نيفين عمران _ الرأي
لا صوت يعلو على صوت الميدان , فالامر للصواريخ التي لم تتوقف في التدفق على حيفا وتل ابيب في مؤشر عسكري على استعادة المقاومة لجهوزيتها التامة وبشكل كامل لاسيما مع عودة دخول المسيرات الانتحارية على خط المواجهة.
أراد الإسرائيلي تصوير انجاز ولو بالفيديو ولثواني كما حصل في حديقة مارون الرأس وكان له ما اراد من ثواني مصورة ولكن وعلى بعد امتار كانت المقاومة تقوم بتصوير فيديو حقيقي لاطلاق صواريخ من مارون الرأس باتجاه حيفا .
الاخفاق البري قابله توسيع مروحة التدمير عند الإسرائيلي الذي واصل استهداف الضاحية وقرى الجنوب والبقاع حيث استهدف منزلا في الخضر وارتكب مجزرة بالمدنيين ذهب ضحيتها ٥ أفراد من عائلة واحدة.
في الميدان اطل نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ليرسم معالم المرحلة المقبلة مؤكدا بان المقاومة مستمرة ولن تصرخ وستنتصر.
في السياسة اكد قاسم أن المعطيات محصورة بالميدان وبقية الامور تناقش لاحقا وأن أكد على دور الرئيس نبيه بري وانه يتكلم باسمه.
وأوضح قاسم أن "حزب الله" و"حركة أمل" متحدان تماماً, معرباً عن ثقته في قيادة نبيه بري ودعمه للحراك السياسي الذي يقوده بهدف وقف إطلاق النار.
وأكد قاسم أن أي نقاش قبل الحرب غير مطروح بالنسبة لحزب الله, مضيفاً أن المقاومة لن تستجدي الحلول وستستمر في القتال حتى النهاية.
وأشار إلى أن الحزب يعمل بكامل جهوزيته, وأن استشهاد القادة لا يؤثر على سير العمليات, حيث توجد بدائل لكل قيادة.
تشجيعٌ أميركي على الحرب
في ظل هذه الاجواء من التوترات, يتزايد الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حزب الله, حيث أكدت واشنطن على حق إسرائيل في استهداف البنية التحتية للحزب, مع تأكيدها على الحاجة إلى حل دبلوماسي للنزاع, بينما تستمر المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التصعيد مع إيران, والملفت وما يؤكد على التباين الإسرائيلي- الاميركي فيما يتعلق بالرد على ايران, منع نتنياهو وزير دفاعه غالانت من زيارة الولايات المتحدة الأميركية.
وعلى الصعيد الدولي, تستعد فرنسا للدعوة إلى اجتماع لدعم لبنان في مواجهة الأزمات المتفاقمة, رغم التحديات التي تعترض هذه الجهود في ظل توافق العديد من الدول مع الموقف الأميركي الداعي إلى تغيير شامل في الوضع اللبناني.
وفي وقت لاحق, أعلن البيت الأبيض أنّ "المناقشات مستمرة مع إسرائيل بشأن ردها على الهجوم الإيراني", مؤكداً أننا "نسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لتمكين النازحين من العودة إلى المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان".
كما شدد على "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل", مشيراً إلى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش أمس (الثلاثاء) مع الرئيس الإسرائيلي ضرورة تحقيق السلام في المنطقة", مؤكدًا أن "العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى".
مصير صفي الدين لا يزال مجهولاً حتى الآن
وسط استمرار العدوان, أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "لقد اغتلنا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين, كما قضينا على خليفة خليفة نصر الله".
واعتبر أن "حزب الله بات الآن أضعف مما كان عليه منذ سنوات طويلة", مضيفاً: "هناك طريق أفضل للبنان, فلا تدعوا حزب الله يدمّر بلدكم".
وأشار إلى أن "حزب الله حوّل لبنان إلى مستودع أسلحة وقاعدة عسكرية أمامية لإيران".
وفي رسالة مباشرة إلى الشعب اللبناني, دعاهم نتنياهو إلى "تحرير بلدهم من سيطرة حزب الله", مؤكداً أن "إسرائيل لا تستهدف لبنان بل تستهدف إيران".
من جهتها, أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه "رغم إعلان نتنياهو اغتيال هاشم صفي الدين, فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تؤكد ذلك".
وفي السياق, أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "القصف المكثف الذي نفذه حزب الله على مدينة حيفا يُعد الأشد منذ بداية الحرب", حيث أطلق الحزب أكثر من 105 صواريخ خلال نصف ساعة فقط.
وذكرت القناة الإسرائيلية "14" أن حزب الله أطلق من لبنان أكثر من 100 صاروخ باتجاه حيفا, بالتزامن مع خطاب نائب الأمين العام للحزب, الشيخ نعيم قاسم. هذا التصعيد تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في حيفا و"الكريوت", وهي أكبر تجمع استيطاني في شمال فلسطين المحتلة, بالإضافة إلى المناطق المحيطة, مع سماع دوي انفجارات.
من جانبه, أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 105 صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين, وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تتمكن من اعتراض جميع الصواريخ.
اجتماع فرنسي أمني
في ظل ترقب تطورات العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية, وبعد زيارة الإليزيه, يتوقع أن الرئيس إيمانويل ماكرون يخطط للدعوة إلى اجتماع دولي لأصدقاء لبنان والدول المانحة, بهدف تقديم مساعدات طارئة تخفف من حدة أزمة النزوح المتفاقمة وتجنب التداعيات الداخلية الخطيرة التي قد تنجم عنها في الأيام المقبلة.
كما يسعى الاجتماع إلى تأمين دعم عاجل للمؤسسات الأمنية اللبنانية لتعزيز جاهزيتها, تحسباً لإمكانية إعادة تفعيل القرار 1701.
ومع ذلك, أشار المراقبون إلى أن نجاح هذه المبادرة لا يزال غير مؤكد, في ظل اصطفاف معظم الدول العربية والأوروبية خلف الموقف الأمريكي الذي يدعو إلى تغيير شامل في الوضع اللبناني