أصدر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني البيان الآتي نصه:
جاء اغتيال الأمين العام لحزب الله القائد الشهيد السيد حسن نصر الله ورفاقه ليعبر عن مدى جذرية المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان, والذي يتذرع بإعادة مستوطني الشمال إلى مستعمراتهم, بينما أهدافه الفعلية تتعدى ذلك إلى إلحاق لبنان بالكيان الإسرائيلي, كما سبق وحاولت ذلك في غزو العام 1982.
إن هذا الهجوم الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي وأجهزة مخابراته ضد الشعب اللبناني, تديره وتشرف عليه اميركا التي تتذرع بعدم اطلاع إسرائيل على نواياها, فيما هي ترسل للكيان الصهيوني وحكومته اليمينية المتطرفة الأسلحة والمساعدات دون حساب, ما يكشف عن التوجه الفعلي للإدارة الاميركية باعتبار اسرائيل وكيل وظيفته رعاية مصالحها في المنطقة.
إن حملة الاستباحة والتهجير والتدمير التي تمارسها إسرائيل بأعتى الأسلحة الأميركية المتطورة على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وسائر المناطق اللبنانية, هي امتداد للحرب التي تنفذها في قطاع غزة والضفة الغربية وكل فلسطين, وفق ما يعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول إعادة ترتيب أوضاع المنطقة, وهو "ترتيب " تتضح معالمه من خلال حملات الإبادة والتهجير اليومي وتدمير مقومات العيش والحياة في المناطق المستهدفة. وكل هذا ما هو إلا مقدمة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على حساب كيانات ودول المنطقة وشعوبها, وفي مقدمها فلسطين ولبنان.
إن منظمة العمل إذ ترى في هذا الطور من الحرب على لبنان تحولا بالغ الخطورة, فإنها تدعو قوى السلطة السياسية إلى ممارسة مهامها في حماية لبنان وشعبه ورفض الاستفراد بأي من مكوناته المجتمعية, ما يرتد وبالا على المجتمع اللبناني بأسره. وهي تدعو تلك القوى إلى التخلي عن فئوياتها وحساباتها الصغيرة والتعامل مع مهمة انقاذ لبنان مما ينتظره من خراب وتدمير باعتبارها الاولوية الوحيدة التي تتقدم على كل ما عداها, والتي لا يمكن لها أن تتحقق إلا بانتخاب رئيس للجمهورية, وتشكيل حكومة شرعية تتولى المسؤولية الوطنية من خلال انتظام عمل مؤسساته السياسية والدستورية, وتفعيل دور القطاعات العامة وفي مقدمتها الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر قطاعات الخدمات ومرافق الدولة الحيوية. إن مهمة الإنقاذ لا تعلوها مهمة, لا سيما وأن كلا من اميركا وإسرائيل تعملان دون كلل أو ملل على تفكيك الكيان اللبناني وشرذمته وتشريد شعبه, وإلحاقه بالشعوب التي جرى ويجري تهجيرها في كل من فلسطين وسوريا والسودان.
إن مسلسل التدمير المنهجي الذي يتعرض له لبنان, يضع جميع اللبنانيين وسائر القوى السياسية أمام تحدي التعالي على الحساسيات والصراعات والحسابات الفئوية, من أجل لملمة جراح الوطن وإيواء المهجرين والنازحين من أبنائه, وتأمين الحد الأدنى من مقومات العيش والإيواء لهم. إن مهمة الإغاثة معطوفة على المهمة السياسية الانقاذية من شأنها قطع الطريق على الاستباحة الأميركية – الإسرائيلية التي تقود إلى شلال من الدماء النازفة التي تتدفق من شرايين شعبنا, مترافقة مع خراب عميم يطغى على كل مرافقنا وقطاعاتنا ومناطقنا.
إن منظمة العمل اليساري إذ تعزي قيادة وجمهور حزب الله بالامين العام السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء, تؤكد وقوفها في خندق الدفاع عن الوطن مع كل الوطنيين والمواطنين. إن مشروع الاخضاع والإلحاق والتدمير المنهجي الذي تنفذه اسرائيل يستهدف جميع اللبنانيين ولا يمكن هزيمته إلا من خلال وحدتهم, وهم المتروكين الآن في المواجهة منفردين دون ناصر أو معين.