تسارعت الأحداث في شكل دراماتيكي على الجبهة الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل, وفي العمق اللبناني من دون ان تتدحرج الى الحرب المفتوحة, وذلك قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الامن لبحث التطورات الامنية بين حزب الله واسرائيل.
فلقد طغى الميدان على احداث اليوم الذي كان ساخن جدا بين اسرائيل وحزب الله وتطور ميداني خطير, تجلى في أسر الجيش الإسرائيلي جثماني شهيدين من حزب الله على الحدود اللبنانية, الا ان الحزب لم يصدر اي بيان رسمي في هذا الشأن حتى الساعة. وبحسب المعلومات, كان الشهيدان في مهمة عند الحدود حيث وقع اشتباك مع جنود إسرائيليين أسفر عن استشهادهما, وقام العدو بنقل الجثمانين إلى داخل إسرائيل. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي, أفيخاي أدرعي, على حسابه عبر منصة "إكس", فيديو لعملية الأسر, معلقًا: "شاهدوا العنصرين من حزب الله وهما يحاولان الهرب بعد كشفهما ورصد محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الحدود قبل أيام. المسلحان قُتلا".
وكان نشر أدرعي امس على اكس ايضا أن "قوات جيش الدفاع التي نصبت كمينًا على الحدود الشمالية مطلع الأسبوع رصدت عنصرين من حزب الله كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة ضد قواتنا, حيث وجّهت القوات نيران المدفعية والجوية لتصفية العنصرين اللذين حاولا تنفيذ عملية التفجير في منطقة موقع تسيبورن".
وتوازيا, شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة استهدفت الشخصية الثالثة في حزب الله ابراهيم عقيل في منطقة الجاموس قرب جامع القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت, ما أدى إلى سقوط 12 شهيداً و66 جريحاً من بينهم 9 حالات حرجة في حصيلة غير نهائية لضحايا العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية.
واثر انهيار مبنيين سكنيين في محلة الجاموس في ضاحية بيروت الجنوبية نتيجة العدوان الإسرائيلي, توجهت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لدى المديرية العامة للدفاع المدني, من مراكز متعددة, الى الموقع وباشر العناصر تنفيذ عمليات المسح الميداني الشامل بحثا عن المفقودين تحت الانقاض.
وعلى الفور اعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي ان اجتماعاً استثنائيًّا لمجلس الأمن الداخلي المركزي سيعقد غداً على ضوء التطورات المستجدة.
وتعليقاً على إستهداف الضاحية, قال البيت الأبيض: "لم نتلق إخطارا مسبقا بخصوص الهجمات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت", وأنه "لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط هو أفضل طريق".
وتابع, "ننصح بقوة الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان".
اما داخلياً, قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن الضربة الإسرائيلية على الضاحية تظهر أن تل أبيب "لا تعطي وزنا لأي اعتبارات إنسانية أو قانونية أو أخلاقية".