مع تصاعد المخاوف من إندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط, أكّدت إيران أنّها أطلقت مساء أمس الثلاثاء على إسرائيل 200 صاروخ, في هجوم قالت تل أبيب إنّها صدّته بفعالية وتوعّدت بجعل طهران "تدفع ثمنه".
علمًا أن إسرائيل كانت قد أعلنت من جهتها أنّ طهران استهدفتها بحوالي 180 صاروخًا, وأنّ غالبية تلك الصواريخ تمّ اعتراضها بنجاح.
من جهته, أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي, في منشور على موقع "إكس" في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء, أن "العملية إنتهت ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء المزيد من الرد, عندها سيكون ردنا أشد وأقوى".
في غضون ذلك, جددت إسرائيل خلال الساعات الماضية قصفها العنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت, بنحو 17 غارة.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أجزاء عدة في الضاحية, بعد أن صدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للمنطقة, التي أصبحت خالية إلى حد بعيد بعد ضربات عنيفة على مدى أيام.
يذكر أن هذا يعد أكبر هجوم عسكري تشنه إيران على إسرائيل, بعد أن دوت صفارات الإنذار في جميع أنحائها وهزت الانفجارات القدس وغور الأردن, بينما طلبت السلطات من جميع السكان الاحتماء في الملاجئ. إلا أن أي أنباء عن وقوع قتلى في إسرائيل لم ترد, باستثناء الضفة الغربية حيث أعلنت السلطات الفلسطينية مقتل رجل.
يذكر أن إيران كانت وصفت هذا الهجوم بأنه حملة دفاعية استهدفت فقط المنشآت العسكرية الإسرائيلية دون المدنية, مضيفة أن ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية استُهدفت.
كما تقول طهران, إن هجومها جاء ردًا على عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل لقادة فصائل مسلحة والعدوان في لبنان على حزب الله وفي قطاع غزة.
في حين تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد, وقال في بداية اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السياسي والأمني في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء: "ارتكبت إيران خطأ كبيرا الليلة وستدفع ثمنه".
بدورها ردت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان, مؤكدة أن أي رد إسرائيلي سيقابل "بتدمير واسع النطاق" للبنية التحتية الإسرائيلية, وتعهدت أيضا باستهداف أي أصول في المنطقة لأي حليف لإسرائيل يتدخل في الصراع.
أما الملفت هذه المرة, وعلى خلاف كما حصل في نيسان الماضي, لم تحث الولايات المتحدة إسرائيل على ضبط النفس.
بل تعهد البيت الأبيض, بأن تواجه إيران "عواقب وخيمة", وقال المتحدث باسم مجلسه للأمن القومي جيك سوليفان في إفادة صحفية, إن بلاده "ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك". لكنه لم يحدد ما قد تكون عليه هذه العواقب.
هذا, وامتنع عن حث إسرائيل على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في نيسان عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل, ردًا على قصف سفارتها في دمشق.
وكانت المخاوف تزايدت خلال الفترة الماضية من انزلاق إيران والولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على لبنان في الأسبوعين الماضيين, بما في ذلك بدء عملية برية هناك يوم الإثنين, وصراعها المستمر منذ عام في قطاع غزة.