"التواصل مع السيد صفي الدين مقطوع منذ ليل الخميس", بهذه العبارة بدأ حزب الله يمهد الجو لاعلان إغتيال اسرائيل القيادي البارز بالحزب هاشم صفي والمرشح لخلافة الامين العام السابق الشهيد حسن نصرالله, وكان قد قال مصدر آخر في حزب الله: "لا نعلم إذا كان صفي الدين موجودا في مكان غارة الجمعة".
ومع انتظار الرد الاسرايلي على الرد الايراني, نقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن وزير النفط محسن باك نجاد قوله أنه "لا يشعر بالقلق إزاء الصراع المتصاعد في المنطقة ولا أشعر بالقلق حيال الأزمات التي يخلقها أعداء الثورة, وهذه الرحلة تعتبر رحلة عمل عادية".", وذلك وسط تقارير عن أن إسرائيل قد تشن هجوما على إيران بالقريب العاجل.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل, الأسبوع الماضي, تميز بمداه الواسع وتأثيره المحدود. ويقول بعض المحللين إنه يثير تساؤلات حول إمكانيات وقدرات ترسانة إيران.
أما في لبنان وفي تطور هو الأول من نوعه في الشمال استهدفت مسيرة للعدو شقة سكنية داخل مبنى في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينين شارع خليل الرحمن ما اسفر عن استشهاد اربعة اشخاص وهم سعيد علي وزوجتة وابنتاه وعن احتراق الشقه بالكامل, فيما تم نقل الاصابات الى مستشفى الهلال داخل المخيم .
وقد نعت حركة حماس الشهداء القائد القسامي سعيد عطا الله علي وزوجته شيماء خليل عزّام وابنتيه الطفلتين زينب وفاطمة الذين استشهدوا جراء غارة استهدفت منزلهم في مخيم البداوي , وقالت الحركة في بيان ان "كتائب القسام؛ وأمام مجازر الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة في قطاع غزة الصامد وضفتنا الأبية ومخيماتنا قلاع عودتنا , لتعاهد أبناء شعبنا على الثأر للدماء الطاهرة التي سالت ولا زالت تسيل, ولتؤكد أن سلسلة ردودها المقبلة ستكون بالأفعال قبل الأقوال, وأنها ستدفّع قادة الكيان ثمن قراراته الإجرامية بحق أبناء شعبنا العزل ومجاهدينا الميامين."
وخلال اليوم, شنت طائرات العدو سلسلة غارات في الضاحية بين برج البراجنة وعين السكة والمريجة وفي البقاع في طاريا ووسهل بوداي, الحفير, سعدنايل, النبي شيت, الرافيد, ولم يسلم الجنوب ايضاً من خلال سلسلة غارات شملت عدد من القرى والبلدات منها قانا وطيردبا, الخيام, كفركلا, مزرعة بسطرة.
وأشارت آخر الإحصائيات منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة بعلبك الهرمل والبقاع الأوسط وصولا إلى محيط بلدة شتورة, إلى أن عدد الشهداء 282 شهيدًا, وعدد الجرحى 777 جريحا, أما الغارات فقد بلغت 704 غارات حتى منتصف ليل أمس الجمعة.
وفي المشهدية العامة الملاحظ أن العدو, في الأيام الأخيرة, يركز في قصفه على البيوت المدنية, ويتعمد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين, وهذا ما حصل في مدينة بعلبك والعديد من قرى القضاء, ناهيك عن تدمير المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية بهدف قطع, أو على الأقل إعاقة التواصل بين البلدات.
واللافت أيضاً الوتيرة التصاعدية لحركة النزوح, أو ما يصر البعض على تسميته الاستضافة في بلدات ما زالت بمنأى عن الاستهداف, ومنها دير الأحمر, شليفا, بتدعي, بشوات, عرسال, رأس بعلبك, الفاكهة, جبولة والأديرة والمباني التابعة للكنيسة وأوقافها, بالإضافة إلى القاعات الملحقة بالمساجد والأوقاف الإسلامية, وكذلك البيوت التي فتحت لاستقبال الوافدين, وتقاسم المونة البيتية معهم بكل رحابة صدر.
من جهتها أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلباً من اسرائيل بإعادة نقل بعضها, قبيل بدء عملياتها البرية المحدودة.
وقالت اليونيفيل في بيان إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 أيلول (سبتمبر) "عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان, وطلب منا نقل بعض مواقعنا", مؤكدة في الوقت ذاته "لا يزال جنود حفظ السلام في جميع المواقع".
وأضافت: "نعدل بانتظام وضعنا وأنشطتنا, ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر" مؤكدةً أن "سلامة وأمن جنود حفظ السلام أمران في غاية الأهمية, ونذكر جميع الأطراف بضرورة احترام هذا الالتزام".
كما كرّر الجيش الإسرائيلي تحذيره إلى اللبنانيين الذين أخلوا منازلهم بعدم العودة إليها, وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة "أكس": "نداء إلى جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم حفاظًا على سلامتهم: غارات جيش الدفاع مستمرة. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم - لا تعودوا الى المنازل حتى إشعار آخر"
وفي اطار المساعدات التي تصل الى لبنان, حطت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت, بعد ظهر اليوم, طائرتان مصرية واماراتية محملتان مواد اغاثية وطبية, وكان في استقبالهما منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين ووزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام والسفير المصري في لبنان علاء موسى ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.
ومن جهة اخرى, بدأت أستراليا إجلاء رعاياها من لبنان عبر قبرص اليوم السبت في أول عملية كبيرة لإخراج مواطنين من ذلك البلد في ظل هجوم إسرائيلي على جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران. ووصل نحو 229 شخصا على متن رحلة جوية تجارية استأجرتها أستراليا إلى الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط والتي تبعد عن بيروت 40 دقيقة بالطائرة. ومن المزمع تسيير رحلة جوية أخرى في وقت لاحق اليوم. وقال مسؤولون أستراليون وقبارصة إن من الممكن تنفيذ مزيد من عمليات الإجلاء بناء على الطلب.
سياسياً, وبعد التداول منذ الصباح باخبار وتحليلات صحافية تتعلق بالاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي امس, نفى ميقاتي ما يتم تناقله بشأن الاجتماع, قائلاً: إن الاجتماع لم يكن عاصفا كما يزعم البعض بل على العكس من ذلك كان ضمن الاصول الديبلوماسية المتبعة. فاقتضى التوضيح".
أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه ومع كل خسارة تقع على منطقة في لبنان يتكبدها الشعب اللبناني برمته, مشيراً إلى "أننا في مواجهة اسرائيل ذات التاريخ المعروف في لبنان والمنطقة وأمام ذلك لا يمكننا كلبنانيين إلا ان نأخذ موقفاً مسؤولاً بمعزل عن كل الحسابات الداخلية وكل الفوارق السياسية بيننا وبين "حزب الله".
وشدد باسيل على أن لقاء عين التينة الثلاثي لم يزعجه بالمضمون لكن في الشكل ظهر أنّه مستفز, لافتاً إلى أنه في النتيجة هذه هي السلطة التي تحكم لبنان اليوم وعليها أن تتحمل المسؤولية, ومؤكداً ألا أحد يستطيع تغييب المسيحيين عن دورهم. وشدد على عدم القبول باستغلال الوضع العسكري الخارجي لرفض رئيس على أي من اللبنانيين.
بدوره, شدد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي على "ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية لتطبيق القرار 1701 الذي بتطبيقه سيجعل لبنان أكثر التزاما بالشرعية الدولية", مناشدا في حديث لاذاعة "مونت كارلو الدولية" المجتمع الدولي والدول العربية التي تهتم بلبنان وتهتم باللبنانيين وبمصالح اللبنانيين وسلامة وأمن وأمان اللبنانيين, "أن تكون كلها صفا واحدا وأن تجهد دبلوماسيا وسياسيا لحماية لبنان مما يتعرض له".