"منذ إعلان حزب الله حرب الإسناد و"القوات اللبنانية" ترفع الصوت مطالبة بوقف اطلاق النار وتجنب توريط لبنان بحرب لا تخدم مصالحه ولا تلقى إجماعاً من اللبنانيين. هاجَمنا فريق الممانعة واتهمنا بالعمالة, وأصر على الحرب. اليوم, وقعت الحرب, والفريق الممانع نفسه يتهم القوات بأنها تريد الحرب للقضاء على حزب الله. فهل يمكن لأحد أن يشرح لي كيف يستقيم منطق الممانعة هذا؟ نحن ضد الحرب الأمس واليوم وغداً. ومن أدخلنا فيها فليخرجنا منها بتطبيق القرارات الدولية".
كلام عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش, جاء رداً على سؤال "المدن" حول "اللقاء الوطني الجامع" الذي دعا إليه حزب القوات "للتشارك بطرح خريطة طريق إنقاذية تحت عنوان دفاعاً عن لبنان" كما جاء في نص الدعوة.
الدعوة المقتضبة التي وُجهت لبعض قوى المعارضة ولعدد من الناشطين السياسيين "ليست الأولى, لا للمعارضة, التي أصدرت قبل أيام خريطة طريق, ولا للقوات أنفسهم الذين سبق وأن عقدوا مؤتمراً مماثلاً".
عن اليوم التالي
وإذا كان الدكاش يحيلنا إلى كلمة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع غداً السبت لتضع "خريطة الطريق لنجاة لبنان" فإن مصادر حزبية تؤكد لـ"المدن" أن جعجع سيتناول مفصلاً وشارحاً خيارات القوات ورؤيتها, وإن الكلمة ستتضمن الإصرار على وجوب وقف الحرب والتمسك بالقرارات الدولية من دون استثناء من 1559 إلى 1701. كما ستتناول اليوم التالي لتوقف الحرب وتشكيل سلطة جديدة, تكون أولوياتها النهوض بالدولة اللبنانية, ويتعهد فيها الرئيس الجديد بالتزام كل القرارات الدولية".
يأتي المؤتمر بعد التزام القوات بالصمت والتشدّد في التعميم على المحازبين عدم التعليق على أيّ من الأحداث الجارية "تحسساً منها بمعاناة الناس والبلد. ومع ذلك فإننا دوماً في معرض الاستهداف إذا تكلمنا أو صمتنا".
لا تتوقف المصادر كثيراً عند ما يُثار من حضور متراجع لعدد من القوى والشخصيات. وتقول "من يحاول ان يركّز على الشكل هو من يحاول التعتيم على خطاب القوات والمعارضة عموماً. نحن لسنا بمنافسة مع أحد. ولا نريد مطلقاً احتكار المعارضة ولا تزعّمها. نحن ما نحن عليه وما نمثل. لدينا ما نقوله وننسق بشكل واسع مع المعارضة وخطابنا لم يتغيّر".
الصوت المسيحي
يصعب على أي مكّون مسيحي, حتى المستقلين, أن يكون بعيداً عن مواقف القوات اللبنانية من الحرب الدائرة, لأنها, إلى حد كبير, تعكس مزاج الشارع المسيحي. من هذا المنطلق يمكن فهم حرص نعمة افرام, مثلاً, على التأكيد, اليوم من معراب, على المشاركة في اللقاء بشخصه, أو ممثلا بأحد أعضاء "وطن الإنسان", لدواعي السفر. وهو ما ينسحب أيضاً على النائب ميشال ضاهر الذي سيحضر ويبدي ملاحظاته.
خطاب القوات يكاد يتطابق مع خطاب "الكتائب" مع تمايزات شكلية بسيطة. لذا تؤكد مصادر الكتائب لـ"المدن" "المشاركة في اللقاء", مشيرة إلى أن "التواصل لم يتوقف بين رئيسي الحزبين, وقبل أيام التقى الوزير غسان حاصباني موفداً من الدكتور جعجع رئيس الكتائب والتنسيق متواصل وكبير داخل المعارضة. وهدفنا مشترك: وقف الحرب واسترجاع الدولة وحصرية سلاحها".
محاولة إضفاء الطابع الوطني على اللقاء, بالحرص على الحضور الإسلامي الواسع قد لا يكون متاحاً غداً مع اعتذار عدد من "أصدقاء" القوات عن الحضور. وهو اعتذار تتفهمه القوات مؤكدة "لو اصغوا إلينا في أيار حين طالبنا بوقف الحرب وتطبيق الـ1701 لكنا تجنبنا الويلات التي نعيشها اليوم وموت الناس العبثي وكل هذا الدمار