نيفين عمران _ الرأي
بعد الإعتداء الوحشي على الضاحية الجنوبية, والإغتيال الثالث الذي شهدته هذه المنطقة أمس باستهداف عدد كبير من فرقة الرضوان, على رأسهم قائد فرقة الرضوان إبراهيم عقيل الذي عُيّن خلفاً لفؤاد شكر, لم تعد تفاجئنا إسرائيل بما ستفعله في الأيام المقبلة, إذ أن هذا العدو تخطى كل الحدود الحمراء بجرائمه التي ارتكبها على مدى 3 أيام متواصلة بنفس التوقيت, كان آخرها ضرب العدو الصهيوني 6 صواريخ لمبنى في شارع الجاموس قرب مجمع القائم, راح ضحيته 19 شهيداً وعشرات الجرحى من بينهم عدد كبير من الأطفال, في حصيلة أولية حتى منتصف ليل أمس, وما زالت الجهود مستمرة للبحث عن المفقودين حتى الآن, وعلى إثر ذلك يبدو أن رقعة الحرب بدأت تتسع أكثر, والآمال الدبلوماسية بدت هشة جدًا للوصول إلى أي إتفاق.
العدو يواصل تهديداته
تزامنًا مع الجو المشحون في البلاد, واصل العدو الإسرائيلي تهديداته حيث أعلن رئيس أركان العدو الإسرائيلي "أنّنا في خضم أيام دراماتيكية وهامة على الساحة الشمالية".
وأضاف, "لا خطوط حمراء حاليًّا في المواجهة مع حزب الله, وسنواصل ملاحقة قادة الحزب وكل شيء مطروح على الطاولة وأنّنا في مرحلة جديدة من الحرب ضد حزب الله".
حزب الله ينعى القائد إبراهيم عقيل
وبعد استهداف القائد إبراهيم عقيل, رد حزب الله باطلاقه 170 صاروخ نحو الشمال, وقصف لمرتين مقر الاستخبارات الرئيسية, المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة "ميشار" بصليات من صواريخ الكتيوشيا شمال فلسطين المحتلة
واعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان, "بكل اعتزاز وفخر, تُقدّم المقاومة الإسلامية أحد قادتها الكبار شهيدا على طريق القدس, وتعاهد روحه الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر إن شاء الله".
مواجهة لبنان واسرائيل في مجلس الأمن
وفي السايق, توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى نيويورك للضغط ونقل موقف لبنان الرسمي, إلى جانب وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي شارك أمس في جلسة مجلس الأمن لشرح موقف لبنان وتقديم شكوى ضد اسرائيل.
وقال بو حبيب: "بحّ صوت اللبنانيين بأنّنا لسنا هواة حرب ولا ثأر بل نريد الحقّ ونطالب بعودة النازحين فلتعلم إسرائيل مهما بلغت قوّتها بأنّها لن تُعيد نازحيها إلى قراهم بقوة السلاح بل ستهجّر من لم يتهجّر بعد إذا وسّعت اعتداءاتها".
وأضاف: "نطلب إدانة وحشية إسرائيل بصورة واضحة وصريحة وتحميلها المسؤولية الكاملة عن تخطيطها وتنفيذها الاعتداء السافر على سيادة لبنان وأراضيه ونطالب بتجنّب اندلاع حرب إقليمية مدمّرة والحفاظ على مصداقية الأمم المتحدة".
مجلس الأمن يحذّر من التصعيد
حذّر مجلس الأمن الدولي, خلال جلسة طارئة عقدها الجمعة في نيويورك, من التصعيد عقب تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت, داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
من جهتها, حثت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري آن ديكارلو جميع الدول التي لها نفوذ على إسرائيل وجماعة حزب الله على "استخدام ذلك النفوذ الآن", لتجنب تصاعد العنف
كما أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بشدة سلسلة التفجيرات المميتة لأجهزة الاتصال في لبنان, واعتبر أن "ارتكاب أعمال عنف تهدف إلى نشر الرعب بين المدنيين يعد جريمة حرب".
أميركا تنتظر ظهور الحقائق
أما نائب المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن روبرت وود فقال "من الضروري حتى ظهور الحقائق حول الوقائع الأخيرة, والتي أكرر أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور فيها, أن تمتنع جميع الأطراف عن أي أعمال من شأنها أن تجر المنطقة إلى حرب مدمرة".