نيفين عمران _ الرأي
مفاوضات تحت النار
انطلقت امس عملية التفاوض والشروط المتبادلة على وقع الصواريخ ودماء اللبنانيين, فبعد ساعات قليلة على اعلان الجهود الدبلوماسية شن الطيران الحربي الإسرائيلي اعنف الغارات على طول قرى الجنوب والبقاع وخلفت هذه الغارات شهداء بالعشرات بعد ان استهدفت الصواريخ المنازل الآمنة.
في هذا السياق شهد الداخل الفلسطيني تضارب في التصاريح فمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي, بنيامين نتنياهو أكد رفضه لأي تهدئة في لبنان.
وقال إن "أي مفاوضات تهدئة ستكون تحت النار" وسنواصل ضرب حزب الله".
وتعهد نتنياهو بإعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من المناطق الحدودية في الشمال إلى منازلهم, وقال إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران تتعرض لضربة أقوى مما يمكن أن تتخيل.
في المقابل أعلن موقع "أكسيوس" ان أميركا تعدّ خطة لوقف نار موقّت بين إسرائيل وحزب الله, فيما افادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ وزراء حكومته بأنه طلب من وزير الشؤون الاستراتيجية ايصال رسالة لاميركا مفادها بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان وهذا ما تحدثت عنه الإذاعة الإسرائيلية التي أشارت صباح اليوم عن وقف لاطلاق النار يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات .
وكشفت رويترز نقلًا عن مصادر ان "الاتفاق الذي تسعى إليه أميركا قد يشمل إطلاق سراح الرهائن من غزة", في وقت نُقل عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله ان "التوصل إلى هدنة في غزة هو السبيل لخفض التوتر في بقية الجبهات".
ميقاتي في نيويورك ومقترح قريبًا
بدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية في نيويورك تزامناً مع الجمعية العمومية للأمم المتحدة, وذلك قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص لمناقشة الوضع في لبنان. وقد استقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال هذه الفعاليات.
وعقد رئيس الحكومة اجتماعًا مع وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن, شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والموفد الرئاسي الأمريكي أموس هوكشتاين.
تم خلال الاجتماع مناقشة الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان, والتوصل إلى حل ينهي الصراع الذي بدأ منذ السابع من تشرين الأول الفائت.
كما التقى رئيس الحكومة صباحًا بالموفد الرئاسي الأمريكي أموس هوكشتاين, حيث تم تناول المساعي الجارية لحل النزاع في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
في هذا السياق, أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن وجود مقترح مشترك بين فرنسا والولايات المتحدة سيتم الكشف عنه قريبًا.
جاء هذا الإعلان بعد الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, حيث أشار الأخير إلى أن وزير خارجيته سيتوجه إلى لبنان في بداية الأسبوع.
إضافةً إلى ذلك, التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني, حيث أشاد بجهود العراق في الدعوة لعقد قمة عربية وإسلامية بهدف إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وحماية أهله, ومنع انتشار الصراع في المنطقة.
الليلة الأعنف على بعلبك
ميدانيًا, شهدت الليلة الماضية أسوأ موجات العدوان الإسرائيلي على بعلبك, المدينة والقرى المحيطة بها, حيث لم تنج من آلة الحرب حتى العائلات الآمنة.
كان من أبرز تلك الانتهاكات الغارة التي أسفرت عن تدمير منزل المواطن تركي زعيتر في بلدة شعت, مما أدى إلى استشهاد أفراد أسرته.
كما تعرضت بلدة يونين القريبة لاعتداء إسرائيلي, حيث تم استهداف محطة للوقود على الطريق الدولية, مما زاد من تفاقم الأوضاع.
وشملت الغارات المعادية أيضًا بلدة النبي شيت, التي تعرضت لهجمات متعددة في داخلها وعلى أطرافها, إضافة إلى الهجمات على الخضر, بريتال, البزالية وبلدة دورس, ومقنة وكذلك منطقة يونين. ولم تكن مدينة الهرمل بمنأى عن الاعتداءات, حيث دُمّر منزل في حي التل بشكل كامل, لكنه لم يسفر عن إصابات.
حيث سُجّلت غارات عنيفة أدت إلى تدمير المباني والمحلات التجارية في تلك المناطق.
في زحلة, نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على الكرك, مستهدفًا مبنى مكونًا من أربعة أدوار, مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء.
أما مدينة بعلبك, فقد تعرضت لاستهدف مركز في حي المحطة, بالقرب من منزل الأمين العام لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" علي يوسف حجازي, مما طالت لهجمات القصف غرف الحراسة, وأثرت على عدد من مرافقيه الذين تعرضوا للإصابة, بينما كان هو خارج المنزل في ذلك الوقت. ورافق ذلك الغارات المستمرة على محيط المدينة.
لم تتوقف الطائرات المسيّرة عن التحليق فوق منطقة بعلبك, واستمرت أصوات الانفجارات تتردد حتى ساعات الفجر.
وطالت الاعتداءات أيضا قضاء زحلة وشملت الغارات قرى جلالا والكرك وحارة الفيكاني وعلي النهري وحوش الغنم وماسا