نيفين عمران _ الرأي
من موقع الشراكة والتنسيق حول ما هو ملائم ولا يؤدي إلى تداعيات لا يمكن التحكم بها, ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سبل وتوجيهات الرد المحتمل على إيران.
تم تصوير هذه المحادثة على أنها خطوة بالغة الأهمية ولها كبير الأثر على الاستقرار الإقليمي, إذ بات يُنظر إليها كعامل قد يمنع تصاعد الأزمات ويرسخ السلام في المنطقة.
المحادثات بين الزعيمين, والتي حظيت باهتمام واسع, تعكس حرص الأطراف المعنية على تجنب تصعيدٍ قد يؤدي إلى استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية, مما قد يشعل فتيل حرب إقليمية كبرى.
وفي الواقع, فإن نتنياهو لا يستطيع القيام بأي خطوة تصعيدية هامة دون الحصول على دعم الولايات المتحدة على كافة المستويات, بدءاً من التسليح وصولاً إلى توفير الحماية اللازمة من الردود الإيرانية المحتملة.
وفي المقابل, تبدو إسرائيل على مقربة من توجيه ضربة إلى إيران رداً على هجومها الصاروخي, وتشهد تحركات مكثفة تكتنفها السرية حول الأهداف المحتملة داخل إيران.
تتزامن هذه التحركات مع تقارير تشير إلى استعدادات إيرانية مكثفة لمواجهة أي هجوم, مع اتخاذ تدابير احترازية وتأهب للرد بالمثل حيث أكد الحرس الثوري الإيراني أمس في تصريحات علنية على إطلاق 200 صاروخ في عملية "الوعد الصادق", مبدياً الاستعداد لإطلاق آلاف الصواريخ وقادرين على استهداف المراكز العسكرية والأمنية والاقتصادية الإسرائيلية.
كما جاء في التصريحات تحذير لإسرائيل من التجرؤ على أي تحرك عدائي, حيث أعلن الحرس الثوري أن إيران قادرة على تدمير إسرائيل في لحظة واحدة.
بالتوازي مع هذه التطورات العسكرية, كان وزير خارجية إيران عباس عرقجي يجتمع في الرياض مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان, قبل أن يلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
"الهدهد" يهدد الأهداف
في لبنان, وعلى صعيد عمل المقاومة, شهدت الساحة تطوراً مزدوجاً تمثّل بإطلاق أكثر من 200 صاروخ نحو منطقة خليج حيفا ومدينتي صفد وكريات شمونة, مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واندلاع حرائق.
بالتزامن, قامت طائرات الاستطلاع التابعة للمقاومة بالكشف عن نسخة جديدة من طائرة "الهدهد" الاستطلاعية, التي وفرت تفاصيل دقيقة عن بنك أهداف في خليج حيفا, متوزعة بين مواقع عسكرية ومدنية وخدمية, بالإضافة إلى أهداف اقتصادية ونفطية.
جاءت هذه الرسالة واضحة في تمهيدها لضربات صاروخية مستقبلية, بهدف وقف القصف الوحشي الذي يشنه جيش الاحتلال على المدنيين والبنية التحتية.
بري: الأميركيون يدعون الدعم
أكد رئيس مجلس النواب, نبيه بري, في حديثه لـ الشرق الأوسط أنه لم يطرأ أي تقدم إيجابي فيما يتعلق بـ"وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان", مشيراً بتلميح إلى الدور الأمريكي, الذي "يدعي دعم وقف الحرب, لكنه لا يتخذ خطوات فعلية لتحقيق ذلك".
وأوضح أن تفويض "حزب الله" له في المفاوضات السياسية ليس جديداً, بل جرى إعادة التأكيد عليه.
وشدد بري على أن الموقف اللبناني لا يزال ثابتاً, بناءً على التفاهمات التي تم الاتفاق عليها خلال لقائه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وعند حديثه عن المواقف الدولية تجاه مساعي وقف الحرب, أشار إلى أن "الفرنسيين والبريطانيين ما زالوا في صف لبنان", في حين أن "الأمريكيين يدّعون الدعم, لكنهم لا يبذلون جهوداً حقيقية لوقف العدوان".
وأعاد بري التأكيد على دوره المركزي في الجهود الرامية لوقف إطلاق النار, مشيراً إلى أن التفويض الذي تحدث عنه نائب الأمين العام لحزب الله, نعيم قاسم, ليس جديداً ولا يمثل تغييراً. وأوضح قائلاً: "في حرب 2006 كنت أقوم بالدور نفسه في التفاوض السياسي, واليوم أواصل القيام بهذه المهمة", نافياً ما يثار حول رفضه لهذا التفويض.
وأضاف بري أن التحديات الجديدة التي يواجهها "حزب الله" بعد بدء الحرب تعوق تحركات مسؤوليه, مما يزيد من حجم المسؤولية الواقعة عليه. كما أعرب عن تطلعاته لجلسة مجلس الأمن المرتقبة يوم الخميس, متأملاً أن تخرج بشيء يتعلق بلبنان, معتبراً أن هذه الجلسة ستكشف عن توجهات المسار السياسي القادم.
بعلبك تودّع شهداءها
شن الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة السعيدة, غرب بعلبك, مما أدى إلى استشهاد المواطن حسين صالح أمهز وإصابة عدد من سكان البلدة بجروح, من بينهم ثلاث نساء من عائلة واحدة: الجدة وابنتها وحفيدتها. كما شن سلسلة غارات أخرى استهدفت مناطق حوش بردى وحلبتا وبلدة النبي شيت في قضاء بعلبك, وبلدة علي النهري.
في بلدة الحلانية, أصابت إحدى الغارات منزلاً, مما أسفر عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى, بينما تتواصل أعمال رفع الأنقاض.
وفي بلدة الخضر, جرت مراسم تشييع مؤثرة لشهدائها الخمسة الذين سقطوا في غارة استهدفت منزل المربي زهير عودة, والذي استشهد إلى جانب زوجته وزوجة ابنه وحفيده.
مشاعر الحزن والغضب خيمت على الأجواء, فيما علت الهتافات المنددة بإسرائيل وأميركا والدعوات لنصرة المقاومة, قبل أن يوارى الشهداء الثرى في مدافن البلدة.
كما نفذ الطيران الحربي المعادي غارات على بلدة سحمر فجرا, مما ادى الى سقوط شهيدين.