأسبوع, التعليم "أونلاين".
الجامعة اليسوعية قرّرت تطبيق التعليم المدمج, إذ لفت رئيسها, سليم دكاش, إلى أن نصف الطلاب يتابعون التعليم حضورياً, ونصفهم الآخر عن بعد في الوقت نفسه, مشيراً إلى أن 25% من طلاب الجامعة "مهجّرون" بفعل العدوان الإسرائيلي, وقد اعتمدت الجامعة خطة لمساعدة الطلاب النازحين إن في الإيواء أو في توفير الاحتياجات اللازمة لمتابعة التعليم "أونلاين"؟
بحذر, عادت الجامعة اللبنانية الأميركية للتدريس "أونلاين", ولا يُجبر الطلاب, بحسب ما قالت مصادرهم, على المتابعة المباشرة, إذ بإمكانهم الحصول على المحاضرات في وقت لاحق, علماً أن نسبة حضور الطلاب كبيرة نسبياً, ومنهم كثيرون باتوا موجودين في الخارج بفعل العدوان. وحده التعليم في المختبرات يُدرّس حضورياً ولا سيما في حرم جبيل. أما الموظفون الإداريون فيتناوبون على الحضور, كلّ بحسب إمكاناته وظروفه.
وتدرس جامعة بيروت العربية أسبوعياً الوضع لاتخاذ القرارات المناسبة بعدما تحوّلت بداية هذا الأسبوع إلى التعلم عبر الإنترنت من خلال رفع المحاضرات المُسجّلة عبر إحدى المنصات التعليمية.
وكانت جامعة الروح القدس - الكسليك, بدأت عامها الدراسي, في الثاني من أيلول الماضي, ولكن بسبب الأوضاع توقّف العمل لمدة أسبوعين, تابع الطلاب خلالهما دراستهم عن بُعد, إلا أن إدارة الجامعة أشارت إلى أن "الجامعة عاودت عملها حضورياً, في السابع من تشرين الأوّل الجاري. وعاد الطلاب إلى الصفوف في التاسع منه, بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم". وينطبق هذا القرار على الحرم الرئيسي في الكسليك, بينما يبقى المركز الجامعي الإقليمي في زحلة مغلقاً, حيث يجري التدريس عن بُعد, وتُنجز الأعمال الإدارية بشكلٍ إلكتروني.
وأوضحت الإدارة أن "معظم طلاب الجامعة لا يواجهون صعوبات في الوصول إلى حرمها, وإن تعذّر وصول البعض, فالجامعة تقدّم الدعم لهم من خلال خيارات التعليم عن بُعد". ولفتت إلى أن "المقوّمات الأساسية للتعليم عبر الإنترنت متوافرة, بما في ذلك منصات التعلّم الإلكتروني والبنية التحتية التقنية وهي معتمدة منذ عام 2015".
الجامعة اللبنانية الدولية, تعود إلى التعليم عن بعد, ابتداءً من الإثنين المقبل, على أن تدرس بعض فروعها الموجودة في "المناطق الآمنة" اعتماد التعليم المُدمج (حضوري وعن بعد), على أن يجري تأجيل الامتحانات والأعمال المخبرية التي تستوجب حضور الطلاب إلى حرم الجامعة إلى ما بعد انتهاء العدوان.
من جهتها, فتحت جامعة سيدة اللويزة أبوابها للطلاب الذين يتابعون محاضراتهم وأعمالهم المخبرية بصورة طبيعية, وسنحت للبعض متابعة المحاضرات "أونلاين" في الوقت نفسه, فيما وزّعت البرامج على ستة أيام تعليم, بما فيها يوم السبت لتعويض الطلاب ما فاتهم.
فاتن الحاج - الاخبار