بقلم ماري العلم حبشي
تعتبر حادثة تفجير البيجرات واحدة من أكثر الأحداث رعباً في التاريخ الحديث, حيث تجسد الصراعات المسلحة والتهديدات الأمنية التي يواجهها العالم اليوم. لكن ما يجعل هذا التفجير أكثر إثارة للقلق هو استخدام التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ الأعمال الإرهابية, مما يفتح أبواباً لمخاطر جديدة لم تكن موجودة من قبل.
في يوم التفجير, استُخدمت تقنيات معقدة لتنسيق الهجوم وتنفيذه, مما يدل على تطور أساليب الإرهاب. في السابق, كانت الأعمال الإرهابية تعتمد بشكل أساسي على القوة البدنية والتخطيط التقليدي. لكن اليوم, باتت التكنولوجيا تتيح للمهاجمين استخدام أسلحة دمار شامل, بما في ذلك الطائرات المسيرة والمواد المتفجرة المعقدة.
شر التكنولوجيا: قنبلة موقوتة
إن تقدم التكنولوجيا لا يقتصر فقط على تحسين الحياة اليومية فهناك جانب مظلم للتطور التكنولوجي يتمثل في استخدامه في الأعمال الإرهابية. فمن السهل اليوم استخدام الإنترنت للتواصل, والتخطيط, وحتى تجنيد الأفراد لأغراض إرهابية. كما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تُستخدم أيضاً لتطوير أساليب الهجوم, مما يضيف بُعداً جديداً من التعقيد.
المخاطر المستقبلية
تتزايد المخاوف من أن هذه التطورات التكنولوجية ستؤدي إلى جيل جديد من الهجمات الإرهابية, حيث يمكن تنفيذها بدقة أكبر وبأقل قدر من التكاليف. قد يصبح من الممكن تنفيذ هجمات على البنية التحتية الحيوية, مثل محطات الطاقة أو نظم النقل, مما يعرض حياة الملايين للخطر
لمواجهة هذه التهديدات, يجب أن يكون هناك وعي جماعي بخطورة هذا الوضع. ينبغي على الحكومات والشركات والمجتمعات المدنية العمل معاً لتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني والتقنيات المستخدمة في الأعمال الإرهابية. إن تعزيز الأمن السيبراني وتطوير استراتيجيات وقائية سيكونان ضروريين لحماية المجتمع من شر التكنولوجيا الذي لم يبدأ بعد.
في ضوء ما حدث , يجب علينا أن نكون حذرين وأن نستعد لمواجهة التحديات المستقبلية التي قد تطرأ نتيجة لتطور التكنولوجيا.
إن الأمل في عالم أكثر أمناً يكمن في استثمارنا في المعرفة والتعاون, والعمل على استباق الأخطار بدلاً من رد الفعل بعد وقوعها.