نيفين عمران _ الرأي
بعد مرور عام كامل على الحرب العنيفة التي يشنها العدو الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني, تستمر المجازر الجماعية في وضح النهار وأمام أنظار العالم بأسره, دون أن يتمكن أحد من وضع حد لاعتداءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي ظل فشل كافة المبادرات لوقف إطلاق النار, تستمر الضربات الجوية على الضاحية الجنوبية والبقاع والمناطق الحدودية, بينما شهدت تل أبيب ليلة أمس قصفاً بصواريخ "الحزب" التي استهدفت قلب المدينة.
حماية المطار
في ظل هذه التطورات, اتخذت الحكومة موقفًا حازمًا لحماية مطار رفيق الحريري الدولي وضمان استمرار عملياته وتفادي أي إغلاق أو تعريضه لأي مخاطر.
وقد تم ذلك عبر تعزيز دور الجيش اللبناني وتوسيع صلاحياته في الإشراف على المطار.
وفي هذا السياق, ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعًا في السرايا الحكومي خُصص لبحث أوضاع المطار.
وصرح وزير الداخلية بسام مولوي عقب الاجتماع بأن النقاش تناول "سبل تعزيز الإجراءات الأمنية في المطار". وأكد أن تعليمات مشددة ستصدر لجهاز أمن المطار ولقيادته وكافة عناصره لرفع مستوى الجهوزية, وتنفيذ عمليات تفتيش دقيقة لضمان عدم وجود أي ثغرات أمنية, والحفاظ على سمعة المطار وحمايته من أي تهديد.
وأضاف أن جميع الأذونات ستصدر وفق القانون وبإشراف الجيش, مع تشديد الإجراءات في ما يتعلق بالتفتيش الأمني.
إجماع على إنتخاب رئيس فعلي للبنان
رئاسيًا, أعاد الوضع الأمني في البلاد موضوع رئاسة الجمهورية إلى الواجهة من جديد, حيث طالبت مجموعات المعارضة بجلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية.
في المقابل, برزت زيارة رئيس تيار "المردة", الوزير السابق سليمان فرنجية, إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد اللقاء, صرح فرنجية بأن الزيارة جاءت بهدف التشاور, خاصةً في ظل تصاعد الأحداث في البلاد والحرب "الوسخة" التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان. وأكد أن الأولوية اليوم هي وقف العدوان والتركيز على القضايا الكبرى وتجاوز الأمور الصغيرة, مشدداً على أن "الأهم هو انتصار لبنان".
وفي رد على سؤال, أكد فرنجية أن بري لا يزال يدعمه في ترشحه, مشيراً إلى أن "البعض استسلم قبل بدء المعركة", لكنه دعا إلى الانتظار لرؤية نتائج هذه المعركة.
وأضاف أن "إذا انكسر أي فريق في لبنان, فالخسارة ستكون للجميع", مشيراً إلى أن هناك محاولات لتحطيم المعنويات والإرادة, لكن الأيام المقبلة ستثبت العكس.
وأوضح فرنجية أن الرئيس الذي يسعى لإرضاء الجميع "لن ينجز شيئاً", مؤكدًا الحاجة إلى رئيس شرعي وفعلي وليس مجرد رئيس قانوني, وأن يكون ملتزماً بالعروبة وحامياً لظهر المقاومة.
ولفت إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق كل شيء, مشيراً إلى أن البعض يراهن على إسرائيل ويفضلها على شريكه في الوطن, إلا أن تقدم إسرائيل سيعني خسارة للجميع.
وفي هذا الإطار, خلال اجتماع المجلس المذهبي الدرزي أمس, دعا الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية, مشدداً على أن "انتخاب الرئيس لن يكون مرتبطاً بوقف إطلاق النار".
وأوضح جنبلاط أن الحزب لا يملك الحق في استبعاد أي طرف من الاجتماع الثلاثي الذي جرى في عين التينة, وأعلن عن تكليف نواب الحزب لاستكمال المشاورات مع كافة الكتل النيابية.
وفي تصريحاته, أدان جنبلاط العدوان الإسرائيلي, ولكنه أكد على ضرورة عدم ربط مصير لبنان بمصير غزة, مشيراً إلى أهمية خروج لبنان من هذه الدوامة معتبراً أن البلاد قد تكون أمام حرب طويلة الأمد.
سلسلة غارات عنيفة على قرى قضاء بعلبك والضاحية الجنوبية
شن الطيران المعادي سلسلة غارات ليلا على قرى قضاء بعلبك, بعد أن ساد هدوء مشوب بالحذر طيلة ساعات نهار أمس, مستهدفا المباني السكنية والممتلكات والمناطق السهلية والجردية.
ففي شرق بعلبك, قصف الطيران الحربي أطراف بلدة النبي شيت, كما استهدف شمالا بلدة يونين.
ولجهة غرب بعلبك, شن العدو غارات على البلدات التالية: فلاوى, بوداي, وادي أم علي ضمن قرى مزارع بيت مشيك, وصولا إلى بلدة شمسطار.
ولم يغب تحليق طيران الاستطلاع عن أجواء المنطقة.
وأكدت الوكالة أن الطيران الحربي المعادي شن غارات متتالية على الضاحية الجنوبية, مضيفة لاحقا أن عددها بلغ ست غارات طالت أحياء مختلفة في المنطقة.
وفي وقت لاحق, استهدفت غارتان جديدتان الضاحية الجنوبية, الأولى على محيط الكفاءات والثانية على برج البراجنة, بعد إنذارات جديدة بالإخلاء أصدرها الجيش الاسرائيلي.