اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة, اليوم الأحد, أنه "لا بد في البداية من إدانة الجرائم المروعة التي تحصل, وهي تفوق كل تصور وتتخطى كل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية. وأملنا في هذا الوقت العصيب أن يتغلب المنطق والعقل على الغرائز, وأن تتضافر الجهود من أجل وقف الحرب والنار والتنكيل بخليقة الله التي خلقها للحياة. حمى الله لبنان وأبناءه وبسط سلامه في بلدنا وفي العالم أجمع.
وقال, خلال عظة قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: "مأساة زماننا أننا نرفض الإقرار بمحدودية المنطق, كخطوة أولى إلزامية للإستسلام إلى الحكمة الإلهية. من صمم على تعهد حياته بفهمه الشخصي فقط, يكف يد العناية الإلهية عنه. لا مكان في حياتنا لإلهين, والله أعطانا أن نختار, وأراد أن يكون خيارنا حاسما".
واوضح عودة, أن "حياتنا الأرضية تأتي علينا بالهموم, وقد تدفعنا أحيانا إلى القلق إزاء ما ليس منطقيا بحسب فهمنا. هذا من ضعفنا البشري, والله لا يحسبه علينا إثما. لكن الإثم يكمن في أن يبقى الإنسان مشيحا بوجهه عن المخلص الحاضر دائما لمؤازرته ومساعدته في الضيقات".
وأضاف, "في عالمنا الحاضر, المتخبط بالحروب والمشاكل, حيث يكثر الحقد والغش والكذب والرياء, وتنعدم الإنسانية والمحبة, يحتار الإنسان في من يضع ثقته, ومن يصدق في مواجهته لمسؤوليات الحياة ومتاعبها. في أيامنا, لا ملجأ ولا ملاذ للضعيف والفقير والمظلوم, لأن من يتوجب عليهم حماية هؤلاء يتلهون بأمورهم, ما يسبب الحزن والإحباط للمحتاجين. كثيرون يتكلون على أنفسهم أو على من يرون عندهم القوة أو القدرة أو السلطة, متناسين الله الحاضر دوما لاحتضانهم ومساعدتهم".