اسئلة كثيرة ما زالت تطرح حول كيفية حصول الاختراق الاوسع لشبكة الحزب, وأكثر منها تقديرات المحللين حول تفاصيلها وابعادها, لكن الثابت والاكيد ان ما قبل عملية الامس واليوم لن تشبه ما بعدها في مجال الصراع الدائر في المنطقة, من دون ان يعني ذلك الحرب الشاملة التي تهوّل بها اسرائيل.
24 ساعة مضت لم تكن كافية ليستوعب لبنان ما حدث حتى بدأت موجة ثانية من التفجيرات في عدة مناطق في لبنان في الجنوب الضاحية والبقاع وغيرها من المناطق أسفرت عن سقوط ٩ شهداء و اكثر من ٣٠٠ جريح وذلك بسبب حجم جهاز الاتصال "الووكي توكي".
في حين أفادت مصادر أن الانفجارات تزامنت اليوم مع تشييع عناصر من حزب الله قضوا أمس في الهجوم المتزامن الذي طال أجهزة نداء لاسلكية (بيجر) يستعملها مقاتلو الحزب.
وفي السياق, نقلت "رويترز" عن مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر, انّ "جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت أمس".
وقالت مصادر لـ"رويترز" إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو أشهر عدّة من أجل التحضير.
وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن الحزب طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة "غولد أبوللو" التايوانية. وتقول مصادر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع.
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ان تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية ينذر بخطر كبير لتصعيد هائل في لبنان ويجب فعل كل ما يمكن لتفاديه.
في حين ان مجلس الأمن سيجتمع يوم الجمعة بشأن لبنان للبحث في الهجمات اللاسلكية, مع انتظار خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيطل غداً.
في الارقام "المخيفة", كان قد أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر اثر جولة على المستشفيات لمعاينة الإصابات جراء تفجير الـPagers أمس, أن "عدد الشهداء حتى الآن هو 12 من بينهم طفلان (فتاة تبلغ 8 سنوات وشاب 11 سنة) بالإضافة إلى عاملين في القطاع الصحّي, والجرحى ما بين 2750 و2800 مريض (750 في الجنوب و150 في البقاع و1850 في بيروت وهناك 300 مصاب بحالة حرجة). وقال إن "بعض الحالات تمّ نقلها من البقاع إلى سوريا ومنها إلى إيران وأكثر من 90 في المئة من الإصابات تواصل علاجها في لبنان", موضحاً أن "الإصابات تركزت على منطقة الوجه واليدين ولا تزال هناك إصابات حرجة وتم إجراء 460 عملية للمصابين. ولفت إلى أن "القطاع الصحي أدّى عملاً جباراً وتمكّن من تقديم ردّة فعل مسؤولة من دون الالتفات إلى الماديّات". وأشار إلى أن "حجم الضربة كان كبيراً جدًّا والمستشفيات استقبلت عدداً هائلاً من الجرحى وفي وقت قصير من دون إنذار ووصل العدد إلى ما يقارب 2800 جريح".
سياسيا, إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية, لاسيما بعد العدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان عصر أمس وأدى الى سقوط عدد من الشهداء واكثر من 2800 جريح . الرئيس ميقاتي اكتفى بعد اللقاء بالقول : "من الطبيعي في هذه الظروف ان اتشاور مع دولة الرئيس نبيه بري بالاوضاع الراهنة تكلمنا وناقشنا كل الامور" .
ومواكبة للحدث,اعلنت قيادة الجيش ان "بناء على توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية, أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن الطيار يوسف أحمد الحنيطي اتصالًا بقائد الجيش العماد جوزاف عون, وتم بنتيجته إرسال طائرة تحمل كمية من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مطار رفيق الحريري الدولي بتاريخ 18 / 9 / 2024, مقدمة هبة من المملكة, وذلك على أثر الاعتداء الآثم من جانب العدو الإسرائيلي, الذي أدى إلى وقوع شهداء وجرحى في مناطق مختلفة. جرى تسلم الهبة بحضور السفير الأردني في لبنان وليد الحديد وممثل العماد قائد الجيش".
على صعيد المواكبة الدولية, وفي حين دعت الامم المتحدة محاسبة" المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان, نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة ضالعة أو على علم مسبق بعملية تفجير المئات من أجهزة الاتصال التي يستخدمها "حزب الله" في لبنان. من جهة ثانية, قال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة: "ان وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة هو أفضل وسيلة لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط. وقال "نعلم جميعا أن وقف إطلاق النار هو أفضل فرصة للتصدي للأزمة الإنسانية في غزة ومعالجة المخاطر التي تهدد الاستقرار الإقليمي", وفق ما نقلت "فرانس برس".
في الجانب التقني من العملية الامنية, اتخذ الجيش الإسرائيلي قراراً عاجلاً لتنفيذ خطة تفجير أجهزة "البيجر", وذلك بعدما اكتشف أن اثنين من عناصر الحزب قد شكوا في وجود اختراق لتلك الأجهزة, بحسب مصادر استخباراتية نقلها موقع "المونيتور". وكانت الخطة الأصلية تهدف إلى تفجير هذه الأجهزة في حال اندلعت حرب شاملة, وذلك لتحقيق تفوق استراتيجي. وكشف تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي, أن حزب الله كان يحمل شكوكا بشأن أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها أعضاؤه, قبل أيام من انفجار الآلاف منها بشكل متزامن في لبنان, الثلاثاء. من جهة أخرى, نقلت "رويترز" عن مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر, انّ "جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت أمس". وقالت مصادر لـ"رويترز" إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو أشهراً عدّة من أجل التحضير. وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن الحزب طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة "غولد أبوللو" التايوانية. وقال المصدر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع. وعرض صورة للجهاز, وهو من طراز "إيه بي 924", وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكياً؛ لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية. وفي سياق متصل, ذكر مسؤول أمني تايواني رفيع, اليوم أن "تايوان ليس لديها سجل بشحن أجهزة الاستدعاء "البيجر" لشركة "غولد أبولو" إلى لبنان", وذلك في أعقاب الاستخدام الواضح لأجهزة الشركة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف حزب الله. وأوضح المسؤول الأمني لشبكة "CNN", أن "شركة غولد أبولو قامت بشحن حوالي 260 ألف جهاز استدعاء من تايوان, معظمها إلى الولايات المتحدة وأستراليا".
اما جنوباً, فأعلن حزب الله "انه قصف مرابض المدفعية الإسرائيلية في نافيه زيف بصلية من الصواريخ". واشارت معلومات أولية الى انه استهدف مقرا لقوة استخبارات في عرب العرامشة.
في المقابل استهدفت غارة إسرائيلية الأطراف بين مجدل زون وشمع. واستمرّ تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير, طوال الليل وحتى صباح اليوم, فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط, وصولاً إلى مشارف مدينة صور.