في ذكرى مرور عام على انطلاق العمليات العسكرية جنوبا بقرار من حزب الله ودعما لغزة اطل نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم, للمرة الثانية بعد اغتيال السيد حسن نصرالله, ليلملم جراح النازحين المفترش بعضها العراء في الطرقات, ولتأكيد منح وكالة عامة لرئيس مجلس النواب نبيه بري وتفوضه تولي المهام السياسية وصولا الى وقف النار. فقال قاسم ان "الحزب والحركة على قلب واحد في السرّاء والضرّاء, وعلينا أن نكون متلاحمين, ونقول للأستاذ نبيه برّي "أنت الأكبر بنظر الأمين العام السيد حسن نصرالله واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله وهذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد, ونحن نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس برّي, بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار".
في انتظار الترجمة العملية لكلام قاسم وما اذا كان يتحدث عن وقف النار في لبنان فقط ام باستمرار ربط المسار مع غزة, والى حين يقول الرئيس بري كلمته, بعدما لفحت البيان الثلاثي مواقف وزير خارجية ايران عباس عرقجي ولقيت ردا من الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط رافضا "اعطاءنا دروسا في المواجهة", بقيت المعارضة على مواقفها رافضة بدورها استمرار السلاح غير الشرعي داخل الدولة, على ما عبر عنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل امس, واستمرت حركة اللقاءات والاتصالات الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي.
ميدانياً, وفور انهاء قاسم كلمته, شن الطيران الاسرائيلي غارة عنيفة على محيط منطقة حارة حريك -الرويس في الضاحية الجنوبية. وسمعت أصداء انفجاراتها في بيروت وجبل لبنان. واستهدفت الضاحية مرة اخرى بعد وقت قليل وطالت الغارة نقطة خلف المطار... جنوبا شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي جولة جديدة من الغارات على عدد من الأماكن والبلدات في قضاء صور. فشن غارة على طيرفلسيه واخرى بالقرب من مستشفى حيران. واستهدفت غارة وسط بلدة عدلون في الزهراني. واغار على مدينة النبطية. واستهدفت غارات بلدة الخيام. وسجلت غارة على بلدة الشهابية وثانية استهدفت مركز كشافة الرسالة في ياطر من دون وقوع اصابات. بقاعا, شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة على بلدة الخضر.
: وأعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مرابض مدفعية الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدفوا تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في محيط مستعمرة يرؤون بصلية صاروخية. واعلن الحزب "اننا إستهدفنا تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي بِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية وأصابت أهدافها بِدقة". واعلن "اننا قصفنا مدينة حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة" فيما اشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين.
ووسط هذه الاجواء, صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو بيان جاء فيه "اليوم, بعد مرور عام, تصاعد التبادل شبه اليومي لإطلاق النار إلى حملة عسكرية شعواء ذات كلفة إنسانية كارثية. إذ أصبح القصف الإسرائيلي المستمر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في لبنان, وقيام حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف تجاه إسرائيل, حيث يتكبد عدد هائل من الناس ثمنًا لا يُمكن تصوره من القتلى والجرحى فضلا عن مئات الآلاف من النازحين. إن كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق, أو قنبلة تُلقى, أو غارة برية تُنَفّذ, تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق. مما لا شك فيه أن زيادة حدة العنف والتدمير لن يحل القضايا الجوهرية ولن يجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل. بل العكس هو الصحيح, إن الحل التفاوضي السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق. وقد آن الأوان للتحرك في هذا الاتجاه".
من جانبه, أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي أنّ "قوات لواء غولاني تسيطر على مجمع تابع لعناصر "حزب الله" في جنوب لبنان وتدمر داخله وسائل قتالية". وقال أنّ خلال عمليتها البرية, كشفت قوات جولاني في جنوب لبنان على مجمع قتاليّ يطل على بلدات شمالية مجاورة للحدود. وأوضح "عثرت القوات داخل المجمع على منزل سكنيّ وبستان زيتون إلى جانب منصة صاروخية محملة وجاهزة للاطلاق نحو بلدات الشمال". ولفت إلى أنّه "تم العثور على بنى تحتية تحت الأرض, حفر اختباء, ومساحات مكوث واستعداد كان يستخدمها عناصر حزب الله". وقال: في داخل المنزل السكني, تم العثور على مكان للتجهيز ليتم تدمير مخزون من الوسائل القتالية شمل منصات, شبكات تمويه, وسترات للقتال وصواريخ مضادة للدروع. كما تم كشف وتدمير أسلحة مخصصة للكمائن..
اكدت قيادة الجيش في معرض تعليقها على "اطلاق بعض وسائل الإعلام حملات تجنٍّ وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية" على "اننا لن ندخل في سجالات او مزايدات وهي ليست معنية بأي ملفات أو استحقاقات. الأولوية اليوم بالنسبة إلى القيادة هي حماية المؤسسة والمحافظة على تماسكها, ووقف العدوان والصمود ودعم المواطنين ومواكبة أزمة النزوح, ومواصلة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة, تزامنًا مع حفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي. واوضحت "أن الجيش اللبناني, إذ ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية, يتولى مسؤولياته الوطنية ويقدّم الشهداء ويحافظ على جهوزيته للدفاع عن الأرض ضمن الإمكانات المتاحة, وذلك استنادًا إلى قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها للقيام بما يراه مناسبًا من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية, والالتزام بالقرار ١٧٠١ ومندرجاته بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل".
سياسياً, استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي, النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من رئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. بعد اللقاء قال السعد: "أتينا اليوم كلقاء ديموقراطي لاستكمال جولتنا والمشاروات والاتصالات, وهذا الصرح هو حجر الأساس في لبنان, لذا تحدثنا مع غبطته ووضعناه في صورة المشاروات الحاصلة واستمعنا الى رأيه. نحن كلقاء ديموقراطي نشدد على ضرورة وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان, ونقول أيضا أن هناك ضرورة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية وممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان, ومن هذا المنطلق نعتبر أن لدينا واجب وطني كلبنانيين وهو انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرارين 1559 و 1701". وعن سؤاله عن أي رئيس يبحثون, قال السعد: "ما يهم هو انتخاب رئيس للجمهورية, وهذا سبب اتصالاتنا ومشاوراتنا, ونعد اللبنانيين أن نستمر في هذه الجهود من أجل الوصول الى انتخاب الرئيس".
كما عقد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات التي تمرّ فيها البلاد. وشدّد الفريقان على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً ودعم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الشأن, وعلى الحاجة لإنتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت. وتداول الفريقان في المسار الذي يوصل الى انجاز الاستحقاق الرئاسي واتفقا على تكثيف التنسيق في ما بينهما وسائر الكتل النيابية دون إستثناء وتعزيز التعاون لإرساء التوازن في المشهد السياسي والحؤول دون عزل أي مكون في الداخل اللبناني. كما عقد اجتماع بين نواب اللقاء التشاوري النيابي المستقل ووفد كتلة تحالف التغيير ضمّ النائبين وضاح الصادق ومارك ضوّ وجرى التداول في مجريات الحرب وضرورة وقف اطلاق النار وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية ودراسة خطوات للوصول الى هذا الهدف من خلال اكثرية جامعة و موصوفة في مجلس النواب... وزارت كتلة الاعتدال الوطني رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الثانية بعد الظهر في منزله في البياضة.