ما لبث أن اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "مساع جدية يجريها مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان ويؤكد ان الساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها", اطل البيت الابيض ببيان يصف فيه "الأنباء عن هجوم صاروخي لـ"الحزب" على إسرائيل بالـ "مقلقة للغاية", معتبرا ان على الرئيس الإيراني مسؤولية الضغط على حزب الله لوقف إطلاق الصواريخ.
وفيما الاتصالات لوقف الجنون الاسرائيلي على قدم وساق بين بيروت ونيويورك ودول العالم المهتمة, ترفع اسرائيل وتيرة استهدافاتها وتستدعي عشرة الاف جندي من الاحتياط, في مؤشر خطير, وتكثف غاراتها متسببة باستشهاد العشرات من اللبنانيين يومياً وقد توغلت في العمق اليوم باستهداف فتوح كسروان بصاروخين على بلدة المعيصرة للمرة الأولى منذ بداية الحرب, ما ادى الى سقوط 3 قتلى و9 جرحى.
وتضاربت المعلومات عن هوية المستهدف في الغارة, ففي حين أفادت المعلومات ان المنزل المستهدف يعود للشيخ محمد عمرو مسؤول جبل لبنان والشمال في حزب الله, أشارت معلومات اخرى الى أن عمرو لم يكن موجودًا في المنزل المستهدف, وهو أصلًا ليس صاحب المنزل بل يعود إلى إبن شقيقه.
ومقابل وابل الغارات التي لم تهدأ جنوبا وبقاعا مستهدفا عددا كبيرا من القرى والبلدات وصولا الى اقليم الخروب, اعلن الجيش الإسرائيلي انه هاجم 60 مقر قيادة لاستخبارات "حزب الله", وأنّ الدفاعات الجويّة اعترضت صاروخاً واحداً أطلق من لبنان باتجاه تل أبيب. وافاد حزب الله أنه أطلق صاروخا باليستيا من نوع "قادر - 1" مستهدفا مقر قيادة الموساد في ضواحي "تل أبيب" وهو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي.
وتوازياً, أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بأن غارة إسرائيلية على بلدة عين قانا أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة عشر بجروح. كما أدّت غارة على بلدة جون- قضاء الشوف في حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح. وأسفرت الغارة على بلدة بنت جبيل جنوب لبنان إلى استشهاد أربعة أشخاص. أما الغارة على بلدة تبنين جنوب لبنان فأدت إلى استشهاد شخصين وإصابة سبعة وعشرين شخصا بجروح. وأدّت الغارات المتتالية على بلدات في بعلبك الهرمل إلى استشهاد سبعة أشخاص وإصابة ثمانية وثلاثين شخصا بجروح. وأصيب شخصان بجروح في مارون الراس وجرح شخص في عيناتا.
وأعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مستعمرة حتسور وقاعدة دادو بعشرات الصواريخ. كما استهدفوا أيضاً مستعمرتي ساعر وكريات موتسكين بصليات من الصواريخ. وقصفوا للمرة الثانية مستعمرة كريات موتسكين بصليات من صواريخ فادي 1 وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون بصلية من صواريخ فادي 3.
من جهة ثانية, وبعدما أعلن حزب الله اليوم أنّ أحد قادته العسكريين, إبراهيم قبيسي, قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت, نعى كلا من حسين أحمد عوالي "ميثم" مواليد عام 1974 من بلدة برج البراجنة, ومحمد حسين علي الرباح "عمار" مواليد عام 1990 من بلدة تمنين الفوقا, وعباس إبراهيم شرف الدين "السيد جمال" من كفرتبنيت في الجنوب.
سياسياً, تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان كل لبنان, وأجرى لهذه الغاية إتصالاً برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في اجواء ما قام به الرئيس بري من إتصالات واسعة لوقف العدوان.
وفي حديث لـ"الشرق الأوسط" قال بري: "أقوم بمساع جدية مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها". ورداً على سؤال عن إمكانية قبول "حزب الله" بمبدأ الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة أجاب بري: "هذا المسعى يراعي عدم الفصل بين الملفين".
الى ذلك, واثر جولة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية, اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس في قصر الصنوبر مع سفراء مجموعة الخماسية.وتم خلال اللقاء البحث في توحيد الجهود, واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمت على صعيد المنطقة, كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الاطياف السياسية كافة, والاصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف. مصادر شاركت في لقاءات لودريان اكدت ان لا جديد حمله المبعوث الفرنسي ولا اقتاح حل, موضحة ان القوى السياسية المحلية على مواقفها.
من جهة ثانية, أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية خلال اجتماع مطول عقده في المديرية العامة للطيران المدني, مع المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت, والقادة الامننين, أن "لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت, والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص", مؤكداً أن "مطار بيروت مستمرّ في العمل وهناك شركات طيران علّقت بعض رحلاتها وهذا القرار يعود إليها, وعدد المغادرين والقادمين عبر المطار لا يزال بالآلاف".
ماليا, أصدر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري بياناً أعلن فيه أنه قرّر الطلب من المصارف التسديد استثنائياً ولمرة واحدة مبلغ يساوي 3 دفعات شهرية للمستفيدين من التعميمَين 158 و166 بداية تشرين الأول.