لم تحل التطورات الحربية دون إكمال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته في اليوم الثاني من زيارته لبيروت على المسؤولين. وهو التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجدّد التأكيد "أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف". واعتبر "أن توجّه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً", متمنياً "أن تفضي الاتصالات الديبلوماسية إلى حل يوقف دورة العنف". وعن الملف الرئاسي اللبناني, قال لودريان "إنه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهم يفضي إلى انتخاب رئيس جديد".
كما زار لودريان رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتقى في قصر الصنوبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط. وزار رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مقرها في الضاحية الجنوبية, ثم زار رئيس حزب" القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب, ثم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي. وقال جعجع بعد اللقاء إنه أبلغ الضيف الفرنسي استعداد "القوات اللبنانية" في أي وقت للمشاركة في جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وشدّد على أنه بات عليه القيام بهذه الخطوة الأساسية خصوصاً في خضم هذه المرحلة الدقيقة فـ"إذا بهيدا الظرف ما دعا لجلسة أيمتى بيدعي؟".
وكتبت " الاخبار": بالنسبة إلى لودريان, فقد جال أمس على الرئيسين نبيه بري وميقاتي, ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد, ورئيس ""التيار الوطني الحر" جبران باسيل والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأجمع كل من التقاهم على أنه "لم يحمِل معه أي طرح أو مبادرة, بل تحدّث بشكل عام عن الموقف الفرنسي والتشديد على احتواء التصعيد وعن الجهود التي تُبذل في العواصم الغربية لتهدئة الأمور ومنع تفلتها, مشيراً إلى أنها ستُستكمل في الأيام المقبلة". ونُقِل عن المجتمعين به أن "زيارته كانت مضيعة للوقت, وكنا نظنّ أن تعديلات أُدخلت على مهمته بعدَ التطورات الأخيرة, إذ إن زيارته إلى لبنان كانت مقرّرة قبل ثلاثة أسابيع, ليتبيّن أنه ليس مخوّلاً بمناقشة ملف الحرب إلا بعناوين عامة".
وأوضحت مصادر سياسية لـ"اللواء" أن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت وجولة اللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين لم تحمل معها مبادرة لإنهاء الحرب الدائرة ضد لبنان وقالت انه نقل هواجس بلاده من تأزم الأوضاع وإطالة امد الحرب, مبدياً إستعداد بلاده للدخول على خط الحراك الدييلوماسي, على أنه ينقل ما سمعه إلى الإدارة الفرنسية, مذكرا بأهمية القرارات الدولية.
ورأت هذه المصادر أن مهمة لودريان في الملف الرئاسي متواصلة إنما الظروف غير مهيأة إذ أن انشغال أحد الأفرقاء بهذا الملف يؤدي إلى صعوبة تحريكه, وأعلنت أن هناك جولات مقبلة للودريان في بيروت.