على مسافة 14 يوما من المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا لمساعدة لبنان وفيما لم تتضح بعد هوية المشاركين فيه ومن يلبي الدعوة وحجم الدعم المرتقب, مقابل حاجات لبنانية هائلة مع نزوح نحو مليون و400 الف مواطن وهدم بلدات وقرى باكملها, تتجه الانظار الى الجلسة التي يعقدها مجلس الامن اليوم حول الوضع في لبنان بطلب من فرنسا, علها تنتج حثا على وقف اسرائيل حربها على البلاد التي طالت اليوم قوات حفظ السلام جنوباً, مع ان الرهان على توجه من هذا القبيل يبدو ضئيلا في ظل غطاء اميركي للعمليات الاسرائيلية, ورسائل ايرانية لحزب الله لاستكمال المواجهة "حتى الرمق الاخير".
ووسط استمرار القصف الاسرائيلي والغارات على القرى والبلدات جنوبا وبقاعا, وعلى الضاحية الجنوبية, كشف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي, بهدف السعي مجددا الى وقف اطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وقال امام زواره اليوم: "هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا, التي طلبت انعقاد مجلس الامن, بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محددة لكي يصار الى استئناف البحث في الحلول السياسية". وقال: "لقد عبرنا مجددا خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبب بسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة, وهذا امر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية". اضاف: "ان العنف والقتل والتدمير لن يوصل الى حل ويجب الزام اسرائيل بوقف عدوانها المدمّر, لاننا نخشى اذا ما تطورت الامور, ان تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة باسرها".
من جهة ثانية, شدد رئيس الحكومة, الذي يرأس غدا جلسة لمجلس الوزراء, على ان خطة الطوارئ الحكومية لاغاثة النازحين يجري تنفيذها بشكل مستمر, مع مراجعة دورية ومهنية لتصويب اي تقصير او خلل, لان حجم النزوح في آن واحد شكل عامل ضغط لا يستهان به, ولذلك يجب تكثيف العمل لتلبية الحاجات كافة قدر المستطاع. وشدد على ان وقوف الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية الى جانبنا يشكل بالطبع عاملا اساسيا في التخفيف من وطأة ازمة النزوح, في الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان.
في السياق, استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ميقاتي حيث تناول البحث لكافة المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين. كما استقبل رئيس المجلس سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى دعم ومؤازرة قطر للبنان في مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي خاصة تأمين المساعدات الانسانية للنازحين.
غير ان رئيس الحكومة بقي على تواصل مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لمعالجة المشكلات الامنية التي تحصل في عدد من المناطق, وطلب دعوة مجلس الامن المركزي الى الانعقاد لبحث الملف برمته ومعالجة الثغرات القائمة. بالفعل, شدد وزير الداخلية خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي على" وجوب أن يكون خطابنا خطاب وحدة وتماسك كي نساعد رجال الأمن". واكد ان " الأجهزة الأمنية جاهزة وموجودة وتقوم بكامل واجباتها". وقال:" من يقول إن قوى الأمن ليست موجودة في بيروت نؤكد له أن القوى الأمنية موجودة في بيروت, وتم تعزيزها ولكن ليس من السهل أن نتعامل مع هذا العدد الإضافي من أهلنا النازحين". واشار الى ان خيما نصبت وكأن هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري وهذا أمر لا يمكن القبول به", مؤكد اننا "بحاجة لمراكز إيواء أكبر في العاصمة".
ميدانياً, برز تصعيد خطير تمثل في استهداف الجيش الإسرائيلي لقوات اليونيفيل, وأكد المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أن القصف الذي تعرضت له قواتهم من قبل الجيش الإسرائيلي كان مقصودًا, مما أسفر عن إصابة اثنين من جنودهم, مشددًا على أن قوات اليونيفيل متواجدة في المنطقة لإعادة الاستقرار إلى لبنان.
في السياق, أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية, أنّ "باريس وروما ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة, بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان".
وكانت إيطاليا قد استدعت السفير الإسرائيلي, بعد إطلاق نار على قوة اليونيفيل.
كما شن الطيران الاسرائيلي اليوم, سلسلة غارات على بلدة البازورية في قضاء صور واستهدف بصاروخ وسط بلدة دبين. وسجلت غارة على ميفدون تسببت بسقوط ضحايا واصابات... و استهدف الجيش الاسـرائيلي برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة. وصدر عن اليونيفيل بيان جاء فيه: يتسبب التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق بتدمير واسع النطاق للمدن والقرى في جنوب لبنان, في حين تستمر الصواريخ في الانطلاق نحو إسرائيل, بما في ذلك المناطق المدنية. في الأيام الماضية شهدنا توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى. واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر حزب الله على الأرض في لبنان. كما تعرض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر. وهذا الصباح, أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة, فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين. ولحسن الحظ, هذه المرة, الإصابات ليست خطيرة, لكنهما لا يزالان في المستشفى. كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة, فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون, وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة. وبالأمس, أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها. كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة رقم1-32A في رأس الناقورة, حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع, مما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال. إننا نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. إن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل موجودة في جنوب لبنان لدعم العودة إلى الاستقرار بموجب ولاية مجلس الأمن. إن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701. إننا نتابع هذه المسائل مع الجيش الإسرائيلي".
ايضا, استهدفت غارة بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي . ونفذ الطيران سلسلة غارات على بلدتي الخيام وعيتا الشعب. كما استهدفت غارة منزلا في بلدة المعشوق شرق صورواخرى بلدة محرونة ما ادى الى استشهاد 5 اشخاص. اما بقاعا, فشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة حوش السيد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين وصفت إصاباتهم بالطفيف. جراء تناثر الزجاج. وتحدّث مصدر عسكري لبناني لوسائل إعلام عن إصابة 6 جنود جراء الغارات قرب حاجز الجيش. كما تعرض محيط مدينة الهرمل الى عدد من الغارات. وشن الطيران غارة على سحمر واخرى على الكرك.
من جانبه, أعلن حزب الله في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة. كما قصفوا تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في معيان باروخ برشقة صاروخية, واستهدفوا أيضاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في بيت هلل في الجولان. واعلن انه استهدف صباح اليوم "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في كفرجلعادي بصلية صاروخية". واعلن "اننا إستهدفنا دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة مما أدىّ إلى إحتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح". واعلن استهداف "قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية والاصابة مباشرة". واستهدف الحزب "قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها مجددا سحب الإصابات من الآلية المستهدفة في منطقة رأس الناقورة بصلية صاروخية".
اما سياسيا وعشية دعوة معراب الى مؤتمر معارض جامع تحت عنوان "دفاعا عن لبنان" السبت, التقى رئيس المجلس التنفيذيّ لـ"مشروع وطن الإنسان" النائب نعمة افرام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وإثر اللقاء أدلى افرام بالتصريح الآتي: "من الطبيعي أن ألتقي في هذه المرحلة الصعبة غبطة البطريرك, وهذا ما أفعله دائماً, واليوم, وضعته في صورة اللقاءات التي يجريها عدد من النوّاب المستقلين, وتداولت معه في مسألة أهميّة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. البطريرك من ناحيته, أصرّ على أولويّة رئاسة الجمهوريّة وموضوع وقف إطلاق النار, وجميعنا يعمل على هذين الهدفين المهمّين والأساسيين. وكان تقاطع حول انّ الحرب وصلت إلى مرحلة خطرة على الكيان اللبناني مع مليون و400 ألف نازح, ومن هنا أهميّة انتخاب رئيس, لأنّ الخطر على الكيان يزداد تحديداً مع بداية توغّل الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية, وكيف سننظر إلى العالم ونقول أن لبنان هو وطن وكيان وسوف يبقى وطناً واحداً ونطالب بوقف النار ونحن من دون رئيس؟ الرئيس دوره كبير في المفاوضات لوقف إطلاق النار, كما انّ دور الجيش اللبناني كبير جدّاً اليوم وغداً. اليوم نراه يتحمّل المسؤولّية مع القوى الأمنيّة بأجمعها في حفظ الأمن ومنع الاحتكاك, لا بل في مساعدة النازحين مع البيئة المضيفة لهم. وهذا دور كبير جدّاً ونشكرهم على جهودهم, كما انّ دور الجيش سيكون أيضاً مهم من بعد وقف إطلاق النار عندما ندخل إلى تطلعات استقرار لبنان, وهذا الذي نعيشه اليوم يجب أن يكون الأخير وألا يتكرّر كل 10 أو 20 سنة, لننطلق في المئوية الثانية بزمن جديد لا أن نقول انّ لبنان الكبير مرّ في التاريخ مئة سنة واختفى. وردّاً على سؤال قال: لم تصبح الحرب القائمة إقليميّة بكل ما للكلمة من معنى , لكن الخطر كبير في أن تتوسّع وأن تشتعل المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران, وعندها قد ندخل إلى حرب شبه عالميّة بل بإمكانها أن تكون نووية, عسى نحصّن أنفسنا وننتخب رئيسا قبل فوات الأوان".
تعاميم: ماليا, قرّر المجلس المركزي لمصرف لبنان, بحسب بيان صادر عنه اليوم, تعديل التعميم الرقم 166 ليصبح في إمكان المودعين كافة الذين قاموا بتحويل ودائعهم من الليرة اللبنانية إلى العملات الأجنبية بعد تاريخ 30 تشرين الأول 2019, الاستفادة من أحكام التعميم. كذلك قرّر تعديل التعميم الرقم 147 المتعلق بالشيكات الصادرة عن المصارف. كذلك أصدر مصرف لبنان مشروع قرار وسيطاً رقم 711 يتعلق بتعديل القرار الأساسي الرقم 166, وتعميماً وسيطاً رقم 712 يتعلق بتعديل القرار الأساسي الرقم 147.