نيفين عمران_الرأي
بينما يترقب لبنان بقلق اجتماع مجلس الأمن الدولي على أمل أن يُسفر عن قرار يوقف إطلاق النار ويضع حداً للعدوان الإسرائيلي, تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية بارتكاب مجازر بشعة من خلال استهداف المناطق من الكرك مرورًا برياق وصولًا إلى بيروت, وقد قدّم لبنان يوم أمس عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى الذين سقطوا جرّاء هذه الاعتداءات.
مجزرة في بيروت
وقد طالت الغارات الليلية منطقتي النويري والبسطة في عمق بيروت, التي تأوي العديد من النازحين من مناطق الجنوب وضاحية العاصمة الجنوبية, مما أسفر عن استشهاد 22 شخصاً وإصابة 117 آخرين بجروح, وفقاً لمعلومات أولية.
وأكد مسؤولون في حزب الله لوسائل الإعلام أن الغارات كانت تستهدف مسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب, وفيق صفا, لكنه نجا من الهجوم.
وفي التفاصيل, طالت غارتين إسرائيليتين حيّين سكنيّين في بيروت, وتسببتا بدمار واسع, في ثالث استهداف من نوعه لقلب العاصمة اللبنانية منذ تصاعد وتيرة النزاع بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر (أيلول).
واستهدفت الغارة الاولى في بيروت الطابق الثالث من مبنى مؤلف من 8 طوابق في طلعة النويري, أما الغارة الثانية فاستهدفت مبنى مؤلفاً من 4 طوابق في البسطا الفوقا وقد انهار بشكل كامل.
وكان عدد من الجرحى ممددين على جانب الطريق, فيما جمع سكان ملابسهم في حقائب استعدادا لمغادرة المنطقة.
قال مصدر أمني لبناني لوكالة رويترز إن الضربة الإسرائيلية على وسط بيروت استهدفت شخصية بارزة واحدة على الأقل في حزب الله.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هدف الغارات على العاصمة اللبنانية بيروت هو القيادي في "حزب الله" وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق بالحزب, لكن ثلاثة مصادر أمنية أكدوا لوكالة "رويترز" نجاة صفا من محاولة الاغتيال.
اجتماع مجلس الأمن
أكدت الولايات المتحدة وفرنسا يوم الخميس أن دعم الجيش اللبناني يعد أمراً حيوياً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي للحفاظ على السلام على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وأوضح نائب السفير الأميركي روبرت وود في اجتماع مؤلف من 15 عضواً في مجلس الأمن أن المجتمع الدولي يجب أن يعزز مؤسسات الدولة اللبنانية بدلاً من إضعافها, مشدداً على ضرورة أن تكون الدولة قوية وذات سيادة مدعومة بقوات أمنية شرعية متمثلة في القوات المسلحة اللبنانية.
تستند مهمة حفظ السلام للأمم المتحدة إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في عام 2006, والذي يهدف لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على حدود البلاد الجنوبية خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء القوات التابعة للدولة اللبنانية, مما أدى لاحتكاكات مع حزب الله.
وتحدث السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير عن ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وأشار إلى أن مقترح هدنة لمدة 21 يوماً لا يزال قائماً, من جانبه, أكد القائم بأعمال مندوب لبنان في الأمم المتحدة هادي هاشم على أن الحلول الدبلوماسية والالتزام بالقوانين الدولية هي الطريق لإنهاء الأوضاع الحالية.
وعلى الجانب الآخر, أشار السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701, بالإضافة إلى القرار 1559 الصادر في عام 2004, والذي يدعو إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها.
وأكد جان بيير لاكروا, وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام, على استعداد اليونيفيل لدعم الجهود الدبلوماسية وتنفيذ القرار 1701, الذي يولي اليونيفيل مهمة مساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على الحدود الجنوبية خالية من الأسلحة والمسلحين عدا القوات الحكومية.
بري وميقاتي
ومجمل هذه التطورات عرضها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقائهما امس. وقال ميقاتي امام زواره: إنّ الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي, بهدف السعي مجدداً الى وقف اطلاق النار, وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
واضاف: هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا, التي طلبت انعقاد مجلس الامن, بهدف إحياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محدّدة, لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية.
وقال: لقد عبّرنا مجدداً خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته, كذلك شدّدنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبّب بسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى, ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة, وهذا امر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية.
تعرّض "اليونيفيل" للقصف
وفي ظل استمرار تصدّي رجال المقاومة لمحاولات الاسرائيلية لتخطّي الحدود الجنوبية, اعلنت قوات اليونيفيل في بيان عن تعرّض مقرّها العام في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بنحو متكّرر, وانّ جنديين ايطاليين منها أصيبا بجروح صباح امس, بعدما أطلقت دبابة ميركافا اسرائيلية النار في اتجاه برج مراقبة في المقر.
واعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو, أنّ ما قامت به اسرائيل تجاه الكتيبة الإيطالية جريمة حرب.
وقال في مؤتمر صحافي: نريد ايضاحاً حول الموضوع, فقد كان هناك اعتداء صريح تمثل بإطلاق النار على الكتيبة الإيطالية وعلى كاميرات الأمان.
وأضاف: ليس لديّ معلومات كافية عن الحادث وانتظر الردّ الاسرائيلي. نحن هناك لتطبيق قرارات الامم المتحدة وخصوصاً الـ 1701, مع 40 دولة أخرى.
حصيلة الغرارات على الكرك والبقاع
شنَّت الطائرات الإسرائيلية أمس الخميس غارة على عدد من المباني السكنية في منطقة الكرك في البقاع, والذي كان يضم نازحين من مناطق متأثرة بالحرب.
وفي السياق, شنت مسيرة إسرائيلية هجمات على ثلاثة مبانٍ في منطقة الكرك-زحلة, تلاها غارة من طائرة حربية على نفس الموقع, والمعلومات الأولية تشير إلى سقوط 9 شهداء وحوالي 14 جريح في حصيلة أولية للعدوان الاسرائيلي كما وتمَّ انتشال أطفال ناجين من تحت الأنقاض.
كما نفذ العدو غارة على بلدة رياق, راح ضحيتها 6 شهداء وأكثر من 8جرحى وجاري البحث بين الانقاض عن مفقودين.