نيفين عمران _ الرأي
لعل أكثر ما يشغل عقولنا اليوم هو التساؤل حول مدة استمرار حرب الإبادة الموجهة ضد اللبنانيين, حيث يستمر العدو في توجيه تهديداته المباشرة دون أي ردع لجرائمه الوحشية الممتدة من الجنوب إلى البقاع وصولًا إلى الضاحية الجنوبية.
ملاحقة قيادات حزب الله
تواصل إسرائيل ملاحقة قيادات "حزب الله" في جميع أنحاء لبنان, بالتزامن مع الغارات التي أسفرت عن مجزرة في منطقة عين الدلب, شرق مدينة صيدا. وأعلنت السلطات اللبنانية أن 14 مسعفًا قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية خلال يومين فقط.
وبعد ساعات من اغتيال الشيخ نبيل قاووق, عضو المجلس المركزي في "حزب الله", ويومين على اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله و20 آخرين من القيادات والعناصر, شنت غارة إسرائيلية جديدة (الأحد) استهدفت أحد قيادات "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت, وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ "ضربة دقيقة" في المنطقة.
وترددت أنباء عن أن المستهدف هو أبو علي رضا, أحد أبرز القياديين الميدانيين للحزب, إلا أن "حزب الله" نفى ذلك في بيان رسمي, قائلاً: "لا صحة للادعاءات الصهيونية حول اغتيال الأخ المجاهد الحاج أبو علي رضا, وهو بخير وعافية".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف بالهجوم الأخير الذي شنّه الجيش على ضاحية بيروت الجنوبية, هو مسؤول في الوحدة الكيميائية لـ حزب الله, المسؤولة عن مختبرات المتفجرات وإنتاج الصواريخ.
وفي البقاع في شرق لبنان, أودت غارة إسرائيلية على سهل البقاع الأحد بحياة القيادي البارز في الجماعة الإسلامية محمد دحروج.
كما يبدو أن العدو الإسرائيلي وسع نطاق استهدافاته حتى وصل إلى الكولا, حيث استهدفت مسيّرة معادية ليلا, شقة تقع في الطابق الخامس في مبنى في محلة الكولا - بيروت.
وعرف من الشهداء الذين سقطوا في الغارة, عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" محمد عبد العال, عماد عودة وعبد الرحمن عبد العال.
الإجتياح البري
في هذا الوقت, اتجهت الانظار الى الحدود الشمالية لـ إسرائيل, حيث تواصل حشد قواتها بما يبدو انه استعداد لعملية اجتياح بري.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس أمس أن "بلاده قد تضطر إلى القيام بعملية اجتياح بري للبنان, في حال عدم التوصل إلى اتفاق قوي وموثوق به يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".
يأتي ذلك بالتوازي مع تصريحات خطرة لوزير الطاقة الإسرئيلي إيلي كوهين, الذي قال صراحة "إننا نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان.
وأشار إلى أن توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ منذ البداية, وسوف نحرص على تصحيحه.
مليون نازح
وسط هذه التطورات المتسارعة, أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رقماً صادماً حول أعداد النازحين الفارين من مناطقهم, حيث قدر عددهم بنحو مليون شخص.
وأوضح ميقاتي خلال ترؤسه اجتماع لجنة الطوارئ الوزارية قائلاً: "من المتوقع أن يصل عدد النازحين إلى مليون شخص, ولا يمكننا تجاهل الضغط الكبير الذي شهدته مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع خلال فترة زمنية قصيرة, على الرغم من الإمكانيات المحدودة, فإن الدولة تبذل كل ما في وسعها, وهي في حالة استنفار تام لضمان تلبية الاحتياجات... لكن الأعداد هائلة, وقد تصل إلى حدود المليون نسمة, مما يجعلها أكبر عملية نزوح تشهدها المنطقة ولبنان على مر التاريخ".
أما بخصوص الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها, أكد ميقاتي: "لن نتوانى عن متابعة المسار الدبلوماسي, فليس أمامنا سوى هذا الخيار. منذ بداية الأزمة شددنا على ضرورة تطبيق القرار 1701, ومهما استمرت الحرب, فإننا في النهاية سنعود إلى هذا القرار, فلنختصر الطريق ونوفر الدماء بالالتزام به, الجيش مستعد للقيام بدوره, لكن علينا تأمين كافة المستلزمات الضرورية لتمكينه من التواجد الفعّال".