نيفين عمران _ الرأي
إنحسم الأمر بالنسبة لوطأة التصعيد على الجنوب, وباتت تؤكد المعطيات أننا في مرحلة جديدة من الحرب, رغم أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان متكتمًا في نواياه, ولم يعلن عن طريقة الرد في كلمته أمس, إلّا أن بات "الغموض" سيد الموقف حتى يتوصل نصرالله إلى أهدافه, إذ أنه لم يعلن الحرب بشكل علني بل اكتفى بالقول أنه "سيستمر بالحرب, إذا استمرت الحرب على غزة".
التصيعد يتمادى بعد الهجمات
تزامنا مع إلقاء السيد حسن نصر الله كلمته, خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت مرتين فوق الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى, وحلق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق أجواء بيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان وكسروان والمتن ومعظم المناطق منفذا غارات وهمية.
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أهدافاً للحزب "لإلحاق الضرر وتدمير القدرات الإرهابية للمنظمة وبنيتها التحتية العسكرية".
وأضاف: "لقد حوّل تنظيم "حزب الله" جنوب لبنان إلى ساحة حرب, وقام على مدى عقود بتسليح منازل المواطنين بالسلاح, وحفر تحتها الأنفاق واستخدمها كدروع بشرية. يعمل الجيش الإسرائيلي على خلق الأمن في الشمال, ما يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم, وتحقيق جميع أهداف الحرب الأخرى".
كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية في الجبهة الشمالية.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن "حزب الله يشعر انه ملاحق وعملياتنا ستتواصل وفي المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ومخاطر كبيرة أيضا".
وفي هذا الإطار, شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدات فرون, القصير, بني حيان, وديرقانون النهر في قضاء صور, بالإضافة إلى استهداف مدفعي لأطراف بلدات شمع, ياطر, وعيتا الشعب, كما تصاعد الدخان من محيط ثكنة ميتات الإسرائيلية بعد استهدافها بصواريخ من جنوب لبنان.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن اطلاق نحو 40 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى, بالإضافة إلى إطلاق صواريخ على شمال الجولان. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل 3 عناصر من "حزب الله" بعد محاولتهم زرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي.
مواجهة بين لبنان وإسرائيل في جلسة أممية
في السياق, تتجه الأنظار اليوم إلى جلسة مجلس الأمن الدولي, التي انعقدت بطلب من لبنان, بعد خرق أجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقد اتجه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى نيويورك للمشاركة فيها, ونقل صوت لبنان والمطالبة بقرار إدانة واضح للاعتداءات الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار, وتحضيراً لهذه الجلسة, أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي, حيث جدّد موقف فرنسا الداعم لتجاوز الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان.
كما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي, الذي عبّر عن تضامنه مع لبنان في المرحلة الصعبة التي يمر بها, معزياً بضحايا التفجيرات التي حصلت في اليومين الأخيرين.
الحصيلة النهائية للتفجيرات
استمرت المستشفيات في مواكبتها للمصابين, بعدما نجحت على مدى يومين بامتصاص الكارثة الكبيرة التي جرت.
كشف وزير الصحة العامة فراس أبيض أمس أن "حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر الأربعاء كان أكبر من اليوم الذي سبق, لذلك كان هناك عدداً أكبر من الإصابات البليغة".
وأعلن أن عدد الشهداء يوم الأربعاء بلغ 25 شهيداً, أما عدد الجرحى, فسجل 608.
ولفت إلى أن "عدد شهداء تفجيرات "البيجر" بلغ 12, أمّا عدد الجرحى فـ2323″.
وأشار إلى أن "226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال".