حذر وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار, اليوم الخميس, من أن "عدم توافر التمويل سيؤدي إلى تبعات سلبية خطيرة, خاصة في ما يتعلق بالأمن الغذائي".
وتوجه إلى النازحين قائلاً: "مراكز الإيواء ليست للشعارات السياسية ولا للصور وليست لإدارة حزبية".
ووفقًا لتقرير حديث من وحدة الكوارث التابعة للحكومة, ارتفع عدد النازحين اللبنانيين إلى 1.2 مليون شخص, معظمهم من جنوب لبنان وشرقه, بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى الرغم من الجهود الحكومية لتنفيذ خطة طوارئ لتأمين مراكز إيواء وتلبية الاحتياجات الأساسية, فإن الأعداد الهائلة من النازحين تفوق الإمكانات المتاحة, مما يجعل التعامل مع الحاجات أكثر صعوبة, وحاليًا, يوجد 874 مركز إيواء, غالبيتها مدارس تحولت إلى مراكز مؤقتة, تقدم مساعدات إنسانية محدودة.
وفي مقابلة خاصة مع "إندبندنت عربية", أشار حجار إلى أن "الأضرار المادية الناتجة عن النزوح تخطت 3 مليارات دولار, بحسب دراسات أجراها البنك الدولي, في حين لا تزال المساعدات المالية محدودة ولم تتجاوز الـ50 مليون دولار, بينما تحتاج الحكومة إلى 425 مليون دولار".
ورفض الوزير المنتمي إلى "التيار الوطني الحر", التعليق بشكل واضح على "حرب الإسناد" التي أعلنها حزب الله, مكتفيًا بالقول أنه "يدعم كل عمل مقاوم عند احتلال الأرض, لكنه ترك تقييم الأمور للحزب".
واعترف حجار بأن "الحرب ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط, وأن الكلفة ستكون باهظة على لبنان".
ودعا إلى "استخدام الدهاء السياسي لتقليص الكلفة وضغط إسرائيل دبلوماسيًا".
وأشار حجار, إلى أنه "يجب التفكير معًا بذكاء لمواجهة الكارثة", وبدأ العمل على الأرض منذ بداية التصعيد الإسرائيلي بالتعاون مع مجموعة عمل كانت قد تعاونت معه في أزمة وباء كورونا, لكنه أقر بأن "إيجاد مراكز إيواء بديلة عن المدارس يحتاج إلى قرار سياسي وأموال".
وذكر أن "الخيارات البديلة تشمل استخدام المنازل الجاهزة", لكنه أصر على عدم الاستسلام لمخططات إسرائيل.
وأكد حجار على "أهمية الحوار الهادئ للوصول إلى حلول", مشددًا على أن "عدم توافر التمويل سيؤثر بشكل سلبي على الأمن الغذائي, حيث بدأت بعض المراكز تعاني من نقص في تقديم الوجبات".
وفيما يتعلق بحجم المساعدات الدولية, كشف أن "المساعدات لم تبلغ الـ50 مليون دولار, وهي مشروطة, مما يزيد من صعوبة تقديم الدعم اللازم للنازحين".
وختم حجار بالتحذير من أزمة كبيرة مقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.