نيفين عمران - الرأي
لم تمر الليلة الماضية على لبنان وتحديدا الضاحية الجنوبية لبيروت كأي ليلة, فقد نفدت إسرائيل مجزرة مروعة بحق المدنيين اللبنانيين وأعلنت الحرب الشاملة دفعة واحدة, بينما قضت العائلات ليلتها في الشوارع, محاطة برعب القصف ووحشيته, في ظل خوف مستمر من تداعيات الأوضاع.
جريمة مقر القيادة المركزي
وفي التفاصيل, قام الطيران الحربي الإسرائيلي أمس الجمعة بشن عشر غارات جوية متتالية على الضاحية الجنوبية, مستهدفًا مقر القيادة المركزي في حارة حريك وأمين عام حزب الله. وقد أسفر هذا القصف عن انهيار عدة مبانٍ, مما استدعى استنفار سيارات الإسعاف والدفاع المدني لأداء واجبها, وتستمر جهود رفع الأنقاض في المنطقة.
وبحسب الحصيلة الأولية, سقط ثمانية شهداء بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى, ولا يزال هناك أكثر من 400 شخص تحت الأنقاض.
تبذل فرق الإنقاذ جهودًا كبيرة في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن الركام في موقع الغارات في حارة حريك.
مصير نصرالله مجهول
لا يزال مصير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مجهول, حيث أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الأمين العام لحزب الله, حسن نصرالله, هو الهدف من الغارات الإسرائيلية.
وأكدت صحيفة "هآرتس" لاحقًا أن الضربة الإسرائيلية في بيروت كانت تستهدف نصرالله, الذي أفيد بأنه نجا من محاولة اغتيال.
من جهة أخرى, أكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية من خلال مصادر أمنية أن "حسن نصرالله في مكان آمن, وأن المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية غير دقيقة".
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر مقرب من حزب الله قوله إن "الأمين العام للحزب حسن نصرالله بخير".
وفيما ذكر مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لوكالة "رويترز" أن طهران تتحقق من حالة نصرالله, أكد مصدر قريب من حزب الله للوكالة نفسها أن نصرالله لا يزال على قيد الحياة.
في المقابل, تحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن احتمالية إصابة حسن نصرالله خلال الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية.
أما المقاومة, فلم تصدر أي بيان بشأن الجريمة التي وقعت في الضاحية, ويعتبر حزب الله الجهة الوحيدة المسؤولة والقادرة على تحديد مصير القائد, السيد حسن نصرالله.
الهجوم الإسرائيلي العنيف على الضاحية
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة السبت عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت ما زعم أنه مخازن أسلحة لحزب الله تحت المباني السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكّد الجيش في بيان له أنه يقوم حاليًا بتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف أسلحة تابعة لما يُطلق عليه "منظمة حزب الله الإرهابية" المخزنة تحت المباني المدنية في تلك المنطقة.
وقبل ذلك, أوضح المتحدث باسم الجيش, دانيال هغاري, في تصريح متلفز أن "الهجمات ستبدأ قريبًا, حيث إن الانفجارات الناتجة عن الصواريخ المخزنة تحت تلك المباني قد تؤدي إلى أضرار جسيمة أو حتى انهيارها".
وذكرت المصادر أن الغارات استهدفت مناطق مثل الحدث والشويفات والليلكي والكفاءات, حيث طلب الجيش الإسرائيلي من السكان إخلاء عدد من المباني. كما أكد هغاري على أن "حزب الله قد أنشأ ثلاثة مبانٍ تحت الأرض في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت لتخزين أسلحة استراتيجية, وكانت المباني التي فوقها تستخدم كدروع".
وأفاد المتحدث أن هذه الأسلحة مخزنة تحت المدنيين, مشيرًا إلى أن الطريقة المستخدمة في تخزين الصواريخ تسهل إطلاقها خلال دقائق. وطالب الجيش الإسرائيلي في رسائل موجهة إلى سكان تلك المباني بضرورة إخلائها "فورًا" للحفاظ على سلامتهم.
من جانبه, نفى حزب الله بشكل قاطع مزاعم إسرائيل حول وجود مخازن أسلحة في المباني المدنية التي تعرضت للقصف, مؤكدًا, عبر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي, أن "لا صحة للادعاءات الكاذبة" حول هذا الموضوع.
قبل ذلك, نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي, أفيخاي أدرعي, خرائط على منصة إكس توضح مواقع المباني المستهدفة, ودعا السكان إلى الإخلاء في دائرة نصف قطرها 500 متر.
كما أكد دانيال هغاري أن بلاده لن تسمح لإيران, الداعمة لحزب الله, بتسليم أي أسلحة للحزب عبر مطار بيروت, مشيرًا إلى أن طائرات سلاح الجو تقوم بدوريات حول المطار لرصد أي شحنات أسلحة.