الحرب تتصاعد. الدمار يزداد. المدنيون ينزحون ويستشهدون ويجرحون, واسرائيل تتابع عدوانها واجتياحها الجوي…وربما البري قريباً.
وقد أتى ارتفاع منسوب التصعيد أخيراً, والاغتيالات المترافقة معه, وآخرها للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, مع ما يمثله من رمزية وحضور, ليدق ناقوس الخطر من أن استمرار الوضع على ما هو عليه, ثد يحمل تداعيات خطيرة, لا تهدد ما تبقى من مؤسسات, إنما تضع الكيان اللبناني بأكمله على المحك.
هذا المشهد استدعى خطوات تكسر الجمود القائم, محلياً, وتترافق مع حراك سياسي وديبلوماسي جدّي ومتسارع لوقف النار, وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته, ما يعيد الأمن والأمان الى الحدود اللبنانية الجنوبية, ومنها الى كل لبنان.
ووسط هذا المشهد, تبدو الحاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى لملء الشغور الرئاسي. فغياب رئيس الجمهورية, هو غياب للبنان عن طاولة القرار, واستمرار في تفتت ما تبقى من مؤسسات.
من هنا, تتجه الأنظار الأربعاء الى عين التينة. حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري عدداً من النواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقلّ ومن بينهم: الياس بوصعب, إبراهيم كنعان, نعمة إفرام, ميشال الضاهر, الان عون وسيمون أبي رميا وذلك لبحث سبل الإنقاذ والخطوات الاستثنائية الواجب اتخاذها في هذه المرحلةبعد التطورات الأخيرة.
وبحسب المعلومات, فالنواب يعملون على تصور واضح للخروج من الأزمة الراهنة يرتكز على توحيد المواقف وإعادة تكوين المؤسسات الدستورية. وبري بما يمثّل ومن يمثّل سياسياً وشعبياً ومؤسساتياً, يملك حيّزاً واسعاً للحراك من داخل المؤسسات, والدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس على قدر المرحلة وتحدياتها الراهنة والمستقبلية.
لا يمكن فصل الحراك النيابي المبادر, عن الانطلاقة واللقاءات التي قام بها النواب من الديمان, وجمعهم على مدى ساعات مع البطريرك الماروني. فالكنيسة التي تعتبر نفسها "أم الكيان اللبناني" حريصة على الحفاظ عليه, وهي تبارك كل ما يسهم في ردم الهوة بين اللبنانيين وتشكيل شبكة أمان لما تبقى من الدولة.
الأكيد أن "إيد لوحدها ما بتصفق", لكنها كفيلة بتحريك المياه الراكدة اذا ما جرى تلقفها من مختلف الكتل والقوى السياسية. لتشكيل أرضية مشتركة, لاسيما أن المرحلة بخطورتها ودقّتها تتطلّب تجاوز الخلافات والاختلافات والتعاون على الانقاذ.
هي "شمعة في العتمة", فهل من يتلقّف الطريق, فتتسع رقعة الضوء؟