اتخذت غالبية شركات الطيران العالمية خطوطاً ملاحية بعيدة بعض الشيء لتجنب توترات الشرق الأوسط, الذي تشهد سماؤه تحليقا مستمرا للطيران الحربي الإسرائيلي, وصواريخ بين أطراف الصراع.
وعلى موقع "فلايت رادار 24" المتتبع لحركة الطيران العالمية وفقا لـ"الأناضول", تبدو الأجواء فوق العراق والأردن وفلسطين وإسرائيل ولبنان وإيران شبه خالية من الرحلات العابرة من الشرق إلى الغرب والعكس.
وأمام التوترات الناجمة عن الحرب في قطاع غزة منذ عام, أُجبرت شركات الطيران التي تربط أوروبا بالشرق الأوسط وجنوب آسيا على الطيران في مسار أكثر التفافًا باستخدام المجالين الجوي المصري والسعودي.
مفترق جوي
ولطالما كان الشرق الأوسط مفترق طرق عالمياً للسفر الجوي, حيث تقطع مئات الطائرات المنطقة كل يوم في رحلات طويلة المسافة تربط بين الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
لكن السفر عبر هذه المسارات أصبح أكثر تحديًا, حيث أجبرت التوترات المتزايدة شركات الطيران على تقليص الخدمات كإجراء احترازي للسلامة, في وقت أضافت فيه الحرب الإسرائيلية بغزة مزيدا من تعقيدات الطيران بين الشرق والغرب.
وتأتي هذه التحديات بعد أن أضافت الحرب الروسية الأوكرانية ساعات إضافية من التحليق إلى العديد من الرحلات, من خلال إغلاق المجال الجوي الشاسع أمام العديد من المشغلين العابرين للحدود.
والأسبوع الجاري, كان الأكثر تجنباً للمجالات الجوية الإيرانية واللبنانية والإسرائيلية على وجه الخصوص.
وتزامن تجنب الخطوط الملاحية فوق المنطقة, مع تعليق عشرات شركات الطيران العالمية, رحلاتها إلى كل من إسرائيل ولبنان وإيران, وبدرجة أقل الأردن والعراق, بفعل تصاعد الصراع.
تغيير مسارات
وبحسب موقع "فلايت رادار 24", فقد بدأت الخطوط الجوية البريطانية والإمارات ولوفتهانزا وشركات طيران أخرى في تحويل الخدمات بعيدا عن المجال الجوي العراقي, منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
هذا التغيير في الخطوط الملاحية, جاء بعد إعلان إسرائيل أن صواريخ من إيران أطلقت على البلاد, إذ تحولت العديد من شركات الطيران إلى الطيران عبر السعودية وفوق شبه جزيرة سيناء.
وفي بيان صحفي لها, الثلاثاء, قالت شركة الطيران الهولندية KLM إنها أعادت توجيه بعض رحلاتها وتجنبت المجال الجوي لإيران والعراق والأردن.
ويعتبر الطيران في خطوط ملاحية بعيدا عن الخطوط المباشرة, مكلفا لشركات الطيران, من حيث استهلاك الوقود, إلى جانب إحداث فوضى في مواعيد الإقلاع والهبوط لعديد الرحلات.
مطار بن غوريون
أما في إسرائيل, فقد أظهرت بيانات مطار بن غوريون, قيام السلطات الملاحية بتغيير خطوطها في أكثر من مناسبة منذ توسيع الصراع مع حزب الله اللبناني منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي وقت كان مطار بن غوريون يتعامل يوميا مع قرابة 550 رحلة يوميا, تراجع الرقم اليوم إلى أقل من 200 بسبب إلغاء عديد شركات الطيران العالمية تسيير رحلاتها إلى تل أبيب بفعل التوترات القائمة, إضافة إلى شركة طيران "العال" الإسرائيلية, التي أرجأت خدماتها إلى الهند, بينما ألغت المسارات الموسمية إلى طوكيو.
وفي الشهر الأول للحرب على غزة, أي بداية من 7 أكتوبر, انخفض الطلب على السفر الدولي بنسبة 5 نقاط مئوية, وفقًا لشركة ForwardKeys, وهي شركة تحليلات السفر.