نيفين عمران _ الرأي
ابتداءً من ليلة الاثنين الثلاثاء, بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية تتسارع بشكل ملحوظ نحو الجانب اللبناني من الحدود.
هذا التطور يهيئ لمرحلة جديدة تتسم بالخطر والتعقيد, نظراً لما قد تحمله هذه العملية من احتمالات غير معروفة.
الإجتياح البري
وكخطوة جدية في مسار الحرب, أفادت تقارير من مسؤولين أميركيين لوكالة أسوشيتد برس أن إسرائيل قامت بعمليات برية محدودة عبر الحدود إلى لبنان, بينما لا تزال التخطيطات جارية لعملية برية أكبر.
وأوضح ماثيو ميلر, المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية, يوم الاثنين, أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بتلك العمليات, التي وصفها بأنها "محدودة" وتهدف إلى استهداف البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل قد اتخذت قرارًا نهائيًا بشأن توسيع نطاق العمليات.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي, يوم الثلاثاء, عن اعتبار المناطق المحيطة بتجمعات المطلة ومسكاف عام وكفار جلادي السكنية في شمال إسرائيل, بالقرب من الحدود مع لبنان, منطقة عسكرية مغلقة, مما أدى إلى منع الدخول إليها. وأوضح الجيش أن هذا القرار جاء بعد تقييم للوضع الراهن.
من ناحية أخرى, نقلت وكالة رويترز عن سكان محليين أن الجيش اللبناني انسحب من عدة مواقع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وأفاد مصدر أمني لبناني للوكالة بأن القوات انسحبت لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات على الأقل شمال الحدود.
كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش اللبناني أعاد تمركزه قرب الحدود في جنوب لبنان بسبب التهديدات الإسرائيلية بالتوغل المحتمل.
من جهته, أعلن البيت الابيض "اننا لا نزال نتحدث مع اسرائيل عن الحل الديبلوماسي, ومحادثاتنا لم تتوقف, ونعتقد أن الحل الديبلوماسي هو الطريق لوقف اطلاق النار, وهو كفيل بخلق مساحة للمحادثات الديبلوماسية بشأن لبنان".
حزب الله "مستمر" و "جاهز"
في هذه الأثناء, كسر حزب الله صمته للمرة الأولى بعد استشهاد الأمين العام, حيث أعلن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أن الحزب مستمر في دعم فلسطين والدفاع عن لبنان وشعبه.
وأكد أن المقاومة في حالة جيدة, وهي متماسكة وقد تم معالجة الفراغ القيادي, مشيراً إلى أن القدرة القتالية للمقاومة لا تزال سليمة, وأن أحلام العدو بشأن نزع أسلحتها لن تتحقق.
كما أشار إلى أن المقاومة ستواصل العمل بناءً على الخطط التي وضعها الأمين العام الشهيد.
وفي سياق متصل, نفى الشيخ قاسم ما زعمه العدو عن وجود اجتماع يشمل 20 قائداً كانوا مع السيد نصرالله,
وشدد قاسم على أن "إذا اعتقدت إسرائيل أن سياساتها العدوانية ستقودها إلى تحقيق أهدافها فهي تفتقر إلى الواقعية", مضيفاً أن المسيرة التي بدأها السيد نصرالله مستمرة.
بري وموقف لبنان
خلال اللقاء بين الوزير بارو والرئيس بري, تناول الجانبان تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي والمستجدات السياسية الراهنة.
وأكد بري للوزير بارو موقف لبنان الإيجابي, الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك, بشأن النداء الرئاسي لوقف إطلاق النار بعد القمة الفرنسية الأميركية, والذي يحظى بدعم دولي واسع.
كما أشار بري إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن تعثر جميع الجهود المبذولة لوقف العدوان, مؤكدًا أن النار الإسرائيلية تؤثر على لبنان بأكمله, مشيدًا بتماسك اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم في مواجهة العدوان.
من جانبه, أظهر الوزير الفرنسي تأييده لموقف الرئيس بري, مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
حصيلة ضحايا أمس
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارات العدو الإسرائيلي في الساعات الاربع والعشرين الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل والعاصمة بيروت أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد خمسة وتسعين شخصا وإصابة مئة واثنين وسبعين بجروح.
ومن جهة ثانية, بلغ عدد شهداء البقاع نحو 250 شهيداً في 9 أيام جراء العدوان الإسرائيلي على البقاع.
أكثر من 100ألف نازح سوري من لبنان
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, فيليبو غراندي, الاثنين, إن ما لا يقل عن 100 ألف مواطن لبناني وسوري في لبنان عبروا الحدود إلى سوريا "هربًا من الغارات الجوية الإسرائيلية".
ونشر غراندي منشورا عبر صفحته على "إكس", تويتر سابقا, قال فيه: "بلغ عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود إلى سوريا من لبنان هربًا من الغارات الجوية الإسرائيلية – مواطنين لبنانيين وسوريين – 100,000 شخص. يستمر التدفق".
وتضاعف هذا الرقم منذ السبت الماضي, وفقا للأرقام المنشورة.
وبدأت حركة النزوح من لبنان إلى سوريا بعد ازدياد حدة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان, وعلى العاصمة بيروت ومناطق أخرى في البلاد.