دعا مسؤولون في الأمم المتحدة معنيون بالشأن الإنساني إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف النزاع المتصاعد بين إسرائيل و"حزب الله", محذرين من أن لبنان قد يواجه "دوامة موت" مشابهة لما وقع في غزة.
وقال مدير لبنان في برنامج الأغذية العالمي, ماثيو هولينغوورث, خلال اتصال من بيروت في إيجاز صحافي في جنيف يوم الثلاثاء: "علينا القيام بكل ما يمكن للحؤول دون وقوع ذلك".
وأعرب المسؤول عن قلقه من أوجه الشبه بين لبنان وغزة, حيث أمضى النصف الأول من هذا العام ينسق عمليات البرنامج في خضم الحرب الإسرائيلية المدمرة المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأوضح هولينغوورث: "الأمر لا يفارق ذهني من الوقت الذي أستيقظ فيه حتى أخلد للنوم, أننا قد ننزلق إلى دوامة الموت ذاتها.. لا يجب أن نسمح بحصول ذلك".
وقد فتح "حزب الله" في 8 تشرين الأول 2023 جبهة "إسناد" لغزة, وتبادل القصف مع إسرائيل عبر الحدود. وتحولت دوامة العنف إلى حرب استنزاف في 23 أيلول, مع تكثيف تل أبيب غاراتها الجوية على جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. اعتبارًا من 30 أيلول الماضي, بدأت إسرائيل عمليات برية قالت إنها "محدودة" في المناطق الحدودية في الجنوب.
وأشار هولينغوورث إلى أن كثيرين يفرون "لأنهم شاهدوا على مدى العام المنصرم أن الحرب في قطاع غزة تواصلت, وتعرضت الأحياء للتدمير والقصف, وهذا الأمر حفر عميقًا في نفوسهم وقلوبهم وأذهانهم".
كما أبدى المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة, جيمس إيلدر, أسفه لأن "أوجه التشابه للأسف حاضرة, مثل النزوح على الأرض, أو التأثير على الأطفال, أو اللغة المستخدمة لتلطيف الوقائع على الأرض".
وأفاد جيريمي لورنس من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بأن "الأنماط نفسها التي رأيناها في غزة تتكرر.. الدمار يفوق قدرة الناس في لبنان على التصديق, كما كان الأمر في غزة. لا يمكننا أن ندع ذلك يتكرر".
فيما تعمل الهيئات الإنسانية على التعامل مع الحاجات المتزايدة للسكان, شدد هولينغوورث على أن "خفض التصعيد" العسكري هو المطلوب.
وكشف أنه بينما يسعى برنامج الأغذية حاليًا لمساعدة نحو 150 ألف شخص يوميًا, فهو يحتاج "لأن نصل في هذه المرحلة لنحو مليون شخص" في اليوم.
كما أشار إلى أن حرائق ناتجة عن الحرب أتت على 1900 هكتار من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان على مدى العام المنصرم, معظمها خلال الأسبوعين الماضيين, بينما هجر المزارعون نحو 12 ألف هكتار من الأراضي المنتجة.
وتحدث هولينغوورث عن "حاجات مهمة جدًا" في الفترة المقبلة, مبدياً أسفه لأن برنامج الأغذية العالمي يعاني من عجز تمويلي قدره 115 مليون دولار لتغطية الحاجات المتزايدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
من جانبها, أحصت منظمة الصحة العالمية 16 اعتداءً طالت قطاع الخدمات الصحية في لبنان منذ منتصف أيلول الماضي, مما أسفر عن مقتل 65 من العاملين الصحيين وإصابة 40 بجروح.
وقال المسؤول في المنظمة, إيان كلارك, في اتصال بالفيديو من بيروت, إن خمسة مستشفيات في لبنان باتت خارج الخدمة, بينما يعمل أربعة بشكل جزئي.
وأوضح أن 100 منشأة صحية أُرغمت على إقفال أبوابها, محذراً من أنه مع تقليص الخدمات الصحية "نواجه وضعًا يتزايد فيه خطر تفشي الأمراض".
(روسيا اليوم)