في اليوم السابع عشر على انطلاق العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي على لبنان أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ستعقد اجتماعاً وزارياً دولياً بشأن الأزمة في لبنان في 24 تشرين الأول (أكتوبر), وسيركز على الوضع السياسي الداخلي والمساعدات الإنسانية وسط تصعيد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله", وأشارت الوزارة في بيان إلى أن الاجتماع سيركز أيضاً على العمل على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في الوقت الذي تحاول فيه الدول إقناع الجانبين بقبول وقف إطلاق النار.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية على الحدود والغارات في الداخل الآخذة في التوسع, وقد استهدفت اليوم للمرة الاولى الوردانية في اقليم الخروب, وعلى رغم فشل كل الجهود الدبلوماسية حتى الساعة, لم ييأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بل يستمر في مساعيه الهادفة لمحاولة وقف النار واحياء الـ1701, وايضا تحقيق خرق في الملف الرئاسي.
من جهته, جدد ميقاتي التأكيد "ان المساعي العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان, لكن التعنّت الاسرائيلي والسعي لتحقيق ما يعتبره العدو مكاسب وانتصارات لا يزال يعيق نجاح هذه المساعي". وقال رئيس الحكومة أمام زواره: "قد يعتقد البعض ان الجهود الديبلوماسية قد توقفت, وهناك ما يشبه الموافقة الضمنية على مضي اسرائيل في عدوانها, لكن هذا الانطباع غير صحيح, فنحن مستمرون في اجراء الاتصالات اللازمة, واصدقاء لبنان من الدول العربية والاجنبية يواصلون ايضا الضغط لوقف اطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الاساسية واهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701, واجبار العدو الاسرائيلي على تنفيذه" واشار رئيس الحكومة الى أن ازمة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي تشكل عنصر ضغط اضافيا وملفا طارئا تجنّدت الحكومة لكل طاقاتها واجهزتها لمواجهته. أضاف: "ان اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف تعمل بشكل متواصل وفق آلية محددة تم الاتفاق عليها منعا للتجاوزات ولضمان ايصال المساعدات الى المحتاجين. هناك بالتأكيد تقصير في هذا الملف بالنظر الى حجم النزوح الكبير وتسارعه وارتفاع اعداد النازحين يوميا, لكننا ماضون في مواجهة هذا التحدي بمسؤولية وباذن الله سنتجاوز, بتعاضدنا ووحدتنا, هذه الازمة المريرة". وابدى رئيس الحكومة ارتياحه وشكره لكل الدول والهيئات التي سارعت الى تقديم الدعم لمواجهة هذه الازمة. وختم: "نحن نقدّر للاشقاء والاصدقاء وقوفهم الى جانبنا واعانتنا , وهذا الدعم السياسي الانساني والمعنوي هو محط تقدير وشكر اللبنانيين جميعا".
بري: في الموازاة, استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني حيث تناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان.
رئاسيا, التقى رئيس حزب" القوات اللبنانيّة" سمير جعجع في معراب نواب تكتل "الاعتدال الوطني": أحمد الخير , سجيع عطيه ووليد البعريني , في حضور نواب تكتل"الجمهورية القوية "غسّان حاصباني , فادي كرم والياس خوري. وقال الوفد بعد اللقاء: هناك إجماعٌ على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة وشدّدنا على ضرورة احتضان النازحين. تابع: كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي واضحاً بضرورة الفصل بين الرئاسة وإطلاق نار وبين لبنان وغزّة. كما التقى نواب "الاعتدال الوطني" نواب "التكتل الوطني المستقل" طوني فرنجية, وليم طوق, ميشال المر وفريد هيكل الخازن , في دارة الخازن في جونيه, حيث تم البحث في الملف الرئاسي والأوضاع العامة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه, وضرورة وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية, وعلى رأسها القرار 1701. واجتمعوا ايضا مع النواب بولا يعقوبيان, ابراهيم منيمنة وفراس حمدان, ثم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وبعد اللقاء قال النائب البعريني باسم الوفد "تشرفنا بلقاء سماحته ووضعناه في أجواء تحرك تكتل الاعتدال الذي يقوم به على الصعيد السياسي والاجتماعي والمعيشي ومساعدة النازحين, واكدنا لسماحته ان تعزيز الوحدة الوطنية هي مطلب كل اللبنانيين علينا ان نتعاون ونتكاتف جميعا وندعم كل الجهود والمساعي التي تهدف الى جمع الكلمة ولم الشمل". وتابع "نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية تحت أي ظرف كان لبنان لم يعد يحتمل الشغور, ولا يمكن ان تستمر الجمهورية بدون رأس, والجميع يتحمل مسؤولية الفراغ في سدة الرئاسة الأولى, والمواطن يريد أفعالا لا أقوالا ولا يريد شعارات رنانة بل تطبيق على الأرض في شتى المجالات". واكد ان" مبادرة تكتل الاعتدال الوطني مستمرة في مساعيها وجهودها لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتتقبل أي رأي أو اقتراح يساهم في تعزيز الهدف الذي نسعى اليه". وختم "نطالب جميع القوى السياسية بدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وبقية الأجهزة الأمنية للحفاظ على امن الوطن والمواطن, فالدولة ومؤسساتها هي المؤتمنة على مصالح البلاد والعباد".
في الميدان, في رابع غارة تستهدف اقليم الخروب , بعد جون والجية تكرارا, شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية اليوم غارة على بلدة الوردانية, مستهدفة شقة سكنية في فندق دار السلام الذي يؤوي عائلات نازحة . واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح.
ايضا, تستمر الغارات الاسرائيلية جنوبا وبقاعا وفي بيروت. في العاصمة, حلقت مسيّرات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية بالتزامن مع تصاعد سحب الدخان من عدة مبان بسبب القصف. وخيم الهدوء الحذر في أجواء الضاحية الجنوبية بعد تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي, مساء الثلثاء, سلسلة غارات مستهدفًا مواقع في أحياء الليلكي, حارة حريك, وبرج البراجنة حيث اعلن الجيش الإسرائيلي "اننا نفذنا ليلاً هجمات على موقع لإنتاج أسلحة حزب الله في الضاحية الجنوبية". وأفيد بانهيار 4 مبان سكنية متلاصقة في برج البراجنة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
جنوبا, استهدفت غارة اسرائيلية مدرسة في السماعية - صور متسببة بسقوط شهيد وعدد من الجرحى. في المقابل, أعلن حزب الله في سلسلة بيانات أنه قام "بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الإسرائيلي واشتبك معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا وأوقعوا فيها إصابات دقيقة". فيما أعلن أنه "لدى محاولة تقدّم قوة للعدو الإسرائيلي عند الساعة (4:55) من فجر يوم الأربعاء 9-10-2024 باتجاه منطقة اللبونة, استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة ما أدى إلى تراجعها". واستهدف "عند الساعة 07:00 من صباح اليوم قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى منطقة اللبونة بصلية صاروخية كبيرة وأوقعوها بين قتيل وجريح". وأعلن أنه قصف تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي جنوب مارون الرأس برشقة صاروخية. كما افاد "اننا استهدفنا قوات لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها من سهل طوفا تجاه ميس الجبل ومحيبيب بصلية صاروخية". واستهدف "قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم تجاه منطقة اللبونة بصاروخ موجّه وحقق اصابات في صفوفها". وايضا استهدف "منطقة زوفولون برشقة صاروخية كبيرة". وبعد الظهر, اعلن "اننا نخوض اشتباكات مع قوات إسرائيلية في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان". وإستهدف "تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة وفي مستعمرة كفرجلعادي بصلية صاروخية" . واشار اعلام اسرائيل الى مقتل مستوطنين اثنين جراء صواريخ الحزب. وبعد الظهر اعلن حزب الله عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية في رأس الناقورة برشقة صاروخية.