شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي على أن انتخاب رئيس للجمهوريّة "لا يتحمّل بعد اليوم أي تأخير, أيًّا تكن الأسباب. فانتخابه يفوق كلّ اعتبار", لافتاً الى "أن عدم انتخابه لمدّة سنتين كان في ذاته جرمًا من المجلس النيابيّ لأنّه أدّى إلى تفكّك أوصال الدولة في ظرف دقيق للغاية".
واعتبر في عظة قداس الأحد في الديمان أنه "مطلوب اليوم من المسؤولين السياسيّين عندنا, على اختلاف مواقعهم, تناسي نقاط الخلاف, والتلاقي بروح المسؤوليّة التاريخيّة, والعمل بجديّة على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة. فإنّ انتخابه أولويّة في ظروفنا الحاضرة: لكي يبني الوحدة الوطنيّة الداخليّة, ولكي يسهر على تنفيذ القرار 1701 ووقف النار, ولكي يتولّى المفاوضات بشأن نقاط البحث المطروحة, وبشأن موقع لبنان في محيطه, ولكي ينتظم معه مجلس النوّاب ومجلس الوزراء, ولكي يستعيد موقع لبنان في الأسرتين العربيّة والدوليّة, ولكي يرعى شؤون النازحين اللبنانيّين الذين تجاوز عددهم المليون نسمة, ولكي يعمل مع سوريا والأسرة الدوليّة على عودة النازحين السوريّين إلى بلادهم ومساعدتهم هناك".
وأكد "أن السلطة فنٌّ شريف لخدمة الإنسان والخير العام. فتوجب على المسؤولين أن يؤمّنوا للمواطنين الأوضاع الحياتيّة التي تمكّنهم من تحقيق ذواتهم تحقيقًا أفضل. وذلك من خلال ممارستهم المسؤولة على كلّ من المستوى التشريعي والإجرائي, والإقتصادي والإداريّ, والقضائي والثقافي. وعليهم أن يتّخذوا قاعدة لنشاطاتهم الشخص البشريّ وكرامته وحقوقه الأساسيّة ونموّه الشامل. وتوجب عليهم مسؤوليّتهم السياسيّة توطيد السلام والعدالة والإستقرار الأمني, وحماية سيادة الدولة والكرامة الوطنيّة".
وجدّد تعازيه لعائلات ضحايا الحرب, راجياً للجرحى الشفاء, وللمنكوبين العودة إلى ديارهم.
ودعا الى "الصلاة من أجل توقّف الحرب في لبنان, وعودة اللاجئين إلى مناطقهم, وانتخاب رئيس للجمهوريّة, والتزام الحكومة والمؤسّسات الحكوميّة وغير الحكوميّة والمبادرات الجماعيّة والإفراديّة تأمين المساعدات للعائلات النازحة من الجنوب وبيروت وبعلبّك وسواها".