دعا مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في بلدة حوش الحريمة إلى وحدة الصف والتعاضد في ما بيننا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وما يشهده الشعب اللبناني من حرب وانتهاكاتٍ من العدو الصهيوني الغاشم.
وقال: "مساجدنا ملاذنا ووحدتنا هي قوتنا. إن الجسد القوي لا يمكن أن يدخل إليه أي مرضٍ أو جرثومة, فتعالوا حتى يكون أمرنا واحداً وصفنا واحداً وحتى نتعالى على جراحنا وإن كانت جراحنا لا يمكن أن تُنسى".
وفي رسالة للمجتمع في ما يخص الأحداث الماضية التي سببت ألماً لا ينسى قال: "إن ما يمر به بلدنا اليوم من المأساة من خلال عدوٍ لا يعرف رحمةً ولا إنسانية. ولكن لربما المأساة الأكبر التي يعيشها وطننا اليوم أن يواجه عدواً ليس بدولة قوية ولا بشعب موحد, ولا بكلمة واحدة. وإن الذي كان سبّبا في ذلك أخطاء أفرادٍ ما زالت دموع الناس على خدودهم بسببهم, ولما كانت تلك الأخطاء لا تنسى إذا بالناس يستذكرون الخطيئة ولا يستذكرون أن عدواً على الباب يريد أن ينال من الجميع".
وأكد المفتي الغزاوي على تجاوز أخطاء الماضي وقال: "هناك من الأفراد والجماعات من ارتكب حماقاتٍ بحق الأمة ولكن فلنكفكف دمعنا اليوم ولنمسك على جراحنا أمام جرح نازف يقذف العدو بحِمَمه على أرضنا ولا يفرق بين فردٍ وآخر".
وأكد أن لبنان كان ولا يزال رسالة للعرب وللمسلمين والغرب وأشار: "إن مسار الأمة هو سائر لا يمكن أن يُتوقَف, وإن مسار النصر في هذه الأمة وإن كانت الثلة التي تقيم عليه قليلة ولكن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".
كما ودعا سماحته لتراحم الشعب في ما بينه مساندةً ودعماً بقوله: "من خرج من بيته فلنرحمه بالحد الأدنى إنسانيةً وبالحد الأعلى إسلاماً, وأن يسع بعضنا بعضاً حتى نكون مرحومين من الله, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
وناشد أرباب المسؤولية وقادة المجتمع بصنع دولةً لحماية شعبنا وأفراد مجتمعنا وأرضنا , وطالما الحكم مشتت سيبقى هذا البلد ألعوبة في يد العدو وقال: "آن الأوان لصناعة دولة قوية بمؤسسات قوية يعتز الشعب بانتمائه إليها وتعتز الدولة بالشعب الذي يتبناها".
كما وحذر المفتي الغزاوي من فتنة الإعلام ودوره في محاربتنا وتفريق شملنا ووحدتنا وقال: "لا تعطوا الإعلام عقولكم ولا قلوبكم, بل عليكم أن تزدادوا قرباً وحباً حتى نكون رحماء فيما بيننا ونكون صفاً في مواجهة العدو حتى تنتقل المعركة من مواجهة العدو إلى مواجهة الأهل والصحب والقريب مع قريبه".
وقد شكر سماحته أصحاب المروءة من الداخل والخارج الذي يمدون يد العون للبنان وشعبه حتى يبقى لبنان دولة وشعباً .