يبدو انه علينا ان نعتاد على عنجهية العدو الذي يصر على بث الذعر والخوف في نفوس اللبنانيين الأبرياء مع كل إطلالة يقوم بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, فلقد خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت على عدة دفعات فوق بيروت كما نفذ غارات وهمية في اجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقبل بدء خطاب السيد نصر الله أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية قصف جوي واسع في جنوب لبنان بعد هجمات الحزب اليوم مستهدفاً, وادي فرون, قبريخا لجهة بني حيان, وادي السلوقي, عدشيت القصير, بلدتي المجادل محرونة, بلدة القنطرة, واطراف حاريص.
وعلى خط الميدان, وبينما نعى حزب الله 25 من عناصره, كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن "حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر أمس كان أكبر من اليوم الذي سبق, لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة". وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر: في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً, أما عدد الجرحى فسجل 608 . ولفت إلى أن "عدد شهداء تفجيرات "البيجر" بلغ 12, أمّا عدد الجرحى فـ2323". وأشار إلى أن "226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال".
أما السيد نصرالله فاعتبر أن "تصريحات الجرحى أنفسهم تعكس معنوياتهم وصبرهم العظيم وعزيمتهم على العودة إلى الميدان وهذا رد آخر للعدو". وقال, خلال كلمة له حول التطورات الأخيرة: "بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز".
وأضاف نصرالله, "بنيتنا متينة وإرادتنا صلبة وليعلم العدو أن ما حصل سيزيدنا قوة ومتانةً وصلابة إن شاء الله". وتابع, "ليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمس لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات".
وأكد, أنه "نحن قبلنا هذا التحدي من 8 تشرين الأول واليوم نقبله وأقول لنتنياهو وكيان العدوّ لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم", وأنه " إذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة".
واضاف, "قائد المنطقة الشمالية الأحمق اقترح إنشاء حزام أمني ونحن نتمنى أن يدخلوا إلى أرضنا اللبنانية", و "ما يعتبره العدوّ تهديدًا نحن نعتبره فرصة تاريخية ونحن نتمناها".
وتوجه الى "العدو" بالقول: "ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم", مشيراً إلى أنه " لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون".
ورأى, أنه "بالنسبة للحساب العسير فالخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة".
من جهته, أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن أن "احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى", مشيرًا إلى أن "إسرائيل ستعمل بأي وسيلة ضرورية من أجل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وتدمير حماس". وقال غالانت إن "أهداف الجيش في الشمال واضحة", مؤكدًا أن "إسرائيل ملتزمة بإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال". بدوره أكد أوستن خلال المحادثة على "الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل ضد تهديدات إيران وحزب الله وشركاء طهران الإقليميين", مجدّدًا التأكيد لنظيره الإسرائيلي على "أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة". كما أكد أوستن"أولوية الحل الدبلوماسي للصراع مع حزب الله بما يسمح للمدنيين بالجانبين بالعودة إلى ديارهم".
ووسط الاجواء المقلقة هذه, وعشية جلسة لمجلس الامن مقررة مساء غد لمناقشة التطورات في لبنان, تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد الظهر, إتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم خلاله التعازي بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان أمس وأمس الاول متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وجدد ماكرون خلال الاتصال مع رئيس المجلس موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنه التي يمر بها لبنان. بدوره, شكر الرئيس بري للرئيس الفرنسي إتصاله ومشاطرته اللبنانيين أوجاعهم مقدماً للرئيس الفرنسي شرحاً حول تفاصيل الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل بحق لبنان, كل لبنان وطالت ألآلاف من اللبنانيين على نحو غير مسبوق في التاريخ وهي تشكل جريمة حرب موصوفة , متمنياً دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة. وجدّد رئيس المجلس التأكيد على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الآوان, مثمّناً الدور الفرنسي الداعم للبنان في مختلف الحقبات لا سيما في المرحلة الراهنة. وعبّر الرئيس الفرنسي خلال الاتصال مع ميقاتي عن ادانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الاخيرين والتي اوقعت مئات الضحايا, معبّرا عن تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الاليمة. ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي الى اي حل .وشكر رئيس الحكومة الرئيس الفرنسي على عاطفته ودعمه المستمر للبنان. وطلب ان يصار الى اتخاذ موقف حازم من العدوان الاسرائيلي خلال جلسة مجلس الامن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية.
الى ذلك, أكد ميقاتي "ضرورة ان يتخذ مجلس الامن الدولي موقفا حازما بوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والحرب التكنولوجية التي يشنها على لبنان والتي تسببت بسقوط مئات الشهداء والاف الجرحى". وقال "ان المسؤولية الاولى في هذا الاطار يتحملها المجتمع الدولي وعليه ردع اسرائيل عن عدوانها , لان هذا الامر لا يعني لبنان فقط بل الانسانية جمعاء". وشدد على "ان جلسة مجلس الامن التي تنعقد غدا, بطلب من الحكومة اللبنانية مطلوب منها الخروج بموقف رادع يوقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل". وكان رئيس الحكومة استقبل سفير بريطانيا في لبنان هايمش كاول في السراي وعرض معه المستجدات والتطورات لا سيما العدوان الاسرائيلي وضرورة ان يكون لبريطانيا موقف حازم في اجتماع مجلس الامن غدا.
وعلى خط الاجهزة المتفجرة , وفي نبأ مفاجئ, كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية, أن شركة "بي إيه سي" المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة "البيجر" في لبنان, ما هي إلا جزء من "واجهة إسرائيلية". وكانت شركة "غولد أبوللو" التايوانية لصناعة أجهزة "البيجر", ذكرت, أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة "بي إيه سي كونسلتنغ", التي تتخذ من بودابست مقرًا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية. وقالت "نيويورك تايمز" نقلاً عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة, إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة "البيجر", مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة "الاستخبارات الإسرائيلية".وقالت إن شركة "بي إيه سي" تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة "البيجر", لكن "العميل الأهم كان حزب الله".وأوضحت أن أجهزة "البيجر" التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة "بينت" المتفجرة, وفقاً للمصادر الثلاثة. وبدأ شحن أجهزة "البيجر" إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة, لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استخدام الهواتف المحمولة سهلة التتبع, وقرر الاعتماد على أجهزة منخفضة التقنية مثل "البيجر".
أما قضائياً, مثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أمام قاضي التحقيق الأول بلال حلاوي, بحضور المحاميين مروان عيسى الخوري وميكي تويني. وتابع حلاوي تحقيقاته وحضر سلامة مع وكيله القانوني المحامي مارك حبقة, مجرياً مواجهة ما بين سلامة والشاهدين محامي مصرف لبنان ميشال تويني والمحامي مروان عيسى الخوري.
وأرجأ قاضي التحقيق الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل, للاستماع إلى تويني وعيسى الخوري مجدداً كشاهدين, كما تقدم المحامي حبقة بطلب تخلية سبيل سلامة, فأحال القاضي حلاوي الطلب على النائب العام المالي القاضي علي اربراهيم لإبداء الرأي قبل أن يتخذ القرار بالموافقة على تخلية السبيل أو رفضه, كما افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام".