يبدو أن إسرائيل تحاول استدراج الجيش اللبناني إلى مواجهة معها حيث أنها في كل مرة تعتدي على حواجز تابعة للجيش الذي مازال صامد في مواقعه رغم حدة القصف, إلا أن إسرائيل تتعمد في كل مرة على استهداف عناصره, فاليوم استهدف العدو مركزا للجيش في بلدة كفرا في الجنوب مما أدى إلى سقوط شهيدين و٣ جرحى".
غير أن مأساة غارات العاصمة بقيت تتصدر اهتمام اللبنانيين وقد ادت الى استشهاد اكثر من 22 شخصا واصابة المئات من المدنيين العزّل, فيما بقي مصير المُستهدف بالغارات مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا غير واضح في ضوء تضارب المعلومات بين من تحدث عن اصابته بجروح خطيرة وحراجة وضعه ومن اشار الى انه لم يكن في الأمكنة المستهدفة حتى.
كما لا يقل حدث استهداف قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان أهمية ما شكل موضع ادانات دولية واستدعاء سفراء اسرائيل في عدد من الدول ومنها فرنسا اليوم بعدما كرر الجيش الاسرائيلي قصفه على مقرهم في الناقورة, اما الجهود الدبلوماسية لوقف النار فلم تلق اذانا صاغية من الجانب الاسرائيلي الماضي في ضرباته واغتيالاته.
وقد طلب لبنان رسميا من مجلس الامن الدولي اليوم اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لإطلاق النار مع تطبيق القرار 1701, وهو ما دعا اليه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في تصريح معتبرا إن للشعب اللبناني مصلحة كبيرة في وقف النار وانتخاب رئيس للجمهورية, معلنا "نعزز الجهود من أجل تفادي توسع الصراع في الشرق الأوسط ونعمل على إيجاد حل دبلوماسي في لبنان".
ميدانياً, واثر استهداف الطيران الإسرائيلي العاصمة بيروت للمرة الثالثة بهدف اغتيال مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا بغارات في حي النويري وراس النبع البسطة , تضاربت المعلومات حول مصيره , اذ فيما افادت رويترز امس انه نجا واشارت قناة المنار الى انه لم يكن في أي من المكانين المستهدفين.اعلنت مصادر لسكاي نيوز عربية اليوم ان صفا أصيب بجروح خطرة وان وضعه حرج .
اما اليوم وفي حين استمرت عمليات رفع الانقاض والبحث عن مفقودين في النويري, خيّم هدوء حذر على بيروت , إلا أن الطيران الحربي الاستطلاعي الاسرائيلي لم يغب عن سماء العاصمة منذ صباح وحلق بشكل مكثف وعلى علو منخفض.
أما جنوبا , شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا بلدات عيتا الشعب, مجدلزون,حلتا, بلاط, كفرتبنيت-النبطية الفوقا, زوطر الغربية-قاقعية الجسر, ميفدون, البازورية, باتوليه, عين بعال, ارزون, تبنين, برج قلاويه, حولا, الجميجمة,الضهيرة, دير الزهراني-زفتا, جباع- سنيا, القليلة, المحمودية, وادي برغز, كفرحمام, مجدل سلم. واستهدف الطيران المسير بلدة طير دبا.وادى العدوان الجوي الاسرائيلي الذي تعرضت له بلدة جبشيت الى استشهاد 4 مواطنين .وشن الطيران غارة استهدفت بلدة رشكنانيه في قضاء صور وافيد عن وقوع اصابات. ومن جراء غارة على منزل في مدينة صور منذ أيام, استشهدت السيدة زهرة محمود شهاب, متأثرة بجروحها التي أصيبت بها. كما طالت الاعتداءات دير قانون النهر ومنطقة الشرافيات خراج بلدة العباسية في قضاء صور, حيث نفذت الطائرات الاسرائيلية غارتين. وأفيد عن سقوط 3 شهداء في الغارة على بلدة أرزون قضاء صور. فيما استهدفت المدفعية الناقورة واللبونة وعلما آلشعب والشعيتية والجبين وأطراف بلدة برج قلاوية بالقذائف الثقيلةً. وشملت الغارات أطراف بلدة معروب وطيرفلسيه وعين بعال والبازورية في قضاء صور.
البقاع: أما بقاعاً, فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين على بلدة الكرك, كما شن غارة على بلدة بوداي, غرب بعلبك, اسفرت كحصيلة أولية عن سقوط خمسة شهداء (أربعة شهداء من آل شودب, وشهيد من آل أيوب) وجريحين من آل ناصر الدين, ومواطن ما زال في عداد المفقودين. وتمكنت عناصر الإنقاذ في الدفاع المدني على انقاذ شاب من تحت الأنقاض, في الكرك, وهو الشقيق الأكبر للطفل الذي أنقذ أمس. واستهدفت الغارات مناطق متفرقة منها الكيال في بعلبك, الخضر, ودورس, بالإضافة إلى سهل النبي شيت ومحلة ضهور العيرون في سهل سرعين التحتا.وسُجلت غارة على حوش السيد علي الحدودية بين الهرمل وسوريا.
حزب الله: من جهته, اعلن حزب في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة يفتاح ومحيطها برشقة صاروخية كبيرة, وتجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجه وحققوا إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخية كبيرة, وشنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا. كما أعلن "حزب الله" عن قصف تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة يعرا برشقة صاروخية.
إسرائيل: في المقابل افادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مباشرة لمبنى في المنطقة الصناعية في كريات بياليك في خليج حيفا نتيجة صواريخ من لبنان, كما اصيب شخصان بصاروخ مضاد للدروع في بلدة يارؤون في الجليل الأعلى فيما سقطت صواريخ أطلقت من لبنان في منطقة الكريوت في خليج حيفا, بالتزامن مع دوي صفارات الانذار في زرعيت تحذيرا من سقوط صواريخ, وإغلاق شوارع رئيسية في شمال إسرائيل خشية عملية تسلل إلى عدد من البلدات.
وعلى الضفة المعادية, أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي أن "جيش الدفاع قضى على قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان في منطقة ميس الجبل وهاجم أهدافًا إرهابية لحزب الله في لبنان." وأضاف: "قامت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو بمهاجمة وتصفية قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان في منطقة ميس الجبل وهو الإرهابي المدعو غريب الشجاع الذي كان مسؤولاً عن مخططات عديدة لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع باتجاه منطقة رمات نفتالي".
وبعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها, تعرّضت قوات "اليونيفيل" في الجنوب لاستهداف جديد, إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة "اليونيفيل" في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج "اليونيفيل" في الناقورة, الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني, ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح.
كما اعلنت قوات الطوارئ في بيان ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها, واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً, "وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)".
وشكل الاستهداف موضع ادانة دولية, فندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ , وثله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال, معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل "غير مقبول".واعتبرت كندا, ان واقعة إطلاق القوات الإسرائيلية النار على قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "مثير للقلق وغير مقبول".
من جهتها, وزارة الخارجية "بأشد العبارات الاستهداف الممنهج والمتعمّد الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي لقوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان UNIFIL, وآخر فصوله قصفٌ استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيس لليونيفيل في رأس الناقورة, وفي مقر الكتيبة السريلانكية, ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل".واعتبرت ان "أمام هذا التعدي الاسرائيلي الخطير على قوات حفظ السلام, يطالب لبنان مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول المساهمة في مهمة اليونيفيل بالدعوة لفتح تحقيق بالموضوع, وإتخاذ موقف حازم وصارم من هذه الاعتداءات, وادانتها بشدة لأن عدم ردع اسرائيل ووضع حدّ لإنتهاكاتها سيسمح لها بالتمادي في هجماتها على اليونيفيل, وسيبعث برسالة خاطئة قد يكون لها تبعات خطيرة على مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام حول العالم, وعلى سلامة أفرادها وممتلكاتها".
طلب الى مجلس الامن: اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فأكد خلال جلسة مجلس الوزراء "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن", مشيرًا إلى أن "ما يحصل غير مقبول بتاتاً", مضيفاً: "نطلق للعالم هزّة ضمير لا صرخة أمل وخيبة ولبنان مصر على تطبيق الـ 1701 وعلى المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بتطبيقه. وطلبنا من "الخارجية" تقديم طلب الى مجلس الأمن ندعوه فيه الى اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لإطلاق النار مع تطبيق القرار 1701", مشيرا الى ان "لبنان ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي لا ترتدع وتنتهك سيادتنا أمام عيون العالم مستقويةً بالصمت المريب عن مجازرها".
سياسيا, وعشية اللقاء الوطني الذي يعقد في معراب غدا لطرح خريطة طريق انقاذية تحت عنوان "دفاعا عن لبنان" , والذي ستشارك فيه مختلف قوى المعارضة, استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب النائب نعمة افرام, الذي قال بعد اللقاء: "تبادلت وجعجع المعلومات والقراءات في ما يخصّ وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس والخروج من الأزمة الحاليّة وحول كيفيّة تقريب وجهات النظر بين النوّاب للخروج من الأزمة التي لا يجب أن تتكرر". وأكد افرام ان "الأولويّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة القادم تطبيق القرارات الدوليّة وخصوصاً 1701 ووجود رئيس يسهّل وقف إطلاق النار ونؤكّد أنّ المساحة المشتركة في لبنان هي الضمانة".وأشار الى ان النازحين إخوتنا وبناء المستقبل مسؤوليّتنا وما نعيشه اليوم "شغل إيدينا" وعلينا تغيير هذا الواقع".