في ظل الحرب القائمة, التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم, تتجه الأنظار نحو القطاع الصحي بشكل عام والقطاع الدوائي بشكل خاص, لا سيّما مع الزيادة الملحوظة في إقبال المواطنين على الصيدليات لتخزين أدويتهم الأساسية.
في هذا الإطار, ناشد نقيب الصيادلة في لبنان, جو سلوم, عبر "ليبانون ديبايت", المواطنين بعدم التهافت على الصيدليات بغرض تخزين الأدوية, وذلك لضمان استمرار المخزون لفترة أطول في ظل الظروف الحالية.
وذكّر أن "نقابة الصيادلة أصدرت تعميمًا منذ حوالي ستة أشهر, طلبت فيه من الصيادلة ترشيد صرف الأدوية, لتفادي تكرار سيناريو 2019, عندما تم تخزين الأدوية وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية".
وفيما يخصّ مخزون الأدوية, طمأن سلوم أن "المخزون يكفي لمدة أربعة أشهر في المستودعات والمصانع, إلا أن هناك انقطاعًا في بعض الأدوية نتيجة عدم تمكّن معظم الشركات من الشحن, بعد أن تم تحويل مطار بيروت الدولي لنقل الركاب فقط".
وأكد أن "المشكلة الأساسية اليوم تكمن في أدوية الأمراض المستعصية (كالسرطان والتصلب اللويحي), والتي لا تتوفر أصلاً في الصيدليات", متمنيًا أن "تكون هذه الأدوية المدعومة في صلب أولويات الحكومة في أي خطة طوارئ, نظرًا لأن هؤلاء المرضى لا يمكنهم التأخير في تناول أدويتهم".
وكشف سلوم أنه "تقدم صباح اليوم الثلاثاء بطلب استثنائي إلى وزير الصحة فراس الأبيض, يسمح لأصحاب الصيدليات المتضررة أو المقفلة ببيع الأدوية المستخرجة من صيدلياتهم مباشرة إلى أصحاب الصيدليات التي تعمل بشكل طبيعي, مع إرسال قوائم بالأسماء إلى الوزارة".
واعتبر سلوم أن "هذا الإجراء سيساهم في مساعدة الصيادلة في هذه الظروف الصعبة, ويعزز الحفاظ على المخزون الدوائي ويمنع انقطاع الأدوية".
وعن تجاوب الوزير, قال: "نحن جميعًا واثقون من تجاوب معاليه مع الطلب, خاصةً أن للموضوع أبعاد وطنية وإنسانية ويندرج ضمن خطته".
وعن مناشدته لسحب أدوية الصيدليات المحاصرة في مناطق النزاع, أكد أن "السعي مع المعنيين متواصل لتأمين استخراج آمن للأدوية في المناطق المستهدفة, آملاً في الاستجابة السريعة نظرًا لخطورة الموضوع وانعكساته".